[هؤلاء ... يسقون الناس شراب الكفر فى آنية الأنبياء]
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[15 - 07 - 03, 01:07 م]ـ
برزت ظاهرة هذه الأيام، وهي طلب "البعض" أجوبةً على شبهات أهل الأهواء (بجميع أطيافهم) في المسألة الفلانية، فيأتيك هذا المسكين قلقاً مرتاباً، بعد أن تجوّل في مواقع هؤلاء (الشيطانية)، قائلاً: ما الجواب عن هذه الشبهة أو تلك!
قف على توصيف بديع من ابن تيمية ـ رحمه الله ـ لأقوامٍ فرّغوا أنفسهم لتوليد الشبهات، والشبهة في نَولِ كلّ يدٍ، هم من جند إبليس، اتخذهم خوَلاً، وأجلَبَ بهم على عباد الله، يضلونهم عن صراطه، ويحرفونهم عن دينه وكتابه ......
استبدلوا باسم الإسلام والإيمان؛ أسماء لم ينزِل بها من السماء سلطان، من الشعارات الأرضية الوضعية، فمن رافضية، إلى ليبرالية؛ إلى علمانية؛ إلى غيرها من رايات تهتّكية " ميَّادةٍ " " صيَّادة " ...
هذا؛ ولمّا علمَ هؤلاء أنَّ فسادهم الصريح لا يروج في بلاد الإسلام، لبسوا لذلك مسوحَ الضأن، ونطقوا بآياتٍ وأحاديثَ، ليروجَ باطلهم على بعض الأمّيين وأشباههم ....
قال أبوالعباس ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في خلال ردِّه على أصحاب [وحدة الوجود]:
(ويجب بيان معناها ـ أي عباراتهم ـ، وكشف مغزاها لمن أحسن الظن بها، وخيف عليه أن يحسن الظن بها، أو أن يضل، فان ضررها على المسلمين أعظم من ضرر السموم التى يأكلونها ولا يعرفون أنها سموم، وأعظم من ضرر السراق والخونة الذين لا يعرفون انهم سراق وخونة. فإن هؤلاء غاية ضررهم موت الانسان أو ذهاب ماله، وهذه مصيبة فى دنياه قد تكون سبباً لرحمته فى الآخرة.
وأما هؤلاء فيسقون الناس شراب الكفر والالحاد فى آنية أنبياء الله وأوليائه، ويلبسون ثياب المجاهدين فى سبيل الله وهم فى الباطن من المحاربين لله ورسوله، ويظهرون كلام الكفار والمنافقين فى قوالب ألفاظ أولياء الله المحققين، فيدخل الرجل معهم على أن يصير مؤمنا ولياً لله فيصير منافقاً عدواً لله .... ).
ثم قال:
(ولقد ضربت لهم مرة مثلاً بقوم أخذوا طائفةً من الحجاج ليحجوا بهم، فذهبوا بهم الى قبرص لينصروهم، فقال لى بعض من كان قد انكشف له ضلالهم من اتباعهم: " لو كانوا يذهبون بنا إلى قبرص لكانوا يجعلوننا نصارى، وهؤلاء كانوا يجعلوننا شراً من النصارى "، والأمر كما قاله هذا القائل.
وقد رأيت وسمعت عمن ظن هؤلاء من أولياء الله، وأن كلامهم كلام العارفين المحققين من هو من أهل الخير والدين مالا أحصيهم، فمنهم من دخل فى إلحادهم وفهمه وصار منهم، ومنهم من كان يؤمن بما لا يعلم، ويعظم ما لا يفهم، ويصدق بالمجهولات، وهؤلاء هم أصلح الطوائف الضالين، وهم بمنزلة من يعظم أعداء الله ورسوله ولا يعلم أنهم أعداء الله ورسوله، ويوالى المشركين وأهل الكتاب ظاناً أنهم من أهل الإيمان وأولى الالباب، وقد دخل بسبب هؤلاء الجهال المعظمين لهم من الشر على المسلمين مالا يحصيه إلا رب العالمين ... ) اهـ
مجموع الفتاوي (2/ 360)
وليقبل طالب العلم الشادي فيه؛ على ما ينفعه، وليدع ما لا يعنيه، فأولى لك أيها المبارك، ثم أولى لك؛ ألاّ تصغي إلى أولئك المشبِّهة. وإذا مررتَ بسوحِهم فأنشد:
طرقَتكَ صائدةُ القلوبِ وليس ذا وقتُ الزيارة فارجعي بسلامِ
والسلام
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[15 - 07 - 03, 03:19 م]ـ
جزاك الله خيرا أبا عبدالله ونفع بك
أشكرك شكرا جزيلا على هذه الدرر التي تتحفنا بها بين الفينة والأخرى
أما ضعيف العقيدة والدين فهو تبع لكل ناعق
ولكن من أسس عقيدته ودينه على قواعد ثابتة وعقيدة صافية والتزم قبل ذلك كله بحبل الله المتين فإن الله لا يضل الصادقين
((من تقرب إلىَّ شبرا تقربت إليه ذراعا ... ))
وتأمل هذا:
أخرج الدارمي والبغوي في الجعديات وغيرهما
عن سلام بن أبي مطيع ان رجلا من أهل الأهواء قال لأيوب يا أبا بكر أسألك عن كلمة قال فولى وهو يشير بأصبعه ولا نصف كلمة وأشار لنا سعيد بخنصره اليمنى
المصيبة أبا عبدالله أن بعض الأغمار لم يتعلموا العقيدة الصحيحة يذهبون إلى مواقع أهل الزيغ بحجة الدفاع عن العقيدة _ زعموا _ فيتخبطون ثم يأتون يستفسرون عن حل هذه الشبهات، ولو أنهم تعلموا العقيدة وتركوا الردود على أهل البدع لمن رزقه الله علما وفهما لكان خيرا لهم
والله أعلم
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[16 - 07 - 03, 07:36 م]ـ
جزيت خيراً أخي خالد بن عمر
رفع
ـ[روضة المحبين]ــــــــ[16 - 07 - 03, 11:18 م]ـ
أؤيدكما على هذا المعنى جزاكما الله خيرا ..... ،
وأزيد بأن الغالب على أهل الأهواء والبدع والشبهات أنهم يثيرون الباطل
لتضليل الناس لا طلبا للحق أو استجداء سبيله ...
وإلا فالحق ظاهر بين لمن التمسه واستهداه.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[20 - 07 - 03, 02:53 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الشيخ النجدي ... فقد رزقكم الله فضل علم وحلم ورقة لفظ وجمال رسم.
وهذا موضوع مهم أخي الحبيب و المصيبة والبلية ليست مجرد السؤال بل الاعظم ان السائل خلوا (من أصول علمية) يفهم بها رد الشبهة! فيقع في الطوام والضلال.
أحدهم يسأل عن ابي هريرة رضى الله عنه وكيف يروى الاحاديث اكثر من بقية الصحابة؟؟؟ فأذا اجيب بحكم أرسال الصحابي قال وما هي مراسيل الصحابة؟؟
ولآخر قد وقع في قلبه شئ من الشبه العقدية فلا يفهم من العربية ما يؤهله لفهم الرد على هذه الشبه فيسأل وبقوة؟ (كيف تأتي في بمعنى على)؟ وكأن العربيه جمعت بين عينيه فهو ينكر ويعرف ... ولعله لم يتقن ما يلهجة قومة ...... الخ من الامثلة الكثيرة.
فأقول اخي ان المشكلة ليست في مطالعة الشبهات وطرحها فحسب بل ان السائل لايملك من المقومات التى تعينه في فهم الرد على هذه الشبه. ومن هنا كان حرص السلف الصالح على عدم مجالسة أهل البدع والسماع لهم .. والله المستعان.
¥