[دراسة حديث الجهنميين .. عبد الرحيم بن صمايل السلمي]
ـ[ابن فهيد]ــــــــ[16 - 03 - 03, 12:24 ص]ـ
دراسات علمية
دراسة حديث الجهنميين
عبد الرحيم بن صمايل السلمي
26/ 12/1423
27/ 02/2003
المقدمة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإنَّ حديث الشفاعة الطويل من الأحاديث المهمة في العقيدة؛ لأنه يشتمل على مسائل كثيرة في باب الرؤية والشفاعة وصفة الجنة والنار والإيمان واليوم الآخر والصفات والوعد والوعيد وغيرها من المسائل.
ويوجد في هذا الحديث الطويل روايات مشكلة اختلفت فيها الآراء وتعددت فيها الأقوال.
وحديث الجهنميين هو جزء من حديث الشفاعة الطويل وهو الفقرة التي ذُكر فيها خروج عصاة الموحدين من النار فهم آخر هؤلاء العصاة الخارجين من النار وقد ورد في وصفهم مجموعة روايات تصفهم بأنهم يقولون لا إله إلا الله ويتركون الشرك ويعرفون بأثر السجود يعني من أهل الصلاة ووردت رواية صارت موضوع إشكال عند العلماء واختلفوا في المراد بها وهي قوله " لم يعملوا خيراً قط " فإن الظاهر الصرف من هذه الرواية وحدها يقتضي أنهم ليسوا من المسلمين مما يدل على مناقضة الروايات التي تصفهم بما تقدم.
ولهذا تعددت التصورات في حقيقة هؤلاء: هل هم لم يعملوا أي عملٍ من أعمال الإسلام أبداً؟ أم عملوا عملاً قليلاً ناقصاً أمكن وصفهم بأنهم لم يعملوا عملاً كاملاً قط؟
وقبل ذلك: ما هو حال هذه الرواية من حيث الصحة والضعف؟ ولأن هذه المسألة تتعلق بأصل الإيمان المنجي وحده الأدنى كان لابد من معرفة القول الحق في هذه الرواية المشكلة في الحديث. فالمعني بالدراسة في هذا البحث هو حديث الجهنميين من حيث تخريجه ومعانيه اللغوية وتوجيه الرواية المشكلة فيه.
وقسمتُ هذا البحث إلى ثلاث مباحث:
المبحث الأول: تخريج حديث الجهنميين.
المبحث الثاني: المعاني اللغوية في الحديث.
المبحث الثالث: بيان معنى قوله " لم يعملوا خيراً قط " والرد على المرجئة.
أسأل الله تعالى التوفيق والسداد والإخلاص في العلم والعمل
المبحث الأول: تخريج حديث الجهنميين
المطلب الأول: التخريج العام لحديث الجهنميين:
روى مسلم في صحيحه بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن ناساً قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله! هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هل تُضارُّون في رؤية القمر ليلة البدر؟ قالوا: لا يا رسول الله قال: هل تُضارُّون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله قال: " فإنكم ترونه كذلك ... " ثم ساق حديثاً طويلاً وفيه ذكر الجهنميين في قوله صلى الله عليه وسلم: " حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد وأراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل النار " أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئاً ممن أراد الله أن يرحمه ممن يقول لا إله إلا الله فيعرفونهم في النار يعرفونهم بأثر السجود. تأكل النار من ابن آدم إلاَّ أثر السجود حرَّم الله على النار أن تأكل أثر السجود. فيُخرجون من النار وقد امتحشوا. فيُصبّ عليهم ماء الحياة فينبتون منه كما تنبت الحبَّة في حميل السيل. " الحديث
وقد جاء الحديث بألفاظ متقاربة وروي مطولاً ومختصراً.
وقد روى حديث الجهنميين عدد من الصحابة رضي الله عنهم وجاءت أحاديثهم على النحو التالي:
1 - حديث أبي هريرة – رضي الله عنه -.
رواه البخاري في صحيحه في – كتاب صفة الصلاة – باب صفة السجود –برقم (773) وفي – كتاب الرقاق – باب صفة الجنة والنار وفي - كتاب التوحيد – باب قوله تعالى: " وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة " – برقم (7437).
من حديث سعيد بن المسيب وعطاء بن يزيد الليثي عنه.
ورواه مسلم في صحيحه – كتاب الإيمان – باب معرفة طريق الرؤية – برقم (299) ورواه أحمد (2/ 400) قال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 384): " وفيه صالح مولى التوأمة وهو ضعيف " وفيه قوله " ليتمجدن الله يوم القيامة على أُناس لم يعملوا خيراً قط ... ".
2 - حديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه.
¥