[هل ثبت أن الإمام أحمد تأول"هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله فىظلل من الغمام""]
ـ[هيثم إبراهيم]ــــــــ[07 - 07 - 03, 07:05 م]ـ
جاء أن الامام أحمد رحمه الله أثناء مناظرته للجهميه فى مسأله خلق القران أنهم احتجوا عليه بقول النبى
صلى الله عليه وسلم أن البقرة و ال عمران تأتيان يوم القيامه كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فِرقان
من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما (رواه مسلم)،قالوا: وما يجىء إلا المخلوق.
فقال الإمام أحمد: قد قال الله تعالى:"هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله فىظلل من الغمام"
فهل يجىء الله؟ إنما يجىء أمره. كذلك هنا إنما يجىء الثواب
وهذه الواقعه ـ إن ثبتت ـ عزاها شيخ الإسلام رحمه الله الى كتاب محنه الإمام أحمد وأشار الدكتور:
محمد رشاد سالم رحمه الله أنه لم يجدها فى الجزء المطبوع منه وأن الجزء الأول من الكتاب مفقود
وقد نص على صحتها من لا نثق به وهو الكوثرى فى تعليقه على الأسماء والصفات
وغالب ظنى أن البيهقى قد حكى هذه القصه مسنده لكن لم أقف على ذلك والله المستعان
وقد إختلف الحنابله فى هذه الروايه على خمس طرق كالأتى:
1ـ قوم تأولوا هذه الصفه دون غيرها (أعنى صفه المجىء) من الصفات متابعة منهم لأحمد
2ـ قوم توسعوا عن الذين قبلهم واطردوا كلام أحمد فى الصفات الحركيه دون غيرها ومن هؤلاء
أبو الحسن الزاغونى وهو من الصفاتيه
3ـ وقوم توسعوا عن الذين قبلهم وارتكبوا الشطط واطردوا هذه الروايه على جميع نصوص أحمد
أى تأولوا ايات واحاديث الصفات ومن هؤلاء العلامه ابن الجوزى عفا الله عنه
وهذه الطرق الثلاث لا يصح منها شىء كما هو ظاهر وبطلانها معلوم وإن كان متفاوتاً والله المستعان
4ـ وقال قوم: إنما قال ذلك إلزاماً للجهميه لأنهم يتأولون مجىء الرب بمجىء أمره فكأن أحمد قال:
كما تقولون ذلك فى الأيه فقولوا كذلك فى الحديث.
وهذا المسلك يضعفه امران:
أ ـ سياق القصه يأبى ذلك
ب ـ ما ثبت عن أحمد أنه كره أن ترد البدعه بالبدعه، فكان أحمد فى مناظرته للجهميه ألزمه أبو عيسى
محمد بن عيسى برغوث أن القران إذا كان غير مخلوق لزم أن يكون الله جسماً وهذا منتفٍ، فلم يوافقه أحمد لا على نفى ذلك ولا على إثباته ,وقال:"قل هو الله أحد ... " الأيات
وذلك لأن لفظ الجسم من الألفاظ المبتدعه ولو أصاب من أطلقها معنٍ صحيحاً فقد ابتدع لفظاً
5ـ وقال قوم: أخطأ حنبل فى نقل هذه الروايه،ومعلوم أن حنبلاً له مفاريد ينفرد بها ولذلك إختلف الحنابله فى مفاريده هل تثبت بها روايه؟ فالخلال و الأثرم قد ينكرانها ويثبتها ابن حامد
وقد قال العلامه عبد الحليم بن تيميه والد شيخ الإسلام رحمهما الله فى ذكر الخلاف عندهم فيما إذا رويت عنه روايات بخلاف أكثر نصوصه (وليس هذا خاصاً بحنبل) هل تعد مذهباً له
فقال رحمه الله: فذهب أبو بكر الخلال وصاحبه عبد العزيز إلى أنها ليست مذهباً له. وذهب ابن حامد الى أنه لا يطلق ذلك، وإن كان دليلها أقوى قدمت ......... وهو حسن.اهـ
وأنا أميل الى هذا المسلك الأخير، فأن المتواتر قطعاً عن الإمام رحمه الله عدم تأويل أيات واحاديث الصفات ولو اننا اخضعنا روايه حنبل هذه لقواعد المحدثين لوجدناها تلتقى مع الحديث الشاذ
ولعل هذا ما أشار إليه شيخ الإسلام لما قال: وبكل حال،فالمشهور عند اصحاب الإمام أحمد أنهم لا
يتأولون الصفات التى من جنس الحركه: كالمجىء و الإتيان والنزول والهبوط والدنو والتدلى،
كما لا يتأولون غيرها متابعة للسلف الصالح. اهـ فبعداً لقوم يتبعون الشاذ من الأقوال
والله المستعان
مستفاد من الفتاوى ج 5\ 400 و ج5\ 430
والأستقامه ج1\ 75 و المسوده ج1\ 85
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[07 - 07 - 03, 07:23 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=3557
ـ[الموحد99]ــــــــ[07 - 07 - 03, 07:59 م]ـ
جزاك الله خيرأ
ولي ملاحظة على ما ذكر وهو قول " الصفات الحركية " ولفظ الحركة من الألفاظ المبتدعة ولو ذكره بعض أهل العلم فإن العبرة بالنصوص الشرعية كما هو معلوم لديكم والغريب أنك قلت:وذلك لأن لفظ الجسم من الألفاظ المبتدعه ولو أصاب من أطلقها معنٍ صحيحاً فقد ابتدع لفظاً0 أهـ وهذا ينطبق على اطلاقك "الصفات الحركية"
قال شيخ الإسلام: وقبل ينبغي أن يعرف أن لفظ الحركة والانتقال والتغير والتحول ونحو ذلك ألفاظ مجملة 000الخ ج5 ص336
وقال أيضاً: وكثير من أهل الحديث والسنة يقول: المعنى صحيح [في اثبات لفظ الحركة] لكن لا يطلق هذا اللفظ لعدم مجئ الأثر به كما ذكر ذلك أبو عمر بن عبد البر وغيره في كلامهم على حديث النزول والقول المشهور عن السلف عند أهل السنة و الحديث: هو الإقرار بما ورد به الكتاب والسنة من أنه يأتي وينزل وغير ذلك 000الخ ج5 ص 342
ـ[هيثم إبراهيم]ــــــــ[07 - 07 - 03, 10:12 م]ـ
وجزاك الله خيراً أخى الموحد وملاحظتك لها كل التقدير،ولكن ألا ترى أن
شيخ الإسلام الذى قد تفضلت ونقلت كلامه هو نفسه الذى اطلق لفظه الصفات الحركيه. ومن ذلك تعلم أن المرء أحياناً يستخدم ألفاظ القوم
ليرد عليهم مثلاً أو ليبن مراده عندهم
وقد قال العلامه ابن القيم رحمه اللهفى الوجه الثانى والثلاثون بعد المئه
فى الرد على من زعم تعارض العقل والنقل: ويلزمه لوازم من حيث كونها صفه القديم .... اهـ من الصواعق ج4\ ص 1218
فأنت ترى أنه استخدم لفظ محدث قد أغنى عنه اسم الأول وذلك لمناقشه أهل الأصطلاح باصطلاحهم، ومن هذا تعلم أن لا غرابه فى إنكارى على من اطلق الالفاظ المبتدعه وعلى نقلى لمن ذكرها
وجزاك الله خيراً يا أخى الموحد 99 على إهتمامك بالتعليق
¥