تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2ـ أما قوله ((ألأنها زوج النبي، فزوجاته كثيرات وفيهن من هي أفضل من عائشة بتصريح النبي نفسه)) ثم يشير بالهامش إلى الترمذي والاستيعاب والإصابة ... (37)، فأقول فتحت سنن الترمذي على أبواب الفضائل (باب) فضل عائشة فوجدت هذا الحديث عن ((عائشة قالت: كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، قالت: فاجتمع صواحباتي إلى أم سلمة فقلن: يا أم سلمة: إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، وإنا نريد الخير، كما تريد عائشة، فقولي لرسول الله يأمر الناس يهدون إليه أين ما كان. فذكرت ذلك أم سلمة، فأعرض عنها، ثم عاد إليها فأعادت الكلام، فقالت: يا رسول الله إنّ صواحباتي قد ذكرن أن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة فأمرِ الناس يهدون أين ما كنت، فلما كانت الثالثة قالت ذلك: قال: (يا أم سلمة لا تُؤذيني في عائشة، فإنّهُ أنزل علي الوَحيَ وأنا في لِحافِ امرأَةٍ منْكُنَّ غيرها))) (38)، وعن عمرو بن العاص ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمله على جيش ذات السلاسل، قال: فأتيته فقلت: (يا رسول الله أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، قلت: من الرجال؟ قال: أبوها))) (39)، وعن أنس قال ((قيل يا رسول الله من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة، قيل من الرجال؟ قال: أبوها)) (40)، وعن عبد الله بن زياد الأسدي قال ((سمعت عمار بن ياسر يقول: هي زوجته في الدنيا والآخرة ـ يعني: عائشة)) (41)، وعن انس بن مالك ((أن رسول الله =+ قال: فضل عائشة على النساء، كَفَضلِ الثَّريدِ على سائِرِ الطَّعام)) (42)، وعن عائشة قالت: قال لي رسول الله =+: إنَّ جِبْرَائيلَ يَقْرَأ عَلَيْكِ السلام، فقلت: وعليه السلام ورحمة الله)) (43)،عن أبي موسى قال ((ما اشكل علينا أصحاب رسول الله =+ حديث قط، فسألنا عائشة، إلا وجدنا عندها منه علماً)) (44)، عن موسى بن طلحة قال ((ما رأيت أحداً أفصح من عائشة)) (45)، ثم فتحت باب فضل أزواج النبي =+ فوجدت هذا الحديث عن صفية بنت حيي قالت: ((دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد بلغني عن حفصة وعائشة كلام، فذكرت ذلك له، فقال: (ألا قلتِ: وكيف تكونان خيرا منِّي، وزوجي محمد، وأبي هارون، وعمي موسى) وكأن الذي بلغها أنهم قالوا: نحن أكرم على رسول الله صلى الله عليه وسلم منها، وقالوا: نحن أزواج النبي =+ وبنات عمه)) (46)، هذه هي الأحاديث الواردة في فضل عائشة وصفية

فأقول:

أ ـ لا شك أن عائشة أفضل نساء النبي صلى الله عليه وسلم لتضافر الأدلة الصريحة في ذلك والصحيحة من أصح كتب الحديث أمثال البخاري ومسلم.

ب ـ بالنسبة لحديث صفية فليس فيه ما يظهر أنها أفضل من عائشة أو حفصة لأن النبي =+ حينما قال لها ما قال أراد إسترضائها في مقابل ما ذكرته عائشة وحفصة في حقها بخلاف الأحاديث الصريحة التي يؤكد فيها النبي =+ فضل عائشة على جميع نسائه.

ت ـ أقول ذلك على فرض صحة حديث صفية ولكن الحديث ضعيف الإسناد فـ ((هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث هاشم الكوفي، وليس إسناده بذلك)) (47)، وأما الاستيعاب فقد ذكر في ترجمتها نفس الحديث المذكور ولم يذكر غير ذلك (48) وأما في ترجمة عائشة فقد ذكر في فضائلها الكثير فأثبت أنها من أعلم أزواج النبي =+ فيروى عن الزهري قوله ((لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أزواج النبي =+ وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل)) (49)، ثم ساق في إثبات أنها أحب النساء وأفضلهن عند النبي =+ حديث عمرو بن العاص، وحديث أنس اللذان سبقا قبل قليل (50). وأما الإصابة فكل الروايات التي ذكرها بالتغاضي عن صحتها لا يوجد بها حديث واحد فيه التصريح بتفضيل حفصة على عائشة إلا الحديث السابق (51).

((والله أعلم وأحكم))

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) صحيح البخاري كتاب فضائل الصحابة ـ باب ـ فضل عائشة برقم (3559) عن أنس بن مالك.

(2) زوائد الزهد لحسين المروزي جـ2 ص (207) وأحمد في المسند مختصراً جـ9 برقم (25130) ص (467) وانظر السلسلة الصحيحة جـ6 برقم (2867)

(3) راجع الكتاب ص (132).

(5) منهاج السنة جـ4 ص (309 ـ 313) بتصرف.

(6) مصنف ابن أبي شيبة جـ8 كتاب الجمل ـ في مسير عائشة ص (718).

(7) المنهاج جـ4 ص (317 ـ 318).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير