الرسالة المذكورة في إسنادها الخضر بن المثنى الكندي وهو مجهول وقد حاول الإمام ابن القيم إثبات نسبتها إلى أحمد وكان حاصل ما اعتمد عليه:
أولا: أن الخضر ليس مجهولا وكيف وهو معروف لدى الخلال. وفي هذا نظر لا يخفى فإنه لا يرفع عنه وصف الجهالة
الثاني: أن الخلال نفسه وجد الرسالة بخط عبد الله بن أحمد، ورواها بالسند عن الخضر، فاجتمع له الأمران. يعني السند والوجادة وهذا إذا صح قويت الرسالة بعض الشيء لما في الوجادة من شبهة الاتصال
الثالث: أن العلماء والأئمة أثبتوا هذه الرسالة ونسبوها للإمام أحمد
وكان أشهر من احتج بها واعتمد عليه الإمام ابن تيمية لذا تجدها منثورة في فتاويه ومتفرقة في ردوده لا سيما رده على الرازي وكذا ابن القيم كما في الروح والصواعق وغيرهما وقبلهما أبو يعلى الإمام الحنبلي في إبطال التأويل
وقد قيل أن ابن عقيل قد ذكره في بعض كتبه وأن البيهقي قد نقل منه وعزاه إلى أحمد وكذا الخطيب البغدادي والله أعلم
قال الإمام ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية: ومما يدّل على صحة هذا الكتاب ما ذكره القاضي أبو الحسين ابن القاضي أبي يعلى، فقال: قرأت في كتاب أبي جعفر محمد بن أحمد بن صالح بن أحمد ابن حنبل قال: قرأت على أبي صالح بن أحمد هذا الكتاب فقال: هذا كتاب عمله أبي في مجلسه رداً على من احتج بظاهر القرآن، وترك ما فسره رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما يلزم اتباعه. انتهى
وأما أن الذهبي قد جزم بكذب نسبة الكتاب إلى أحمد فهذه مجازفة فإنه قد استدرك على نفسه بقوله ولعله (يعني الإمام أحمد) قاله؟؟؟
يزيد على هذا أن الذهبي قد نقل في (سير الأعلام 11/ 330) قول ابن الجوزي بنسبة الكتاب إلى أحمد ولم يعلق عليه بشيء في حين كذب نسبة كتاب الرسالة في الصلاة إليه قال ابن الجوزي (كتاب نفي التشبيه مجلدة وكتاب الامامة مجلدة صغيرة وكتاب الرد على الزنادقة ثلاثة اجزاء وكتاب الزهد مجلدة كبير وكتاب الرسالة في الصلاة قلت (الذهبي) هو موضوع على الامام)
وقد احتج الذهبي بالكتاب المذكور في مواطن في كتبه العلو، العرش، وتاريخ الإسلام
وممن جزم بنسبته إلى أحمد العماد ابن كثير فقال عند تفسيره لقوله تعالى وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ
قال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن سنَان، حدثنا عبد الرحمن بن مَهْدِيّ، عن إسرائيل، عن سِمَاك، عن عكرمة، عن ابن عباس: {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} قال: من الأيام التي خلق الله فيها السموات والأرض.
رواه ابن جرير، عن ابن بَشّار، عن ابن مهدي. وبه قال مجاهد، وعكرمة، ونص عليه أحمد بن حنبل في كتاب "الردّ على الجهمية".
وقد تابع هؤلاء الأجلة على إثبات صحة الكتاب الحافظ ابن حجر العسقلاني كما في فتح الباري 13/ 493 فقال بعد أن ذكر الخلاف في مسألة الكلام والخامس: أنه كلام الله غير مخلوق، أنه لم يزل يتكلم إذا شاء نص على ذلك أحمد في كتاب الرد على الجهمية
والله أعلم
ـ[فيصل]ــــــــ[04 - 02 - 07, 08:00 ص]ـ
راجع ما كتبه الشيخ دغش العجمي في مقدمته على الكتاب والذي طبعته غراس فقد أجاد في توثيق نسبة الكتاب للإمام جزاه الله خيراً
ـ[حامد تميم]ــــــــ[04 - 02 - 07, 10:22 م]ـ
ذكرّ الشيخ عبد الأول ابن الشيخ حماد الأنصاري -رحمه الله- في كتابه "المجموع"؛ أن الشيخ حماد ثبت عنده أن كتاب "الرد على الزنادقة" للإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- له.