وسنده ضعيف لجهالة شيخ ابن جرير، ورواية الضحاك عن ابن عباس منقطعة، ثم ليس هو من مسند ابن عباس، وإنما هو من قول الضحاك.
السادس: ما رواه الطستى في ((مسائله عن ابن عباس)) – كما في ((الدر المنثور)) (8/ 254) – أن نافع بن الأزرق سأله عنم قوله: {يوم يكشف عن ساق} قال: ((عن شدة الآخرة)). وقد أورده السيوطى في ((الإتقان)) (1/ 120) من طريق الطستى: حدثنا أبو سهل السرى بن سهل الجند يسابورى، حدثنا يحيى بن أبي عبيدة بحر بن فروخ الملكى، أخبرنا سعيد بن أبي سعيد، أخبرنا عيسى بن داب، عن حميد الأعرج، وعبدالله بن أبي بكر بن محمد، عن أبيه، عن نافع به، وفيه قصة.
قلت: وهذه القصة موضوعة، فإن حميداً الأعرج ضعيف جداً، وله ترجمة في ((التهذيب))، وعيسى بن داب، هو ابن يزيد بن داب، قال الذهبي في ((الميزان)) (33/ 328): ((كان أخبارياً علامة نسابة، لكن حديثه واه، قال خلف الأحمر: كان يضع الحديث، وقال البخاري وغيره: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: منكر الحديث)). وفي الإسناد لم أعرفه.
السابع: وأخرج ابن جرير (24/ 29): حدثنى الحسن، قال: حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله: {يوم يكشف عن ساق} قال: شدة الأمر. وقال ابن عباس: ((هي شر ساعة تكون في يوم القيامة)).
قلت: وهذا سند ضعيف، ورقاء ضعفه أحمد في التفسير، وابن أبي نجيح مدلس وقد عنعن، ثم إنه لم يسمع التفسير من مجاهد بن جبر.
الثامن: ما رواه اللالكائي في ((شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة)) (724): أخبرنا علي بن عمر بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الصمد بن علي، قال: حدثنا الحسين بن سعيد السلمي، قال: حدثنى أحمد بن الحسن بن علي بن أربان البصرى المرادى، قال: حدثنا الحسن بن محبوب، عن علي بن دياب،عن أبان بن ثعلب، عن سعيد بن جبير: أن ابن عباس - في قوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق} – قال: ((عن بلاء عظيم)).
قلت: وآفة هذا الإسناد جهالة رواته، فإني اجتهدت في البحث لهم عن تراجم، فلم أقف على من ترجمهم، أو ذكرهم بجرح أو تعديل.
التاسع: وأخرج ابن منده في ((الرد على الجهمية)): حدثنا عمرو بن الربيع بن سلمان، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الغني بن سعيد، حدثنا موسى بن عبد الرحمن، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس: وعن مقاتل، عن الضحاك، عن ابن عباس: في قوله: {يوم يكشف عن ساق}، قال: ((شدة الآخرة)).
قلت:وهذا إسناد موضوع، والمتهم به موسى بن عبد الرحمن الثقفي الصنعانى، قال ابن حبان: ((دجال، وضع على ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس كتاباً في التفسير))، وقال ابن عدى: ((منكر الحديث)) وذكر له جملة من الأخبار، ثم قال: ((هذه الأحاديث بواطيل)). وعبد الغني بن سعيد أورده الذهبي في ((الميزان)) (2/ 642)، وقال: ((ضعفه ابن يونس))، وبكر بن سهل هو الدمياطى، ضعفه النسائي، وقال الذهبي (1/ 346) في ((الميزان)): ((حمل الناس عنه وهو مقارب الحال))، ومقاتل في السند الثاني هو ابن سليمان، قال الحافظ في ((التقريب)) (6868): ((كذَّبوه وهجروه ورمى بالتجسيم)). والضحاك بن مزاحم لم يلق ابن عباس.
العاشر: وروى البيهقي في ((الأسماء والصفات)).من طريق: محمد بن الجهم، حدثنا يحيى بن زياد الفراء، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس أنه قرأ: {يوم يكشف عن ساق}. يريد: يوم القيامة لشدتها.
قلت: وهذا سند صحيح لاعلة فيه (3). إلا أنه ورد في ((المطبوعة)) (يكشف) بالياء، وهو تصحيف، وإنما هي (تكشف) فقد أورد السيوطي هذا الخبر في ((الدر المنثور)) (6/ 255) وقال: ((وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن منده من طريق: عمرو ابن دينار، قال: كان ابن عباس يقرأ: {يوم يكشف عن ساق} – بفتح التاء -. قال أبو حاتم السجستاني: أي تكشف الآخرة عن ساقها، يستبين منها ما كان غائباً. قلت: وهذا الوجه هو الثابت عن ابن عباس، وليس فيه على ما يدل على التأويل، فإن قراءته على بناء الفعل للمعلوم المؤنث ثم إنه لم يفسر قراءته بالشدة – وإن حدث وفعل على هذه القراءة لم يقع في التأويل – بل الذي فسرها هو عمرو بن دينار، وليس هو متأول بل مبين لبناء الفعل، وصفة الفاعل. وقد ذهب ابن جرير إلى إثبات هذا القول عن ابن عباس، فقال في ((التفسير)) (29/ 27). ((وذكر عن ابن عباس أنه كان يقرأ ذلك {يوم يكشف عن ساق} بمعنى يوم تكشف عن شدة شديدة، والعرب تقول: كشف هذا الأمر عن ساق إذا صار إلى شدة ومنه قول الشاعر: كشف لهم عن ساقها وبدا من الشعر الصراح)) فقول ابن عباس هذا تبعاً لهذه القراءة لا يعد تأويلاً للنص. وسوف يأتي ذكر من قال بالساق من الصحابة وأئمة السلف في باب: إثبات صفة الساق للرب جل وعلا – إن شاء الله تعالى -.
¥