وكما جعل الله سبحانه وتعالى صرف شيء من أنواع القربات والعبادات التي جعلها خاصة به شركاً جعل الله طاعة غيره في شيء واحد شركاً كذلك فالشرك في العبادة كالشرك في الطاعة سواء بسواء قال تعالى: {ولا يشرك في حكمه أحداً} بلا النافية في قراءة، وبلا الناهية في القراءة الأخرى. قال تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً} فالشرك في الحكم كالشرك في العبادة سواءً بسواء ولذلك فاصل الله المسلمين في مكة في أمر طاعته وحده لا شريك له وذلك في قضية أكل الميتة حيث حصل لبعضهم شبهة في أن الله هو الذي قضى بالموت علي الشاة التي تموت حتف أنفها فكيف تحرم؟ ولا تحل إلا بأن يذبحها الإنسان بيده؟ فقال تعالى مفاصلاً لهم بين أن يطيعوه استسلاماً لأمره أو يطيعوا غيره فيشركوا. قال تعالى: {ولا تأكلوا ما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون}
فهذا نص صريح واضح أن الرضا بطاعة غير الله فيما يعصى به الله سبحانه شرك، وهذا في القليل والكثير.
ولا شك أن توحيد الله بكل معانيه وأقسامه هو قضية واحدة، فإن الله تسعاً وتسعين اسماً من كفر باسم واحد فهو كافر، وصفاته جل وعلا أكثر من أن تحصر ومعاني صفاته وأسمائه يجب الإيمان بها على النحو الذي أخبرنا الله بها، ولا يحيط علما بالله إلا الله جل وعلا {ولا يحيطون به علماً} ومن كفر بصفة واحدة فقال مثلاً لم يستوي على عرشه، ولا يتكلم، ولا يراه أهل الإيمان في الآخرة فهو كافر لأنه جحد صفة ثابتة في الكتاب والسنة لله جل وعلا.
ولا شك أن جحد أمره وحكمه من أعظم الكفر بل هو أعظم الكفر، ولا شك أنه من قال إن لله شريكاً في الأمر: الكوني القدري أو الحكمي التشريعي فهو كافر بالله مشرك به.
وتقسيم معاني توحيده إلى اثنين علمي خبري، وقصدي طلبي أو ثلاثة ربوبية، وألوهية، وأسماء وصفات، إنما عمل تعليمي إرشادي اصطلاحي لم يأت هذا التقسيم بهذه القسمة الثنائية أو الثلاثية في الكتاب والسنة ولا في أقوال الصحابة والتابعين، وإنما هذا التقسيم مستفاد من معاني أسمائه وصفاته وتوحيده سبحانه وتعالى، ولا شك أن توحيده في الأمر هو من معاني توحيده في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته بل غاية الدين كله امتثال أمره، واجتناب نهيه، والتسليم له وحده سبحانه وتعالى.
انتهى كلامه حفظه الله
و صدق اخونا الشيخ محمد الامين فى قوله
(وهذا التقسيم هو اصطلاحي وليس تعبدي والهدف منه تسهيل التعليم. والله يؤتي العلم من يشاء)
فلو قلنا ان التوحيد حقيقةً لاينقسم ولايقسم وكذلك موقف الناس منه لان التوحيد فعل للعبد ففاعله موحداً، وكذلك ماهو ضده الا وهو الشرك فعل للعبد وفاعله مشركاً.
ولكن الذى يقسم هو دراستنا نحن للتوحيد وهنا لاحرج فى تقسيم الدراسة الى ما ييسر ذلك على المتعلم والمتلقى فمثلاً:
تقسيم شيخ الاسلام رحمه الله تعالى:
ربوبية _ والوهية _ وأسماء وصفات
هو بعين تقسيم تلميذه شيخ الاسلام الثانى ابن القيم رحمه الله لمل قسم دراسته الى قسمين:
1 - الاثبات والمعرفة (الربوبية _ والاسماء والصفات)
2 - القصد والطلب او الارادى الطلبى (الالوهية)
وهو ايضا كما قال احد المعاصرين:
1 - معرفة الله عزوجل (ربوبيه لان المعرفة ضرورة فطرية كما فى آية الميثاق) والعلم به عزوجل (لانه لا تعرف صفاته واسماؤه الابالوحى كما - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (الا وانى اعلم بالله)
2 - الخلافة فى ارض الله عزوجل (التى هى قمة التعبد لله عزوجل بكافة انواع العبودية)
والله اعلى واعلم
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[30 - 08 - 05, 11:39 ص]ـ
القول السديد
في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد
http://www.altawhed.com/Detail.asp?InNewsItemID=128818
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[31 - 08 - 05, 09:27 ص]ـ
كلام للشيخ الخضير -حفظه الله تعالى - على هذه المسئلة:
قال المصنف والتوحيد: ثلاثة أصول؛ (وعب قال ثلاثة أنواع) توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الذات، (الذات هنا لم يذكره عب) والأسماء، والصفات.
الشرح:
هذا هو تقسيم التوحيد المشهور وهو التقسيم الثلاثي، ومن العلماء من قسمه تقسيما ثنائيا 1 - توحيد علمي وأحياناً يضاف عليه خبري أو اعتقادي.
¥