ـ[أخو من طاع الله]ــــــــ[09 - 04 - 03, 04:41 ص]ـ
لا أحبُّ أن أدخل -مرة أخرى- مُذاكِرًا في المسألة، فأشتت الموضوع، والمجال للأخ محب العلم.
ولكني أردت التنبيه أن كلاًّ من أسد السنة، وأبي خالد السلمي، وفقهما الله، لم يعرف قول نفسه، فضلاً عما انتصب للرد عليه!
ولرغبتي عن التطويل، ما دام الأخ محب العلم يكتب ويبين المسألة سأكتفي بسؤال لبيان ما أشرت إليه:
* لو رأى الأخوان، من ينتسب للإسلام، ولكنه يجهل وجود الله، أو يعتقد أن للكون خالقًا، وأنه من البشر يعيش بينهم، أو أن للكون خالقًا، لكنه بريء من كل كمال، بل هو الشيطان بعينه، ونحو ذلك تعالى الله عنه، وكان جاهلاً حقيقةً، لم يسمع خلاف هذا قطُّ ..
هل يكون معذورًا بجهله؟!
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[09 - 04 - 03, 08:49 ص]ـ
يجيبك على سؤالك ابن حزم في الفصل 3/ 139
قال رحمه الله: [وأما من قال أن الله عز وجل هو فلان لإنسان بعينه أو أن الله تعالى يحل في جسم من أجسام خلقه أو أن بعد محمد صلى الله عليه وسلم نبيا غير عيسى بن مريم فإنه لا يختلف اثنان في تكفيره لصحة قيام الحجة بكل هذا على كل أحد ولو أمكن أن يوجد أحد يدين بهذا لم يبلغه قط خلافه لما وجب تكفيره حتى تقوم الحجة عليه] اهـ
فهل ابن حزم من المتأخرين والشيخان إسحاق والبابطين من المتقدمين؟ أم هل مذهب ابن حزم في الإيمان والأسماء والأحكام غير مرضي عندكم رغم ثناء شيخ الإسلام عليه وشهادته بأن ابن حزم وافق السلف في هذا الباب؟
وعلى كل حال فهي مسألة افتراضية غير واقعية ومع ذلك اطرد ابن حزم فيها القاعدة وهي عذر الجاهل المنتسب إلى الإسلام حتى تقوم عليه الحجة.
ـ[أخو من طاع الله]ــــــــ[09 - 04 - 03, 12:34 م]ـ
الأخ أبا خالد .. المسألة واقعة وليست افتراضية، فقد وقع كثير من ذلك في دول ما يسمى بالاتحاد السوفيتي ..
وأما أن الحجة قائمة بذلك، فهل تعني أنها قائمة بالعقل والفطرة، أم أن الرسالة بلغتهم في هذا؟!
وأما أيهما مذهب المتقدمين، وأي مذهب المتأخرين، فليست مسألتنا، وإنما السؤال: هل تعذره بالجهل إن صح كونه جاهلاً أم لا؟
وأردت به، أن تتبيَّن أنَّك تستثني مسائل لا تعذر فيها بالجهل، فأنت لم تحرر قولك فيها أولاً، ثمَّ أنت توافقنا على الاستثناء، فيبقى البحث فيما يستثنى ..
وآمل قبل أن ترد، أن تتأمل قليلاً، وفقنا الله وإياك لما يحبُّه ويرضاه.
ـ[أسد السنة]ــــــــ[09 - 04 - 03, 04:01 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله
ينتسب للإسلام،
ولكنه يجهل وجود الله
صدق من قال:
حسن السؤال نصف العلم
ـ[محب العلم]ــــــــ[09 - 04 - 03, 04:40 م]ـ
الشيخ الفاضل / أبوخالد السلمي حفظه الله
أعتذر لك إن ندّ من مجرور القلم مالايليق بمثلك.
قد عبر القرافي رحمه الله عن الأمور الظاهرة فسماها أصول الدين وهذا اصطلاح له فقال كما في شرح تنقيح الفصول (439):" ولذلك لم يعذره الله بالجهل في أصول الدين (إجماعا) ".
وهذا النص اثبات للفرق بين المسائل في العذر بالجهل.
وهو رد على من لم يفرق بين المسائل ونسب هذا للمتقدمين إجماعا.
وقال الشيخ علي القاري كما في شرح الفقه الأكبر:" وذلك بأن حد أصول الدين علم يبحث فيه عما يجب الاعتقاد وهو قسمان:
أ- قسم (يقدح الجهل به في الإيمان) كمعرفة الله وصفاته الثبوتية والسلبية والرسالة وأمور الآخرة.
ب- وقسم لايضر الجهل به كتفضيل الأنبياء على الملائكة " أ. هـ
فهذا النقل يوضح الإجماع الذي سبق نقله وأن محله إنما هو أحد قسمي أصول الدين لاجميعها، فإن اصطُلح على تسمية هذا القسم الذي يضر الجهل به ب (الظاهرة) فلا إشكال.
وانظر مجموع الفتاوى (4/ 54) فقد فرق شيخ الاسلام كما سبق بين المقالات (الخفية) و (الظاهرة) بهذا التعبير!
وانظر كلام رشيد رضا على حاشية الرسائل النجدية (4/ 517).
وقال القرافي في الفروق (2/ 149 - 150):
" اعلم أن الجهل نوعان: النوع الأول، جهل تسامح الشرع عنه وعفا عنه ...
النوع الثاني: جهل لم يتسامح صاحب الشرع عنه في الشريعة فلم يعف عن مرتكبه، وضابطه أن كل مالايتعذر الاحتراز عنه ولايشق لم يعف عنه وهذا النوع يطرد في أصول الدين وأصول الفقه وبعض أنواع الفروع،
¥