ومن هؤلاء من يغفر الله له فإنه إذا اجتهد وسعه في الإيمان بالرسول ولم يبق له قدرة على أكثر مما حصل له من الإيمان به لم يكلف الله نفسا إلا وسعها وإن كان قوله بعد قيام الحجة عليه كفرا كالذي قال لأهله: " إذا أنا مت فاسحقوني ثم ذروني في اليم فوالله لئن قدر الله علي ليعذبني عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين "والحديث في الصحيحين من غير وجه فإن هذا جهل قدرة الله على إعادته ورجا أنه لا يعيده بجهل ما أخبر به من الإعادة، ومع هذا لما كان مؤمنا بالله وأمره ونهيه ووعده ووعيده خائفا من عذابه، وكان جهله بذلك جهلا لم تقم عليه الحجة التي توجب كفر مثله غفر الله له ومثل هذا كثير في المسلمين، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يخبر بأخبار الأولين ليكون ذلك عبرة لهذه الأمة اهـ.
فإذا فهم هذا من شيخ الإسلام رحمه الله علم معنى قول شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب:
(لا نكفر من عبد الصنم الذي عند قبر البدوي والصنم الذي عند قبة عبد القادر من أجل جهلهم وعدم من ينبههم).
ومن نظر في حال الدول في ذلك الوقت الذي تكلم فيه إمام الدعوة، وكيف انتشر الشرك والقبور، وكانت يرعاه الولاة والأمراء في ذلك الزمان، لا سيما الخلفاء العثمانيين = علم أن مثلهم لم تبلغهم الحجة الرسالية، لكن إذا بلغتهم السنة كما هو الحال في هذا الزمان، وانتشرت السنة، وصار من ينادي بها وينشرها بين الناس، فإننا نكفر من يطوفون عند قبر البدوي، ونوافق الشيخ على عدم تكفير من كان في زمانه رحمه الله.
والحالات الثلاث التي ذكرها الأخ محب العلم هي الصور التي تكلم عنها أئمة الدعوة في زمنهم رحمهم الله، وهم لا يخرجون عن الوصف الذي ذكرت وهو أنه لم تبلغهم الحجة الرسالية.
وأيضا: فتقسيم المسائل إلى مسائل ظاهرة وخفية = أمر تقريبي، وإلا فحتى المسائل الخفية تتفاوت في كيفية إقامة الحجة فيها.
وإذا قلنا في المسائل الظاهرة إنه لا يعذر فيها بالجهل، فالمقصود أن هذا مما يعلم أنه قد قامت الحجة الرسالية فيه، بما لا يكون الجهل فيه إلا مع الإعراض، ولا يكون معه بذل الوسع في قصد الحق، لأنه معلوم بالضرورة، والله أعلم.
والمسألة لا علاقة لها بأثر من المعتزلة الذين قسموا الدين إلى فروع وأصول، ومسألة تقسيم الدين إلى فروع وأصول لعل الله أن ييسر الكتابة فيه بما يوضح مراد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
ـ[أسد السنة]ــــــــ[14 - 04 - 03, 03:04 ص]ـ
أن قيام الحجة كما أنه يختلف باختلاف المسائل؛ ظهورا وخفاء، فهو يختلف باختلاف الأزمان بحسب ظهور آثار النبوة واندراسها، وهذا من المقامات الدقيقة التي يغفل عنها بعض الباحثين في هذه المسائل
أحسنت
والحالات الثلاث التي ذكرها الأخ محب العلم هي الصور التي تكلم عنها أئمة الدعوة في زمنهم رحمهم الله، وهم لا يخرجون عن الوصف الذي ذكرت وهو أنه لم تبلغهم الحجة الرسالية.
أحسنت
وإذا قلنا في المسائل الظاهرة إنه لا يعذر فيها بالجهل، فالمقصود أن هذا مما يعلم أنه قد قامت الحجة الرسالية فيه، بما لا يكون الجهل فيه إلا مع الإعراض، ولا يكون معه بذل الوسع في قصد الحق، لأنه معلوم بالضرورة، والله أعلم.
أحسنت ... فالمقصود أن هذا مما يعلم أنه قد قامت الحجة الرسالية فيه
الحمد لله على السلامة، و لعل صاحبك الذي امتدحته ولا أدري على ماذا، أن يقر هذا التراجع.
بقي عليك بارك الله فيك أن توجه كلام من نقلوا الإجماع على عدم العذر بالجهل.
لكن انتبه أن تقع فيما وقع فيه صاحبك فتنقض كلامك ولعلي أذكرك أنك مقر بقولنا للحبيب محب العلم:
وإما أنك ستقول بقولنا لأنك ستجعل سبب الظهور هو ظهور الحجة حسب الزمان والمكان فرجع الأمر إلى التمكن من العلم وأن المكلف يعذر بالجهل في كل مسائل الدين بالجهل الذي لا يمكن دفعه.
وأما قولك:
والمسألة لا علاقة لها بأثر من المعتزلة
فلا أدري هل تعني على قولك أم على قول من احتج بآية الميثاق!!
وعلى كل حال كلامك هذا يعتبر إجابة على جزء من السؤال الأول الموجه لمحب العلم وبقي عليكم الجواب عن السؤالين الآخرين!!
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[14 - 04 - 03, 10:06 ص]ـ
أخي محب العلم
¥