وإني الآن أدعو كل منصف يتأمل هل هناك فرق بين القولين، أم كل ما كان من النقاش هو من باب (ولكن في التحريش بينهم)!!
هذا في المقام الأول في مسألة قيام الحجة ,,,
وقبل الانتقال إلى غيرها، فما ذكرته في ما كتبته فقد وافقتني عليه أنت كما وافقني عليه الأخ محب العلم، وكان مرادي الوصول إلى محل النزاع؛ حتى يكون النقاش علميا.!!
المحل الثاني مما حصل فيه النقاش بينكما، وهو مقام الاجماع الذي ذكره محب العلم، ونقله عن أئمة الدعوة، والذي قلت:
" أظن أنك قد بالغت بل افتريت أمورا في مقالك حيث ادعيت الإجماع في مسألة الإجماع فيها خلاف قولك فهل لك أن تبين حقيقة هذا الإجماع فلعلنا نحسن الظن بك ونبين لك ما أرادوا حيث قلت " وقد نقل الإجماع على عدم العذر بالجهل في هذه المسائل جماعة منهم:
ابن جرير الطبري كما في كتابه " التبصير بمعالم الدين "، وإسحاق بن عبدالرحمن كما في رسالته " حكم تكفير المعيّن "، وعبدالله أبابطين في رسالته " الإنتصار" وغيرهم. " انتهى.
ثم أتيت أخيرا بهذا الإجماع، الذي حكاه أئمة الدعوة، على أنه لا يعذر بالجهل، (وفسرتُه لك بأننا نعلم أن الحجة الرسالية قد قامت عليه) ووافقتني عليه، وافقني عليه محب العلم، إذا كان مرادي أنه يعذره من إيقاع اسم الكفرالباطن الذي تترتب احكامه على المكلف ويجزم معه له بالنار، وهذا إنما يكون في الحالات الثلاث التي شرحتها لك فيما سبق، إذا وقع في شئ من الأمور الظاهرة، (وهذا هو مرادي).
ثم أقررت أن الإجماع صحيح، وأنه سبق أئمة الدعوة في القول به = غيرهم من أهل العلم، ثم فسرت بمحل الإجماع بقولك:
" فالإجماع الذي ذكره بعض أئمة الدعوة وقد ذكره قبلهم
بعض العلماء هو - بارك الله فيك - في الجاهل المعرض ولم يقصدوا بحال من الأحوال الجاهل غير المتمكن من العلم ودليل ذلك أنهم عذروا من نشأ في بادية بعيدة أو من كان حديث عهد بالإسلام أو إذا كانت المسألة التي وقع فيها الجهل من المسائل الخفية وهذه هي الحالات الثلاثة التي يذكرها العلماء لا ما ذكره محب العلم! "
والأخ محب العلم بين مراده من الإجماع في أول معالمه، وأنه في المسائل الظاهرة، وبين أن الحجة قائمة بها ببلوغ القرآن على وجه يفهمه لو أراده كما سبق، وهو عين ما قلته من أنه التمكن من العلم، وأن ذلك هو قيام الحجة فيه ..
فأي فرق بين كلامك وكلام محب العلم في من أقيمت عليه الحجة في المسائل الظاهرة، وأنتما متفقان في صورة قيام الحجة عليه؟!
بقيت المسألة الأخيرة، وهي المسألة الأخيرة، وهي في الجاهل الذي وقع في الشرك في المسائل الظاهرة، ولم تبلغه الحجة؟!
فأنت قلت فيها بقول هو أحق أن يوصف بقولك: " لم يقل بها أحد من العلماء. "، وأنقل لك كلامك:
" أما ما يتعلق بحكم الواقعين في الشرك في أحكام الدنيا فالظاهر أنه لا بد من التفريق بين الحكم على أعيانهم وحكمهم في العموم وعدم التفريق هو السبب في ظهور هذا المذهب الذي يتزعمه الشيخ الخضير.
فنقول لو أن رجلاً دخل بلداً أهله يدعون الأموات ويذبحون لهم وما إلى ذلك من الأفعال الشركية فيلزمه ألا يصلي وراءهم ولا يأكل ذبائحهم .... وإن كان لا يمكن له أن يكفر أعيانهم أو يحكم على أعيانهم بالشرك!! "
والحق التفريق هو ما عليه أئمة الدعوة، وليس الشيخ الخضير وحده، وأعجب كيف لم تسمعه من الشيخ عبد العزيز بن باز، مع أنك ممن لازمته فترة طويلة، وقد سمعته ما لا أحصي وهو يكفر أعيانهم، ويقول إن الحجة قائمة بوسائل الإعلام، ولا يعذرون بالجهل ..
وقد كنت واضحا عندما وضحت أن ما قلت من هذا الكلام هو ما يظهر لك فحسب؟! وهو كذلك.
والعجب كيف تكتب كل هذه الصفحات فضلا عما حوته ثم يقال بعد هذا:
" أرجو تحديد مواضع النزاع ومواضع الوفاق فإنني أرى الموضوع قد طال "!!.
أخيرا ...
الأخوة أسد السنة، ومحب العلم، وأبا خالد السلمي ..
تذكروا قول الله تعالى: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً) (الاسراء:53).
أسأل الله أن يرزقني وإياكم العلم النافع والعمل الصالح.
محبكم: ابن أبي حاتم.
ـ[أسد السنة]ــــــــ[15 - 04 - 03, 11:33 م]ـ
¥