ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[16 - 04 - 03, 03:09 ص]ـ
إخوتي الأحباء ابن أبي حاتم وأسد السنة ومحب العلم وجميع من شارك في هذا النقاش
أسأل الله تعالى أن يعفو عني وعنكم، وأن يهديني وإياكم لما اختلف فيه من الحق بإذنه، إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
وأستسمحكم أجمعين، وإن كنت أغضبت أحدكم فليقتص مني بما شاء، وحبذا لو أغلقنا النقاش في هذا الموضوع فقد حصل المقصود وأبان كلٌ منا عما يرى أنه الصواب في هذا الباب، وأخشى أن ينزغ الشيطان بيننا.
سبحانك اللهم ربنا وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
ـ[عبدالباري]ــــــــ[16 - 04 - 03, 06:18 ص]ـ
الحمدلله و بعد .. ،
بما أنه قد ذكر علماء مصر السلفيين، .. فهذه نقولات أظنها مهمة في الموضوع محل البحث:
1 - الشيخ محمد حامد الفقي -رحمه الله- الرئيس السابق لجماعة أنصار السنة المحمدية بمصر.
للشيخ العلامة محمد حامد الفقي -رحمه الله- تعليق حول العبارة المنسوبة لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-: (و إذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على عبد القادر و الصنم الذي على قبر أحمد البدوي و أمثالها لأجل جهلهم .. الخ) اهـ.
قال الشيخ محمد حامد الفقي: (في هذه العبارة نقص أو تحريف، لا بد. فإن مؤداها خطأ واضح ينافي نصوص القرآن و السنة، و إذا لم يكفر من يعبد الصنم فمن يكفر غيره؟. و هذا بلا شك خلاف دعوة الإسلام و دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب المعروفة من كتاب التوحيد و كشف الشبهات و الثلاثة الأصول و غيرها من كتبه الصريحة في أنه: لا يصح إسلام أحد إلا إذا عرف ما هي الطواغيت و كفر بها و عاداها و عادى عابديها كما قرر إبراهيم -عليه السلام- في قوله لقومه: (أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم و آباؤكم الأولون، فإنهم عدو لي إلا رب العالمين) الآيات. و هذا أوضح في القرآن و السنة و كلام أهل العلم و الدين من أن ينبه عليه.
و الداعي إلى الله و إلى إخلاص العبادة له، لا يضيره أبدا أن يرمى من أعداء الله بأنه (يكفر الناس و يسميهم مشركين)، فإن ذلك من لازم دعوته إلى توحيد الله و الإيمان به، إذ لا يمكن الدعوة إلى الإيمان إلا ببيان الكفر و الكافرين، و الشرك و المشركين، بل إن منطوق كلمة (لا إله إلا الله) مستلزم ذلك ... فليس الداعي إلى الله هو الذي يحكم بالكفر و الشرك و وجوب النار للمشركين و الكافرين، إنما هو يخبر عن الله و ينشر كلمات الله و آياته و أحكامه مبشرا و نذيرا. فالله هو الذي يقول: (و ما أكثر الناس و لو حرصت بمؤمنين)، و هو الذي يقول: (و قليل من عبادي الشكور)، و غير ذلك لا يحصى من الآيات التي يهدم بها دعاوى من يدعي الإسلام و الإيمان من الجاهلين قديما و حديثا، فواجب الداعي إلى الله أن يبين ذلك في صراحة و شجاعة لا يخاف لومة لائم و لا تشنيع مشنع ... ) اهـ. (هامش رقم 1، على كتاب مصباح الظلام، ص: 28، ط: مطبعة أنصار السنة المحمدية).
و قال -رحمه الله-: (و هل وقع الناس في هاوية الضلال و الشرك إلا بالجري على عادة الآباء و الشيوخ!؟، و هل هذه تنفع حجة أو عذرا!؟ بعد أن أقام الله عليهم الحجة بما قرأوا في القرآن و السنة من آيات الله و أحاديث التوحيد التي هي أكثر شيء و أبينه من قول الله و رسوله) اهـ. (المصدر السابق، هامش رقم 1، ص: 182).
2 - الشيخ عبدالرحمن الوكيل -رحمه الله- الرئيس السابق لجماعة أنصار السنة المحمدية بمصر:
و له كلام متين و رائع سطره حول الموضوع محل البحث، و هو العالم السلفي الكبير و الداعية المجرب الخبير، الذي عاش ردحا من عمره مع عباد القبور في بلاد مصر، و كان منهم و مثلهم، ثم هداه الله تعالى إلى التوحيد و السنة فصار حربا على الشرك و الوثنية، و ألف في حرب الوثنية واحدا من أهم الكتب على الإطلاق و هو كتابه (هذه هي الصوفية) ..
قال الشيخ عبد الرحمن الوكيل -رحمه الله-: (و عجب مغرب في العجب، أن نغضب، بل نرتجف من الحنق إذا دُعينا نحن بغير أسمائنا، و نحقر من ينتسب إلى غير أهله، ثم لا نغضب من نعت الباطل بأنه حق!! و عجب ذاهل الدهشة أن نرمي بالعمى و الجهالة من يسمي الليل: بأنه نهار مشمس، أو من يقول عن المر: إنه حلو، أو من يقول عن الثلاثة: إنها واحد!! أو من ينسب إلى مذهب رأي مذهب آخر، أو من يخطيء في حقيقة تاريخية، أو جغرافية، أو مادة قانونية، .. ثم لا نرمي بهما -بالعمى و الجهالة- من ينعت الصوفية بأنها إسلام صحيح، و من يقول عن (الطائفين حول القبور)، اللائذين بأحجارها الصم: (إنهم مسلمون)!! ثم (يمكر) ليحسب مع المسلمين، فيقول عن أولئك: (و لكنهم مخطئون)!!.
عجب أن نكفر من ينسب إلى محمد -صلى الله عليه و سلم- حديثا موضوعا، و القائلين بأن الله ثالث ثلاثة، ثم نحكم بالإيمان الحق لمن ينسبون إلى النبي أنه الصوفي الأول، و أنه الموحي بدين الصوفية!! من يقولون: إن الله عين كل شيء و أنه مليون ملايين!! (نحكم بإيمان هؤلاء)، لا لشيء سوى أن لهم أسماء تشاكل أسماء المسلمين!!.
إن الحق و الدفاع عنه يحتمان علينا أن نسمي كل شيء باسمه، و نصفه بصفاته، و إلا افترينا عليه، و جعلنا للباطل السورة و الصولة، و داجينا في الإيمان. أما هذه النعومة و الطراوة و الرخاوة المخنثة في الذياد عن الحق، و الجهر بكلمة الحق، أما ذلك فشر أنواع الجبانة الذليلة، و الخداع و الرياء و العجز المهين .. الخ.) اهـ. من (مقدمة كتاب هذه هي الصوفية).
¥