يستجيبوا لندائي هذا ويوقفوا هذه الأعمال التي لا يستفيد منها إلا العدو.
نسأل الله تعالى أن ينصر دينه ويعلي كلمته ويجمع على الحق كلمة المسلمين إنه على كل شيء قدير وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أملاه
حمود بن عقلاء الشعيبي
18/ 4/1421 هـ
====================
(قدوم كتائب الجهاد لغزو أهل الزندقة والإلحاد. القائلين بعدم الأخذ بحديث الآحاد في مسائل الاعتقاد)
تأليف الشيخ عبدالعزيز بن فيصل الرّاجحي
فصل
قال الإباضي ص14 – 15 في سياقة نقل تناقض أهل السنة – بزعمه – في اعتقادهم:
(3 – القول بفناء النار:
حيث قال ابن تيميه وتلميذه ابن القيم الجوزيه بذلك , وخالفهما بقية أرباب هذه النحلة , وإن كانوا لم يفسقوهما , بل قالوا بأنهما مأجورين على اجتهادهما , وهذا من العجائب الغرائب , كيف يقولون بعذرهما في هذه المسألة من المسائل القطعية , باتفاق الأمة قاطبة؟
وذلك لأن أدلتهما قاطعه لا تحتمل الجدل وإليك بعض هذه الأدلة) أ. هـ
ثم ساق سبعة وعشرين دليلاً من القران على ذلك في صفحة كاملة وبعض صفحة , مع أنه حريص كعادته على عدم الإطالة , لذا لم يذكر لنا حديثاً واحداً تناقض اعتقادناً فيه , وهنا يذكر سبعةً وعشرين دليلاً:
والجواب من وجوه:
أحدهما: أن ما نسبة هذا الضال لشيخ الإسلام باطلٌ وكذب وزور , بل شيخ الإسلام يقول بخلافه.
قال شيخ الإسلام في ((مجموع الفتاوى)) (18/ 307) بعد أن سئل عن صحة حديث أنس رضى الله عنه مرفوعاً ((سبعة لا تموت ولا تفنى ولا تذوق الفناء: النارٌ وساكنها واللوحٌ والقلمٌ والكرسيُّ والعرش))
(هذا الخبرُ بهذا اللفظ , ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو من كلام بعض العلماء , وقد اتفق سلفٌ الأمة وأئمتُها , وسائر أهل السنة والجماعة , على أنّ من المخلوقات ما لا يعدم ولا يفنى بالكلية , كالجنة والنار والعرش وغير ذلك. ولم يقل بفناء جميع المخلوقات إلا طائفة من أهل الكلام المبتدعين كالجهم بن صفوان , ومن وافقه من المعتزلة ونحوهم. وهذا قول باطل يخالف كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وإجماع سلف الأمة وأئمتها) أ. هـ.
وقال شيخ الإسلام رحمة الله أيضا في ((درء تعارض العقل والنقل)) (2/ 358):
(وقال أهل الإسلام جميعاً , ليس للجنة والنار آخر , وانهما لا تزالان باقيتين , وكذلك أهل الجنة لا يزالون في الجنة يتنعمون , وأهل النار في النار يعذبون , ليس لذلك آخر , ولا لمعلومات الله ومقدوراته غاية ولا نهاية) أ. هـ.
وقال أيضا رحمة الله في ((بيان تلبيس الجهمية)) (1/ 157) بعد كلام طويل:
(ثم أخبر ببقاء الجنة والنار , بقاءً مطلقاً) أ. هـ
وما ذكرته فيما سبق عن شيخ , أنه لا يقول بفناء النار يعلمه هذا الإباضي , فقد قال في حاشية ص 14:
(كما نسبة إلية جماعة من العلماء – أي القول بفناء النار – وقد وافق الجمهور في بعض كتبه , ولعل له في المسألة رأيين) أ. هـ.
و أقول: إن العمدة في هذا ما قاله شيخ الإسلام في كتبه , أما ما نسبه أعداؤه إليه فلا حجة فيه , وان صح عنه فالحق من قوليه ما وافق الدليل وهو القول بعدم فناء النار.
ثانيها:
أن نسبة هذا القول للعلامة ابن القيم باطلٌ أيضاً , بل هو يقول بخلافة.
قال ابن القيم رحمة الله في ((طريق الهجرتين)) ص 254 –255 في فصل أن الله خلق الدارين وخص كل دار بأهل:
(والله ُ سبحانه مع كونه خالق كلّ شيء , فهو موصوفٌ بالرضا والغضب والعطاء والمنع والخفض والرفع والرحمة والانتقام , فاقتضت حكمته سبحانه , أن خلق دار الطالبي رضاه , العالمين بطاعته , المؤثرين لأمره , القائمين بمحابه , وهي الجنة وجعل فيها كلَّ شيء مرضي , وملأَها من كلِّ محبوب ومرغوب ومشتهى ولذيذ , وجعل الخير بحذافيره فيها , وجعلها محلّ كلِّ طيب , من الذوات والصفات والأقوال. وخلق داراً أخرى , لطالبي أسباب غضبه وسخطه المؤثرين لأغراضهم وحظوظهم على مرضاته , والعاملين بأنواع مخالفته , والقائمين بما يكرهُ من الأعمال والأقوال , الواصفين له بما لا يليق به , الجاحدين لما أخبرت به رسله من صفات كماله ونعوت جلاله , وهي جهنم , وأودعها كل شيء مكروه وسجنها مليءٌ من كلَّ شيءٍ مؤذ ومؤلم , وجعل الشر َّ بحذافيره فيها وجعلها محلَّ كلّ خبيث من
¥