تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

اخي الكريم، صفة الوجه يستدل عليها بهذه الايات الكريمة:

الرحمن، 27، {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُوالْجَلالِ وَالإِكْرَامِ}

القصص، 88، {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ}

--

الله سبحانه سبحانه وتعالى عبر بالوجه عن الذات كما يقول ابن كثير في تفسيره ج: 3 ص: 404،

وقوله كل شيء هالك إلا وجهه إخبار بأنه الدائم الباقي الحي القيوم الذي تموت الخلائق ولا يموت كما قال تعالى كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام فعبر بالوجه عن الذات وهكذا قوله ههنا كل شيء هالك إلا وجهه أي إلا إياه

تفسير القرطبي ج: 17 ص: 165

ويبقى وجه ربك أي ويبقى وجه الله فالوجه عبارة عن وجوده وذاته سبحانه قال الشاعر قضى على خلقه المنايا فكل شيء سواه فاني وهذا الذي ارتضاه المحققون من علمائنا ابن فورك وأبو المعالي وغيرهم وقال ابن عباس الوجه عبارة عنه كما قال ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام وقال أبو المعالي وأما الوجه فالمراد به عند معظم أئمتنا وجود الباري تعالى وهو الذي ارتضاه شيخنا ومن الدليل على ذلك قوله تعالى ويبقى وجه ربك والموصف بالبقاء عند تعرض الخلق للفناء وجود الباري تعالى وقد مضى في البقرة القول في هذا عند قوله تعالى فأينما تولوا فثم وجه.

وقد ثبت في الصحيح خ3841 م2256 من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد إلا كل شيء ما خلا الله باطل.

وقال مجاهد والثورى في قوله كل شيء هالك إلا وجهه أي إلا ما أريد به وجهه وحكاه البخاري في صحيحه كالمقرر له

قال ابن جرير 20127 ويستشهد من قال ذلك بقول الشاعر أستغفر الله ذنبا لست محصيه رب العباد إليه الوجه والعمل

هنا ايضا بارك الله فيك نرى تاويل عند السلف لهذه الايات ولم يجمعوا على القول بان المقصود بالوجه هنا الجارحة وانما الذات او ما اريد به وجهه كما هو في البخاري.

فما هو التفسير الصحيح لهذا الاختلاف رحم الله والديك؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 08 - 03, 09:24 ص]ـ

لابد أن تعرف أولا معنى اختلاف التنوع واختلاف التضاد

فإذا عرفت ذلك تبين لك أنه لايوجد اختلاف بين من فسر الوجه بالذات وبين من فسر الوجه بما أريد به وجه الله

فكل هذه المعاني صحيحة ولا تتعارض وليست من اختلاف التضاد

ولعلي أنقل لك كلام ابن تيمية رحمه الله حول خلاف التنوع والتضاد في التفسير

مجموع الفتاوى (13\ 333 - 340)

((الخلاف بين السلف فى التفسير قليل وخلافهم فى الأحكام أكثر من خلافهم فى التفسير

وغالب ما يصح عنهم من الخلاف يرجع الى اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد

وذلك صنفان:

أحدهما:

أن يعبر كل واحد منهم عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه تدل على معنى فى المسمى غير المعنى الآخر مع اتحاد المسمى بمنزلة الأسماء المتكافئة التى بين المترادفة والمتباينة كما قيل فى اسم السيف الصارم والمهند وذلك مثل أسماء الله الحسنى وأسماء رسوله وأسماء القرآن فان أسماء الله كلها تدل على مسمى واحد فليس دعاؤه باسم من أسمائه الحسنى مضادا لدعائه باسم آخر بل الامر كما قال تعالى (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى) وكل اسم من اسمائه يدل على الذات المسماة وعلى الصفة التى تضمنها الإسم كالعليم يدل على الذات والعلم والقدير يدل على الذات والقدرة والرحيم يدل على الذات والرحمة ومن أنكر دلالة أسمائه على صفاته ممن يدعى الظاهر فقوله من جنس قول غلاة الباطنية القرامطة الذين يقولون لا يقال هو حى ولا ليس بحى بل ينفون عنه النقيضين فان أولئك القرامطة الباطنية لا ينكرون اسما هو علم محض كالمضمرات وإنما ينكرون ما فى أسمائه الحسنى من صفات الاثبات فمن وافقهم على مقصودهم كان مع دعواه الغلو فى الظاهر موافقا لغلاة الباطنية فى ذلك وليس هذا موضع بسط ذلك

وإنما المقصود ان كل اسم من أسمائه يدل على ذاته وعلى ما فى الاسم من صفاته ويدل أيضا على الصفة التى فى الاسم الآخر بطريق اللزوم وكذلك اسماء النبى مثل محمد وأحمد والماحى والحاشر والعاقب وكذلك اسماء القرآن مثل القرآن والفرقان والهدى والشفاء والبيان والكتاب وأمثال ذلك

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير