خلق الله للحروب رجالا ورجالاً لقصعة وثريد
حتى نهى عن الكهرباء واستعمالها ليس تورعاً بل تحريماً، ولا يستمع إلى هذه الأشرطة الإسلامية لأن تسجيل المواد الإسلامية فيها إهانة لها، وكان يرى وجوب تغيير المنكر باليد والقوة بل غير كثيراً من المنكرات بيده وبكل عنف دون النظر إلى عاقبة ذلك وهذا ناتج عن حبه للخير والصلاح، وغير ذلك مما هو مقتنع به آنذاك، وكان مقبلاً على فضيلة الشيخ فهد العبيد يتعلم مما عنده من الزهد والورع، وكان مكباً على العالم الرباني عبد الكريم الحميد وكذا أقبل على العلاّمة عبد الله الدويش رحمه الله، وغيرهم من أهل الزهد، والورع، لا حرمنا الله منهم ومن سيرهم العطرة، وجمعنا الله بهم في جنان النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، وكان يُلحظ على منصور في تلك الفترة حبه للظهور والانتقام ممن نال منه، فعندما يعاتب بكلمة رقيقة هادئة يقصد منه الخير وما ينبغي أن يكون عليه المؤمن، يكابر ويؤذن بالحرب هياجاً وصياحاً ويخرج الموضوع من نصابه وهو جدٌ كان موقفاً هادئاً باسماً رقيقاً، لا لشيء إلا أنه يرى نفسه فوق النصيحة والمعاتبة، وكثيراً ما يلبس الحق بالباطل، للتورية على من يستمع إليه أو يقرؤه لإخراج أي موضوع عن مساره الحقيقي، ومسكين من أوقعه حظه العاثر بين يديه، لأنه في أكثر من موقف يلجا إلى الافتراء وإلى المبالغة والتهويل لأمر من الأمور القائمة بينه وبين غيره ممن يريد افتراسه سبيله في ذلك التحريف والتبديل وقلب الحقائق وصولاً بحجته إلى دليل يقبله السامع أو القاري غير آبه بحرمة ذلك ولا مبال ومن ثم يلجا إلى المراوغات للتهرب من هذا الموقف مثلاً، أو للمكر والخديعة من موقع آخر بقصد الانتصار والانتقام، وهذا ينافي الزهد، ومؤشر إلى أمر خطير وكان بعضا من رفاقه ومشائخه يحذر من أن يُناقش أو يثار في مسألة ما، وذلك لا ستعداده أن يلقي بمنهجه وراءه ظهرياً ليثبت صحة ما توجه إليه دون أي مبالاة أو اكتراث بما يحصل فيما بعد وهذه كانت من علامات الانحراف إضافة على توغله في أدران تلك الكتب المتسخة وفعلاً يفاجأ الأخوة والرفاق أن منصور تحول من بيت الطين وتحريم الكهرباء إلى الأستاذية في أحدية راشد المبارك فحسبنا الله ونعم الوكيل.
ابن تيمية ومنصور ... (ساقية لاطمة بحراً):
الذي دعاني لهذا العنوان هو انبهاري بتفتق علمية منصور وفرط ذكائه فأحببت أن لا أبخسه حقه من ذكر صفاته ومن يشبه من الجهابذة العلماء، ولا أقرب له من ابن تيمية، فإن:
منصور مُعَلَمٌ فطن وكذا ابن تيمية، منصور حافظة حجة وكذا ابن تيمية، ومنصور تقي وورع وكذا ابن تيمية، ومنصور مناضل ومكافح عن الإسلام وكذا ابن تيمية، ومنصور الجميع مفتقد لعلمه ومحتاج إليه وكذا ابن تيمية، ومنصور بحر لا ساحل له في كل علم وكذا ابن تيمية، منصور نبغ صغيراً، وأفتى مبكراً، وكذا ابن تيمة.
إذاً ما الفرق الجوهري بينهما؟
ابن تيمية خرج في وقت والناس بعيدون عن شرع الله منهمكون في الدنيا وشهواتها، فسعى جاهداً أن يردهم إلى الحق.
أما منصور فيظهر له أن الناس أصابهم الغلو، والتنطع من كثرة الدين، والإقبال عليه ورأى أنهم معرضون عن الدنيا زاهدون فيها، فرأى من واجبه أن يخلعهم من دينهم ويصدهم عنه ويشككهم في عقيدتهم، ويسلخهم من أخلاقهم، وعاداتهم الحسنة لكي يحصل التوازن في المجتمع ويصبح الخزان الداخلي موازٍ للخزان الخارجي، فشتان بين مشرق ومغرب.
وثمة فرقٌ آخر وهو غيرة منصور من شيخ الإسلام وانعدام هذه الغيرة من شيخ الإسلام، فهل نستطيع هنا أن نقول كلام الأقران يطوى ولا يروى!! أي أقران (بين عالم تقي، وجاهل شقي) أو نقول عن منصور بأنه البحر وابن تيمية الساقية فيقال ساقية لاطمة بحراً
قارنت هذه المقارنة لكثرة تعرض منصور لشيخ الإسلام بن تيمية.
هذه مقدمة مختصرة جدا تبين جزءً من واقع العلاّمة منصور، سقتها لتكون ممهدة بين يدي ما سوف أطرحه من ملاحظات على ما كتبه أخيراً وأرسله إلى صاحب مجلة المجلة.
وما كنت لأكتب لولاء معرفتي باعوجاج منهج الرجل وعوره فلقد ناصحته في مقاله الأول وتوصلت إلى أنه صاحب فكر عقيم وذلك عندما سألته أثناء النقاش الدائر ما تقول فيمن يقول بخلق القرآن هل يكفر كما هو منهج أهل السنة والجماعة أم لا يكفر؟
¥