4) في باب المصدر والتلقي، فهم معتزلة يقدمون العقل على النقل، وزادوا على المعتزلة القدماء بالسير على ما يسمى بالمنهج التجريبي، وهو أن الأصل الشك في كل شيء حتى المسلمات العقدية إلى أن تثبت، وزادوا على المعتزلة تقديم الهوى ومتطلبات العصر الحديث على النص.
5) وفي باب الفقه تتبع الرخص، والأخذ بأسهل ما قيل وأنسب وأخف ما قيل بحيث يركبون من ذلك فقها جديدا ويميلون فقهيا إلى أن يوافق الاطروحات العلمانية وما يوافق النظام العالمي الجديد، وما يوافق الأهواء، وتسمية ذلك فقه تيسير، خصوصا قضايا المرأة والحكم والسياسة وما يُسمونه بالفن والغناء والتمثيل وما يتعلق بالحرية، والتصوير، والأزياء واللباس، وطريقتهم في ذلك استعراض خلاف العلماء، وكل قول قيل وكل شاردة وواردة وكل هفوة وزلة، فما وافق الوقت والعصر فهو الراجح فهذه أسباب الترجيح عندهم، وهذا أصل مبتدع في هذا الباب، ومن باب المكر والحيلة، فبدل أن يقولوا هذا يوافق العصر والهوى يجعلون لافتة لهم للوقاية من الشناعة والذم، فيقولون قال به العالم الفلاني.
6) موقفهم من الإجماع التشكيك والرد، لأنه عائق في بعض القضايا المهم عندهم.
7) موقفهم من الاجتهاد فتحه على مصراعيه لكل من هب ودب، واتخاذه ذريعة رسمية لكي يقولوا ما يناسبهم باسم الاجتهاد.
8) موقفهم من الصحابة والسلف عموما التحقير والازدراء.
9) موقفهم من التاريخ الإسلامي تناوله بحقد وتشويه ودس، والاهتمام بما شجر بين الصحابة واستغلال ذلك للتشويه بهم، باسم التصحيح والتبيين والحوار.
10) موقفهم من أي دولة إسلامية ترفع شعار الإسلام الصحيح وتطبق الشريعة تطبيقا صادقا، موقفهم موقف العداء كموقف العلمانيين وكموقف الغرب التشويه والتشنيع والاتهام بالغلو والتطرف والاستعجال.
11) من أصولهم محاولة تعويد الناس على الخلاف وإطلاع العامة على ذلك لكي لا ينبذهم الناس ويرفضونهم وإنما يتسترون خلف لأفتة أن المسألة فيها خلاف، فلماذا التشدد والمعارضة.
12) موقفهم من العلماء وطلبة العلم مختلف حسب مصالحهم، فالعلماء وطلبة العلم عندهم ثلاثة أقسام:
أ) قسم يحاولون إسقاطهم وتشويه سمعتهم وذلك عبر ثلاث مراحل المرحلة الأولى محاولة إلصاق تهمة أنهم يكفرون الحكام، فإذا لم تنجح هذه المرحلة انتقلوا إلى المرحلة الثانية وهو اتهامهم بأنهم يكفرون العلماء وقد تقتضي المرحلة أن يُعيّنوا علماء مشهورين لإتمام قوة الإسقاط، فإذا لم تنجح هذه المرحلة انتقلوا إلى مرحلة اتهامهم بأنهم يكفرون المجتمعات وعموم الناس وهذا آخر سهم في هذا الباب، وبالطبع يحاولون اصطياد كلمات من المتشابه والكلام العام لهؤلاء العلماء المراد إسقاطهم أو حمّال الأوجه للتدليل على صدق الاتهام.
ب) القسم الثاني علماء لهم اجتهادات واختيارات لكن لم يُراعوا فيها السياسة الشرعية، فهؤلاء يحاول العصرانيون اجتذابهم وتبنيهم، لأن هذه الاختيارات تخدم مذهبهم.
ج) القسم الثالث يعتبرونهم حياديين بالنسبة لهم، لا لهم ولا عليهم فهؤلاء إن كانوا من المشهورين اهتموا بحيادهم وفرحوا به، لأن المرحلة تقتضي تقليل الجبهات، وإن كانوا ليسوا من المشهورين فيتركونهم.
13) موقفهم من الصحوة محاولة تمييعها وتشتيتها وتهيئتها لتقبل الواقع والتنازلات.
14) موقفهم من المرتدين و أهل البدع مهزوز، فيميلون إلى التعاطف معهم والدفاع عنهم وعن رموزهم، والتعاطف مع الأقليات المنحرفة.
15) رفع شعار الحرية والحوار لكن بغير الضوابط الشرعية.
16) موقفهم من الشعائر الدينية والأركان الخمسة، أما بالنسبة للتوحيد فقد سبق.
أ) أما الصلاة فيميلون إلى التسهيل فيها حسب الإمكان والمتاح من الأقوال التيسيرية، فصلاة الجماعة في المسجد سنة ويجوز إمامة المرأة للرجال، ويجوز الجمع مطلقا، وتارك الصلاة مطلقا، ولو مدى الحياة لا يكفر.
ب) الزكاة وهى الشعيرة الوحيدة التي يميلون إلى التشدد فيها على خلاف بينهم أيضا، لأن الذي يناسب المعنيين والمتنفذين اليوم مع التدهور الاقتصادي الإكثار في جبي الأموال، وتوسيع الأموال الزكوية لهم، مع أن بعضهم أكثر تعاطفا مع الناس فيميل إلى التقليل من ذلك.
¥