بالله الحديث.
س 5: هل يعين علي رضي الله عنه أحدا عند المصائب؟
ج 5: قتل علي رضي الله عنه ولم يعلم بتدبير قاتله ولم يستطع أن يدفع عن نفسه فكيف يدعى أنه يدفع المصائب عن غيره بعد موته، وهو لم يستطع أن يدفعها عن نفسه في حياته؟ فمن اعتقد أنه أو غيره من الأموات يجلب نفعا أو يعين عليه أو يكشف ضرا فهو مشرك ; لأن ذلك من اختصاص الله سبحانه فمن صرفه إلى غيره عقيدة فيه أو استعانة به فقد اتخذه إلها , قال الله تعالى: وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم
الصحيح من أقوال العلماء أن الخضر عليه السلام توفي قبل إرسال الله
لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم
س 6: هل الخضر عليه السلام حارس في الأنهار والصحاري , وهل يعين كل من يضل عن الطريق إذا ناداه؟
ج 6: الصحيح من أقوال العلماء: أن الخضر عليه السلام توفي قبل إرسال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ; لقوله تعالى: {وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون} وعلى تقدير أنه بقي حيا حتى لقي نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم , فقد دلت السنة على وفاته بعد وفاة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بمدة محدودة , بينها صلى الله عليه وسلم بقوله فيما ثبت عنه: أرأيتكم ليلتكم هذه فإنه على رأس مائة سنة لا يبقى على وجه الأرض ممن هو عليها اليوم أحد وعلى هذا يكون شأنه شأن الأموات لا يسمع نداء من ناداه , ولا يجيب من دعاه , ولا يهدي من ضل عن الطريق إذا استهداه , وعلى تقدير أنه حي إلى اليوم فهو غائب , شأنه شأن غيره من الغائبين لا يجوز دعاؤه ولا الاستنجاد به في شدة أو رخاء.
س 7: توفي رجل صالح في الهند وقبره في بلد اسمه: أجميز , فهل تجوز الاستعانة به , وهل يعين من استعان به ولا يرد أحدا؟
ج 7: الجواب عنه كالجواب عن السؤال الخامس من أن الاستعانة بالأموات شرك , وأنهم لا يملكون أن يستجيبوا لدعائهم , بل لا يسمعونه وسيتبرءون منهم ومن عبادتهم , والأدلة على هذا من الكتاب والسنة كثيرة , فمنها: قوله تعالى: {ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير} وقوله سبحانه: {ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين} وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد , وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة
عبد الرزاق عفيفي
عضو
عبد الله بن غديان
عضو
عبد الله بن قعود
الاستعانة بالأنبياء والأولياء
السؤال الأول من الفتوى رقم (2251):
س 1: هناك فرقتان: فرقة تقول: إن الاستعانة بالأنبياء والأولياء كفر وشرك مستدلين بالقرآن والسنة , وفرقة تقول: إن الاستعانة بهم حق ; لأنهم أحباء الله تعالى وعباده المصطفون الأخيار , فأي الفريقين على الحق؟
ج 1: الاستعانة بغير الله في شفاء مريض أو إنزال غيث أو إطالة عمر، وأمثال هذا مما هو من اختصاص الله تعالى نوع من الشرك الأكبر الذي يخرج من فعله من ملة الإسلام , وكذا الاستعانة بالأموات أو الغائبين عن نظر من استعان بهم من ملائكة أو جن أو إنس في جلب نفع أو دفع ضر نوع من الشرك الأكبر الذي لا يغفر الله إلا لمن تاب منه ; لأن هذا النوع من الاستعانة قربة وعبادة , وهي لا تجوز إلا لله خالصة لوجهه الكريم , ومن أدلة ذلك ما علم الله عباده أن يقولوه في آية إياك نعبد وإياك نستعين أي: لا نعبد إلا إياك ولا نستعين إلا بك , وقوله تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه} وقوله: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء} الآية , وقوله تعالى: {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا} وما ثبت من قوله عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما: إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ: وحق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وقوله صلى الله عليه وسلم: من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار أما
¥