تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ليس منسوخا ومن يرون نسخه فإنهم يجعلون الناسخ له ما ثبت في الصحيح وغيره من حديث بريدة أن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال: {كنت نهيتكم عن الظروف وان الظروف لا تحل شيئا ولا تحرمه واشربوا في الاسقية كلها ولا تشربوا مسكرا} والمقصود أن هذه الاصول التي تكلم عليها العلماء رحمهم الله اعني أصول الدين هي الاصول التي بينها الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم هي أصول الايمان التي ذكرها النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في قوله {الايمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره} وهي أصول الاسلام التي بينها النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في قوله في حديث ابن عمر {بني الاسلام على خمس شهادة أن لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وايقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت} فهذه الاصول الايمانية هي الاصول الجامعة عند ائمة الفقه وائمة الحديث من ائمة الصحابة رضي الله عنهم ومن جاء بعدهم من ائمة التابعين ومن بعدهم هذا أمر مجمع عليه مستقر عند أهل القرون الثلاثة الفاضلة الذين أثنى النبي عليهم وقال {خير القروني قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم} فهذه القرون الثلاثة الفاضلة إجماعها منعقد على أصول الايمانية العلمية وكذالك الاصول العبادية العملية هي أصول محققة في كتاب الله وسنة نبيه وان الدخول في كثير من موارد النظر التي استعملها كثر من النظار وافتتح بها بعد ترجمة الكتب اليمانية في زمن دولة بني العباس وان كان أول ذالك بدا في زمن دولة بني أمية ولكنه انتشر واسعا في خلافة المأمون من بني العباس

فان كثير من هذه التراجم التي ترجمت وامتحنت الطوائف والمدارس من مدارس النظر والجدل وعلم الكلام كثير من هذه الموارد لا يستطيع العامة الوصول الى حقائقها لو كان فيها حقايق فضلا عن انها في الجملة هي تنوع من الجدل الذي صار بسببه كثير من الضلال عن الحق ولهذا بعض الممتحنين لهذه الطرق بعد تأملها حصل عنده كثير من التراجع عن صدقها وعن جلالتها على الحق حتى أن محمد ابن عمر الرازي وكان من كبار الناظرين في هذه المسائل قال في اخر كتبه التي كتبها (لقد تأملت الطرق الكلامية والمذاهب الفلسفية فما رايتها تشفي عليلا ولا تروي غليلا ورأيت أفضل الطرق طريقة القران أقرأ ........... ثم قرأ آيات تتعلق بمسائل معرفة الله جل وعلا وصفاته

فالمقصود انه يجب على خاصة المسلمين من العلماء وأهل الفقه وعامتهم أن يعنوا برسوم هذين الاصلين اللذين بعث بهما النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وان يعتنوا بفقهها فالفقهاء رحمهم الله لما رتبوا المسائل الواسعة من جهة الاجتهاد وتكلموا عنها فان الاختلاف المذكور في كلام ائمة الفقه هو اختلاف واسع وليس من باب البدع التي حدثت في مسائل أصول الدين وذمها الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم بان الله اوجب على العباد أن يعتصموا بحبله جميعا ونهى عن التفرق {أن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا} هذا السياق لا ياتي الا ذما في كلام الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم اعني التفرق فان الله ذم التفرق والتنازع لان هذا الكتاب الذي انزل على النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم هو حق بين {أفلا يتدبرون القران ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا}

فالقران جملة جامعة من البيان لانه كلام الله جل وعلا وقيم النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم جملة جامعة من الهدى والحكمة ولهذا فان ما يتعلق بمسائل الفقه والفروع فان شانها دون ذالك من جهة التوسع في مسائل الاختلاف فيها ولهذا تعلمون أن الفقهاء رحمهم الله اختلفوا في كثير من موارد الاحكام المتعلقة بالعبادات او المعاملات والعقود وعلى هذا ظهرت المدارس الفقهية وشاعت كثير منها الى يوم الناس هذا اعني مدرسة أبي حنيفة والشافعي ومالك واحمد وهذه جملة من المدارس هي مدارس مقتصدة من جهة أصولها ومتقاربة من جهة أصولها الفقهية فان جميع هذه المدارس ياخذون بالكتاب والسنة ودليل الاجماع ثم يرتبون الدليل المختلف فيه على قدر من الاجتهاد فيما بينهم , فأهل الحديث عنايتهم بأقوال الصحابة أكثر من عناية أهل الكوفة من الفقهاء وأهل الكوفة لهم عناية بمسائل القياس أكثر وأهل المدينة كمالك وأمثاله لهم عناية بعمل أهل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير