يستعيذ مسلم بخلق الله من شر خلقه «.
يستدل الكتاني على أن الميت يقدر ويسمع الناس وينفع ويضر بالقياس على الحي مع أن القياس لا يجوز في أمور العقيدة وهو قياس مصادم للنصوص فهو فاسد الاعتبار ومع ذلك هو لا يجعل الميت له نفس قدرة الحي وسماعه بل يزيد زيادة كبيرة حتى يجعله قريبا من الإله في سماعه وقدرته فيزعم أنه يسمع من كل الأمكنة وفي كل الأزمنة وعلى اختلاف أحوال الناس ولغاتهم وأنه ينفعهم ويضرهم بإذن الله ورسول الله وهو حي لم يكن يسمع من يتحدث في نفسه لذلك لم يكن يعرف المنافقين {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101)}
وكان من يكون بجانب حجرته ويخاطبه لا يسمعه لذلك ناداه بعض الأعراب من وراء الحجرات وعاتبهم الله بذلك وأمرهم أن يصبروا حتى يخرج إليهم لا أن يخاطبوه عن بعد ولم يكن له قدرة على أمور كثيرة ففي تبوك جاءوه وطلبوا منه أن يحملهم فقال لا أجد ما أحملكم عليه ولم يكن يعلم الغيب لا يعلم إلا أشياء محدودة يعلمه الله إياها لذلك لما اتهمت زوجته عائشة بالزنا لم يعلم كذب هذا الخبر من صدقه حتى نزل عليه الوحي والأنبياء قبله كذلك فيعقوب يرسل يوسف مع إخوته وهو لا يعلم أنهم سيلقونه في البئر يُذهب بيوسف إلى مصر وهو لا يعلم، يسجن يوسف ويخرج ويصبح وزيرا وهو لا يعلم سليمان يقول له الهدهد أحطت بما لم تحط به. فالهدهد يعلم شيئا لا يعلمه سليمان مع أنه نبي وقد أوتي ملكا لا ينبغي لأحد من بعده.
إبراهيم تأتيه الملائكة فيظنها ضيوفا من البشر ويقدم لهم عجلا مشويا فهو لا يعلم الغيب.
لوط تأتيه الملائكة فيقول هذا يوم عصيب لا يعلم أنهم ملائكة.
رأيتك تحتج بأدلة لا تدل على مطلوبك فأنت تبيح دعاء الأموات وخصمك يقول هو شرك أكبر وتحتج له بأدلة ليس فيها دعاء الأموات كحديث ابن عباس:أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن لله ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر؛ فإذا أصاب أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد: أعينوا عباد الله] ().
رواه الطبراني الحديث في الطلب من الحي الحاضر فيما يقدر عليه وليس هذا محل النزاع ثم أنت تأبى أن تترك الاحتجاج بما يضعفه خصمك ولا يراه صحيحا وتقول من قال بهذا نقول لك علماءك يردون الأحاديث المتفق على صحتها من أجل تصحيح قواعدهم الكلامية فكيف تريد من خصمك أن يقبل أحاديث هي ضعيفة عنده مع شذوذ متونها لمخالفتها لمئات النصوص من الكتاب والسنة الصحيحة.
وقد احتججت بقول المصلي: السلام عليك أيها النبي على أن النبي صلى الله عليه وسلم يسمع فمن أين جئت أنه يسمع والحديث لم يذكر ذلك وهذا الأسلوب معروف في العربية وهو نداء يطلب به استحضار المنادى في القلب فهو خطاب المقصود به تصور المخاطب في النفس لا أنه يخاطبه خطابا يسمعه من خلاله ولا يخطر في بال مسلم هذا الذي تقوله وإن كنت تصر على أن كل من خاطب شيئا فإنه يسمعه ويجوز أن يدعوه فعمر قال للحجر الأسود:
وإني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك " فهل تجوز دعاء الحجر الأسود لأن عمر خاطبه "
وفي صحيح ابن حبان - (ج 3 / ص 171)
عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا رأى الهلال قال: (اللهم أهله علينا بالأمن الإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق لما نحب وترضى ربنا وربك الله).
قال شعيب الأرنؤوط: حديث صحيح لغيره.
فلو أخذ أحد بقياسه لأجاز أن يدعى القمر وأن يدعى الحجر.
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[02 - 09 - 09, 04:22 ص]ـ
ومما كنت أود المشاركة به قبل ذلك ولم تتح لي الفرصة ما يلي:
حديث الخضر مع موسى يبطل قول الكتاني أن الجيلاني يسمع عن بعد فقد جاء في صحيح البخارى - (ج 15 / ص 407) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"فَقَالَ الْخَضِرُ لِمُوسَى مَا عِلْمُكَ وَعِلْمِى وَعِلْمُ الْخَلاَئِقِ فِى عِلْمِ اللَّهِ إِلاَّ مِقْدَارُ مَا غَمَسَ هَذَا الْعُصْفُورُ مِنْقَارَهُ"
فعلم الأنبياء والأولياء والجيلاني والبدوي والخلائق كلها هو بالنسبة لعلم الله كنقطة من بحر بالنسبة لعلم الله.
¥