تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[غالب الساقي]ــــــــ[02 - 09 - 09, 04:29 ص]ـ

وقد أشار الكتاني إلى أن الدعاء المذكور في الآيات التي ذكرها الفاضلان البلوشي وجلال الدين أنها بمعنى العبادة وهي موجهة لعباد الأصنام بهذا المعنى كان جوابه للهاشمي حين سأله عنها وزعم أن المفسرين يقولون ذلك وجوابه ما يلي:

قوله أن الدعاء الوارد في الآيات بمعنى العبادة فقط وعلى ذلك المفسرون أقول له قوله تعالى:

{وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (13) إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14)} [فاطر]

قال الإمام أبو عبد الله القرطبي ـ رحمه الله ـ:

» قوله تعالى [إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم] أي: إن تستغيثوا بهم في النوائب، لا يسمعوا دعاءكم؛ لأنها جمادات لا تبصر ولا تسمع. [ولو سمعوا ما استجابوا لكم] إذ ليس كل سامع ناطقا.

وقال قتادة: المعنى لو سمعوا لم ينفعوكم، وقيل: أي لو جعلنا لهم عقولا وحياة فسمعوا دعاءكم، لكانوا أطوع لله منكم، ولما استجابوا لكم على الكفر. [ويوم القيامة يكفرون بشرككم]، أي: يجحدون أنكم عبدتموهم ويتبرؤون منكم، ثم يجوز أن يرجع هذا إلى المعبودين مما يعقل كالملائكة والجن والأنبياء والشياطين، أي: يجحدون أن يكون ما فعلتموه حقا وأنهم أمروكم بعبادتهم كما أخبر عن عيسى بقوله: [ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق] ويجوز أن يندرج فيه الأصنام أيضا؛ أي يحييها الله حتى تخبر أنها ليست أهلا للعبادة «().

وقال الإمام ابن كثير ـ رحمه الله ـ:

» [والذين تدعون من دونه]،أي: من الأصنام والأنداد، التي هي على صورة من تزعمون من الملائكة المقربين [ما يملكون من قطمير] قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ومجاهد وعكرمة وعطية العوفي والحسن وقتادة وغيرهم: القطميرهو اللفافة التي تكون على نواة التمرة، أي لا يملكون من السموات والأرض شيئا ولا بمقدار هذا القطمير. ثم قال تعالى: [إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم] يعني الآلهة التي تدعونها من دون الله لا تسمع دعاءكم؛ لأنها جماد لا أرواح فيها [ولو سمعوا مااستجابوا لكم]، أي: لا يقدرون على شيء مما تطلبون منها [ويوم القيامة يكفرون بشرككم]،أي: يتبرؤون منكم، كما قال تعالى: [ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون، وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين] وقال تعالى: [واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا، كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا] «().

وماذا قال الآلوسي في تفسير قوله تعالى:

{وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (20) أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21)} [النحل].

قال الآلوسي ـ أجزل الله مثوبته ـ:

" [والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون] ما أعظمها آية في النعي على من يستغيث بغير الله تعالى من الجمادات والأموات، ويطلب منه ما لا يستطيع جلبه لنفسه، أو دفعه عنها " ().

ـ[غالب الساقي]ــــــــ[02 - 09 - 09, 04:35 ص]ـ

يا إخواني إن كلام الكتاني أنه ما دام أنني أعتقد أن الولي لا ينفع ولا يضر إلا بإذن الله لا يكون هذا شركا هو نفس كلام كفار قريش فلا تغفلوا عن ذلك وإليكم الدليل وقد أشار البلوشي اليوم إلى شيء من ذلك فجزاه الله خيرا

جاء في صحيح مسلم - (ج 7 / ص 401) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - قَالَ كَانَ الْمُشْرِكُونَ يَقُولُونَ لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ - قَالَ - فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «وَيْلَكُمْ قَدْ قَدْ». فَيَقُولُونَ إِلاَّ شَرِيكًا هُوَ لَكَ تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَكَ. يَقُولُونَ هَذَا وَهُمْ يَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ"

.

وقوله تعالى: {31 - 33} {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ * فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ * كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} [يونس].

وقد أخبر الله عنهم أنهم كانوا يعبدون الأصنام لتقربهم إلى الله زلفى ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله فأي فرق بين كلام هؤلاء وكلام الكتاني من تأمل المسألة لا يجد أي فرق بل إن كلام كفار قريش كان أقل شركا.

ونقول للكتاني

ثم الدعاء هو العبادة بنص حديث الرسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أنت أجزت صرفه لغير الله على وجه الاستشفاع يلزمك أن تجيز سائر العبادات على وجه الاستشفاع فتبيح السجود للقبر على وجه الاستشفاع والصلاة للولي على وجه الاستشفاع وبإمكانك أن تقول كما قلت في مدد يا رسول الله أن معناه مدد يا الله فالذي يصلي لغير الله أيضا هو يصلي لله.

وإذا كان مدد يارسول الله عند الكتاني تساوي مدد يا الله فالذي يقول رسول الله يخلق تساوي فيما يلزمه أن الله يخلق فيكون ذلك جائزا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير