تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

• الوجه الثاني: أن توسيع مسجده - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - في عهد خلافة عمر بن الخطاب ثمَّ في خلافة عثمان بن عفان - رضي الله عنهما - لم يُدخِلاَ القبر فيه، وإنما تَمَّ توسيعهما للمسجد من الجهات الأخرى دون تعرُّض للحجرة الشريفة عملاً بمقتضى الأحاديث الناهية عن اتخاذ القبور مساجد، وإنما أدخلت الحجرة النبوية في المسجد في أواخر القرن الأول في عهد خلافة الوليد بن عبد الملك الذي أمر بهدم المسجد النبوي وإضافة حُجُرِ أزواج رسول الله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - إليه، وذلك سنة ثمان وثمانين من الهجرة (88ه)، كما صرَّح بذلك الطبري (26) وابن كثير (27)، وعليه يتجلَّى بوضوح أنَّ إدخال الحجرة الشريفة في المسجد ليس ممَّا أجازه الصحابة - رضي الله عنهم -، ولا أجمعوا عليه كما يَدَّعي - هداه الله - إذ لم يكن - آنذاك بالمدينة النبوية - أحدٌ من الصحابة على قيد الحياة، وكان آخرهم موتًا جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - سنة ثمان وسبعين (78ه)، ومع ذلك أنكر هذا العمل بعض كبار التابعين كسعيد بن المسيب - رحمه الله - (28).

قال الحافظ محمَّد بن عبد الهادي: «وإنما أدخلت الحجرة في المسجد في خلافة الوليد بن عبد الملك، بعد موت عامة الصحابة الذين كانوا بالمدينة، وكان من آخرهم موتًا جابر بن عبد الله، وتوفي في خلافة عبد الملك، فإنه توفي سنة ثمان وسبعين، والوليد تولى سنة ست وثمانين، وتوفي سنة ست وتسعين، فكان بناء المسجد وإدخال الحجرة فيه فيما بين ذلك، وقذ ذكر أبو زيد عمر بن شبَّة النميري في كتاب «أخبار المدينة» مدينة رسول الله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - عن أشياخه عمن حدثوا عنه أنَّ عمر بن عبد العزيز لما كان نائبًا للوليد على المدينة في سنة إحدى وتسعين هدم المسجد وبناه بالحجارة المنقوشة، وعمل سقفه بالساج وماء الذهب، وهدم حجرات النبي - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - فأدخلها في المسجد وأدخل القبر فيه» (29)، فأين حصل إجماع الصحابة - رضي الله عنهم - المزعوم يا ترى؟!

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=171190

قال ابن رجب - رحمه الله -: «قال القرطبي: ولهذا بالغ المسلمون في سدِّ الذريعة في قبر النبي - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - فأعلوا حيطان تربته، وسدوا المداخل إليها، وجعلوها محدقة بقبره - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -، ثمَّ خافوا أن يتخذ موضع قبره قبلةً إذا كان مستقبل المصلين، فتتصور الصلاة إليه بصورة العبادة، فبنوا جدارين من ركني القبر الشماليين، وحرفوهما حتى التقيا على زاوية مثلث من ناحية الشمال حتى لا يتمكن أحد من استقبال قبره، ولهذا المعنى قالت عائشة: ولولا ذلك لأبرز قبره» (32).

ـ[غالب الساقي]ــــــــ[05 - 09 - 09, 08:40 م]ـ

جزاك الله خيرا ورفع قدرك وأجزل مثوبتك

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 09 - 09, 09:00 م]ـ

وجزاك الله خيرا وبارك فيك

هذه الرواية منكرة وليست بحسنة ولاصحيحة

وكلها من طريق محمد بن إسحاق وهو مدلس وقد عنعن، وقول شعيب الأناؤوط خطأ ومخالف لحال رواية محمد بن إسحاق المشهورة في حال عنعنته كما هو الحال في هذه الرواية.

وقد جاءت رواية أخرى فيها تفصيل وتوضيح للرواية وهي بنفس الإسناد

قال ابن عبدالبر في

الاستيعاب في معرفة الأصحاب

وروى محمد بن إسحاق عن صالح بن كيسان عن عبيد الله قال رأيت أسامة بن زيد يصلي عند قبر النبي فدعى مروان بن الحكم إلى جنازة ليصلي عليها فصلى عليها ثم رجع وأسامة يصلي عند باب بيت النبي فقال له مروان إنما أردت أن يرى مكانك فقد راينا مكانك فعل الله بك وفعل قولا قبيحا ثم أدبر فانصرف أسامة وقال يا مروان إنك آذيتني وإنك فاحش متفحش وإني سمعت رسول الله يقول إن الله يبغض الفاحش المتفحش.

فهذه الرواية تبين أن أسامة بن زيد كان يصلي عند باب حجرة عائشة رضي الله عنها الذي كان يدخل منه النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد وهو مشرع فيه، وكان ذلك داخل المسجد النبوي قبل أن تتم التوسعة وتدخل الحجرة في المسجد.

وكأنهم كانوا يسمون حجرة عائشة رضي الله عنها قبر النبي صلى الله عليه وسلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم قبر فيها، وليس المعنى أن أسامة بن زيد رضي الله عنه دخل حجرة عائشة وصلى عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم

فعندما صلى مروان بن الحكم على الجنازة في مقدمة المسجد ولم يصل معهم أسامة بن زيد بل كان يصلى في المسجد قريبا من باب حجرة عائشة رضي الله عنها، فاعتبر مروان ذلك حبا لأسامة بن زيد للشهرة لأن الناس إذا انصرفوا من صلاة الجنازة رأوه يصلى في ذلك المكان.

هذه كله بناء على أن الرواية صحيحة، وهي ليست كذلك، على أنها لو صحت لاتفيد الصلاة على قبر النبي صلى الله عليه وسلم وإنما كانت الصلاة في نفس المسجد النبوي كما بينه رواية ابن عبدالبر في الاستيعاب.

وكذلك هذه الرواية في تاريخ ابن أبي خيثمة - (4/ 75) بسنده ....

سمعت مُحَمَّد بن إسحاق يحدث عن صالح بن كَيْسَان، عن عُبَيْد الله قال: رأيت أسامة بن زَيْد مضطجعًا على باب حجرة عائشة رافعًا عقيرته يتغنى، ورأيته يصلي عند قبر رسول الله، فخرج عليه مَرْوَان بن الْحَكَم، فقال له: تصلي عند قبر رسول الله، ((ابن ابن حِبّه)) (1)؟ وقال له قولاً قبيحًا، فانصرف أسامة، فقال: يا مروان إنك قد آذيتني، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يبغض اللَّه الفاحش المتفحِّش" وإنك فاحش متفحِّش.

(1) لعلها فقال إني أحبه، كما في الروايات الأخرى.

فهذه الرواية كذلك فيها اضطراب واختلاف في اللفظ، ويرجع في معرفة الألفاظ الأخرى والطرق لكلام الشيخ الألباني في الإرواء كما في المشاركة السابقة.

وهذه الرواية على ضعفها كذلك تؤكد أن صلاته داخل المسجد النبوي، والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير