تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكراهة الإمام مالك ـ رحمه الله تعالى ـ للدعاء بهذا الاسم؛ لكون هذا الاسم مما لم يثبت عنده؛ حيث لم يعده اسما من أسماء الله ـ تعالى ـ.

فالأصل الذي بنى عليه الإمام مالك ـ رحمه الله تعالى ـ كراهته للدعاء بهذا الاسم، أصل صحيح، وهو أنه لا يدعى الله ـ تعالى ـ إلا بأسمائه الحسنى، وأسماؤه ـ جل وعلا ـ توقيفية، غير أن هذا الاسم ـ على الصحيح من أقوال العلماء ـ ثابت، وعليه فيجوز دعاء الله ـ تعالى ـ به، والله ـ تعالى ـ أعلم.

الفصل الثالث: تعلقه بالمخلوقين

المبحث الأول: حكم إطلاقه على المخلوقين

جاءت نصوص دالة على جواز إطلاق السيد على المخلوقين، وجاءت أحاديث فهم منها بعض العلماء النهي عن ذلك.

وقد تعددت أقوال العلماء في كيفية الجمع بينها، وسأذكر هنا ـ أولا ـ أدلة الجواز، فأدلة المنع، ثم أقوال العلماء في الجمع بينها، والراجح في نظري:

أولا: أدلة الجواز:

1 - قوله ـ تعالى ـ: â وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَاب ? (51).

2 - قوله ـ تعالى ـ: â وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِنَ الصَّالِحِينَ ? (52).

فقد احتج الإمام مالك ـ رحمه الله تعالى ـ على الجواز بهاتين الآيتين (53).

وقال الجصاص ـ رحمه الله تعالى ـ: ((وقوله تعالى: â وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِنَ الصَّالِحِينَ} يدل على أن غير الله ـ تعالى ـ يجوز أن يسمى بهذا الاسم؛ لأن الله ـ تعالى ـ سمى يحيى سيدا)) (54).

3 - قوله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((أنا سيد ولد آدم)) (55).

4 - قول النبي ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ في حق سعد بن معاذ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ: ((قوموا لسيدكم)) (56).

5 - قوله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ في حق سعد بن عبادة: ((اسمعوا إلى ما يقول سيدكم، إنه لغيور، وأنا أغير منه، والله أغير منى)) (57)

6 - قوله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ في الحسن بن علي ـ رضي الله عنهما ـ: ((إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين طائفتين من المسلمين)) (58).

7 - وقوله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة)) (59).

8 - قوله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين، إلا النبيين والمرسلين)) (60).

9 - قوله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((إذا نصح العبد سيده، وأحسن عبادة ربه، كان له أجره مرتين)) (61).

10 - قوله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((المملوك الذي يحسن عبادة ربه، ويؤدي إلى سيده الذي له عليه من الحق والنصيحة والطاعة، له أجران)) (62).

11 - قوله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((نعم ما لأحدهم يحسن عبادة ربه، وينصح لسيده)) (63).

12 - قوله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((لا يقل أحدكم: أطعم ربك، وضئ ربك، اسق ربك، وليقل: سيدي مولاي، ولا يقل أحدكم: عبدي أمتي، وليقل: فتاي وفتاتي وغلامي)) (64).

13 - قوله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: ((كلكم راع فمسؤول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عنهم، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم، والعبد راع على مال سيده وهو مسؤول عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)) (65).

ومن الأدلة ـ أيضا ـ ما جاء عن صحابة رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ ومن ذلك:

1 - قول عمر لأبي بكر ـ رضي الله عنهما ـ يوم السقيفة بمشهد من أبي بكر وغيره من المهاجرين والأنصار: ((بل نبايعك أنت، فأنت سيدنا، وخيرنا، وأحبنا إلى رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ)) (66) ولم ينكر أحد على عمر. ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ.

2 - قول عمر ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ: ((أبوبكر سيدنا، وأعتق سيدنا)) يعني بلالا (67) رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

ثانيا: أدلة المنع:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير