مصطلح المجاز مرفوض عندي لأنه يقذف في القلب شبهة أن القرآن فيه ما ليس حقا ولا حقيقة وهذا ليس أدبا في التعامل مع كلام الله، وقد بينت لك ذلك مرارا ولكن أنت تجرني إليه لأن هذه الشبهة واقعة عليك وراسخة في ذهنك لدرجة أنك تنكر أن أمهات المومنين فهمن ظاهرا متبادرا غير مراد.
وإنكارك للظاهر المتبادر مثل من ينكر الشمس التي في السماء لأنني أريتك بالنصوص القاطعةأن أمهات المومنين و بعض الصحابة فهموا ظاهرا غير متبادر، وهذا يعني أن قضية الظاهر المتبادر وغير المتبادر موجودة في لسان العرب.
وأذكرك بالشواهد:
أطولكن يدا.
الخيط الأبيض من الحيط الأسود.
عريض القفا.
أرجو أنه قد استراج.
حاملوك على ولد ناقة.
نحن من ماء.
إلى غير ذلك من الأمثلة التي فهمها العرب الفصحاء على الظاهر المتبادر، ثم جئت أنت
تقول:
ونحن لانسلم بان الظاهر ظاهر
فإذا لم يكن لكل هذه الشواهد ظاهر متبادر موهم ومعنى مراد غير متبادر،فماذا فعل كل هؤلاء العرب الفصحاء حتى جئت أنت تستدرك عليهم ظاهرة موجودة في لسانهم.
وأزيدك من كلام الامام ابن قتية رحمه الله في تأويل المشكل:
قول النبي صلى الله عليه وسلم: (عقرى حلقى) أي عقرها الله وأصابها الله بوجع في حلقها.
والعرب تقول للرجل يصيب في شعره أو رميته أو منطقه على سبيل التعجب:
(قاتله الله ما أحسن ما قال) و (أخزاه الله ما أشعره).
ونقطة الخلل في إنكار ظاهرة جريان اللفظ على غير ظاهره هو أنهم قالوا: إن ما يسمونه (بالمجاز) يصح نفيه و إثباته = أي أنه كذب، وهذا خطأ لأن المعنى المنفي ليس هو المعنى المثبت، فهل إذا نفيت أمرا صحيح النفي و أثبت معنى صحيح الإثبات تكون كاذبا؟
وهذه هي الشبهة القوية التي تجعل القلب ينفر من القول بجريان اللفظ على غير ظاهره لأن المسلم يخاف من الوقوع في الكفر.
فمالذي يجعلك تنكر أمرا عرفته أمهات المومنين وتعاملن به،وفهمنه مثلا في اطولكن يدا؟
أرى إنكارك هذا استمرارا لما زعمته قبل في قولك:
(ثم لما لم يفهم احد هذا اتجه لتاويل اللفظ ليصرفه عن ظاهره غير المراد)!
فلا زلت تعتقد أن أحدا لم يفهم هذا الفهم مع أنك رأيته بالدليل القاطع.
وأعتذر عن الجواب مرة أخرى لأني رأيت أننا نعيد نفس الكلام.
أما بخصوص كلام شيخ الاسلام ومذهبه في المسألة فقد قرأته قديما وكنت أحسبه صحيحا
لكني لست مقلدا أخي الكريم، فإن شيخ الاسلام رحمه الله ليس بالمعصوم، ومن أئمة أهل السنة الكبار من قال بجريان اللفظ على غير ظاهره.
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[28 - 09 - 09, 10:33 ص]ـ
طيب هنا سؤال
قوله تعالى (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة)
هل هذا اللفظ جار على ظاهره او هو غير جار على ظاهره على قولك
ـ[عبد الوهاب الأثري]ــــــــ[28 - 09 - 09, 12:29 م]ـ
الذي يظهر لي، وأراه رأي العين أن في كلام الله تعالى وكلام رسوله وكلام العرب أمثلة كثيرة يراد من اللفظ فيها غير الظاهر المتبادر.
الأخ الفاضل أبا إلياس حفظك الله: هذا الذي سميته ههنا (لفظ يراد منه غير ظاهره المتبادر) أتعني به ما عناه أهل المجاز؟ إن كان جوابكم بلا. حبذا لو ذكرتم الفرق. وأما ما قلتموه في هذه المشاركة
مصطلح المجاز مرفوض عندي لأنه يقذف في القلب شبهة أن القرآن فيه ما ليس حقا ولا حقيقة وهذا ليس أدبا في التعامل مع كلام الله
وهذا الذي ذكرته في الفرق ليس هو فرقا، لأنه يمكن أن يقال لك: إن قولكم ((إن في كلام الله تعالى وكلام رسوله وكلام العرب أمثلة كثيرة يراد من اللفظ فيها غير الظاهر المتبادر)) فيه شبهة أيضا تجعل القرآن ليس كما وصفه الله بأنه (مبين) وأنه (أحسن الحديث)
فإن قلت إن أمره سيؤول إلى البيان، سيقال لك: وما الذي سيبينه؟ ستقول (واسمح لي بالإجابة عنك) القرينة المتصلة أو المنفصلة.
إذا كان الأمر كذلك فأنا أقول إنك تقول بالمجاز، ولكنك لا توافق على التسمية فقط.
إن كان الأمر كما فهمته من كلامك هنا وإلا فأرجو بيان ما عندك.
وأما ما قلتموه في المشاركة
أما بخصوص كلام شيخ الاسلام ومذهبه في المسألة فقد قرأته قديما وكنت أحسبه صحيحا
لكني لست مقلدا أخي الكريم، فإن شيخ الاسلام رحمه الله ليس بالمعصوم، ومن أئمة أهل السنة الكبار من قال بجريان اللفظ على غير ظاهره.
¥