تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ينتقل استعماله إلى الرجل البليد لوجود القرينة الصارفة عن

المعنى الأصلي فهذا الكلام منطقي ومعقول جدا بالنظر إلى ما

قدمته لك من الأدلة.

ومن زعم أن (حمار) ليس أصلا في البهيمة المعروفة بل يقال

للبليد و للبهيمة على حسب السياق فقوله مردود بكلام الله تعالى

حيث قال:

(كمثل الحمار يحمل أسفارا)

فلم يفهم الصحابة ولا التابعون و لا من بعدهم من كلمة الحمار

في الآية إلا البهيمة، ولم يفهموا منها الرجل البليد الغليظ الفهم

، ولا يدل السياق على أن الحمار في الآية هو البهيمة إلا بالقول

الاستعمال الأولي المعهود لكلمة الحمار عند العرب، بل ولم

يسألوا النبي صلى الله عليه و سلم ولا أعلم أحدا سأل عالما في

كتاب أو فتوى عن معنى الحمار في الآية أهو الرجل البليد أم

البهيمة أم غير ذلك.

والحملُ ليس خاصا بالبهيمة وحدها حتى يقال هذا هو السياق

الدال على أن الحمار هو البهيمة فإن الانسان قد يحمل زاده

وكتبه وما يحتاجه.

هذه جولة صغيرة في موضوع أصل الوضع الذي قد ينكره البعض

في ومن التعالم هذا، فيحسب أن علماء الأمة أطفال سذج يلقون

الكلام على عواهنه! و الله المستعان.

لنعد إلى موضوعنا وما أصطلح عليه بـ:

جريان معنى الكلام على غير ظاهر اللفظ.

أما ما سألتني عنه بخصوص الآية الكريمة:

(واخفض لهما جناح الذل من الرحمة)

فلا أدري أي لفظ تقصد هل المعنى على ظاهره أم لا؟

فإن كنت تقصد الجناح فهو على ظاهره لأن الانسان له جناح كما قال تعالى لموسى:

(واضمم يدك إلى جناحك)

وإن كنت تقصد الذل فهو على ظاهره لأن الذل للوالدين في غير معصية الله من برهما.

وهذه الآية لا يظهر لي فيها – بحسب علمي القاصر – ما أن

بصدد بيانه لك، و لاأدري كيف أستخرجه منها، وقد يستطيع

غيري فعل ذلك.

لكن!

أنا مثبت و أنت ناف.

أنا أثبت بالأدلة القاطعة الساطعة من الأحاديث التي نقلت لك و

كلام العرب أنهم أجروا أحيانا معنى الكلام على ظاهر اللفظ

فأخطأوا وكان الصواب أن يجري على غير الظاهر.

وفي هذا دليل على أنهم:

يجرون معنى الكلام على غير ظاهر اللفظ أحيانا

وأنهم

يجرون الكلام على ظاهر اللفظ أحيانا أخرى

كل ذلك عرفوه وتعاملوا به.

أطولكن يدا.

الخيط الأبيض من الحيط الأسود.

عريض القفا.

أرجو أنه قد استراج.

حاملوك على ولد ناقة.

نحن من ماء.

ولو شئت لزدتك من الأمثلة الكثير من شعر العرب ونثرهم وأمثالهم، لكن لا

نريد الإطالة في هذا.

واختصارا أقول:

ما تأتي به من الأمثلة وإن لم يكن فيه ما أقوله و أذهب إليه فإنه لا يهدم ما

أقوله.

لأنني أثبت أمرا موجودا بالدليل من الشواهد التي تثبته.

وأنت تنفي هذا الأمر بالشواهد التي لا يظهر فيها ما أقوله.

وحالي وحالك مثل من جاءه شاهدان عدلان صادقان مصدقان

أحدهما ينفي رؤية هلال رمضان.

و الآخر يثبت أنه رأى هلال رمضان.

ـ[أبو إلياس الوحسيني]ــــــــ[30 - 09 - 09, 02:51 ص]ـ

الحمد لله.

قد تقدم فيما سبق أني لا أقبل ثنائية: (المجاز / الحقيقة) لما فيها من اللبس الشديد الموهم،ولعلي أزيد موضع هذا اللبس بيانا وإيضاحا عما قليل إن شاء الله.

لهذا اقترحت على إخواني أن يكون الحوار بمصطلح جريان معنى الكلام على غير ظاهراللفظ وجريانه على ظاهر اللفظ.

ولعل الله ييسر بعض الوقت إن شاء الله للجواب على بعض ما يورده من ينكر وجود هذا الأمر في لسان العرب.

وسأتكلم إن شاء الله على اللبس الذي يحصل بسبب مصطلح الحقيقة والمجاز، وأبين إن شاء الله أجوبة ما يورده النفاة بالأدلة القاطعة الساطعة من كلام الله وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولسان العرب.

وهذا جملة ما يوردونه:

أولا إنكارهم الإستعمال الأول، أو ما يسميه المثبتون بأصل الوضع.

ثانيا إنكارهم أن يكون في اللسان لفظ يدل على نفسه بنفسه، بحيث إذا ذكر تنصرف إليه الأذهان دونما حاجة إلى السياق والقرينة.

ثالثا قولهم إن "الكلام الذي يجري معناه على غير ظاهره " يصح نفيه و إثباته في الوقت نفسه.

رابعا قولهم في " الكلام الذي يجري معناه على غير ظاهره " إنه يصح وصفه بالكذب.

هذا ما أعلمه مما يحتجون به، وأرجو الله أن ييسر وقتا للجواب على هذه المسائل بما ذكره أهل العلم.

وبارك الله في الإخوة الكرام، نسأل الله الأدب وحسن الخلق.

.

ـ[أبو إلياس الوحسيني]ــــــــ[30 - 09 - 09, 06:32 ص]ـ

الحمد لله

وبعد،

بارك الله في الأخ الكريم

أما قولك:

إن قولكم ((إن في كلام الله تعالى وكلام رسوله وكلام العرب أمثلة كثيرة يراد من اللفظ فيها غير الظاهر المتبادر)) فيه شبهة أيضا تجعل القرآن ليس كما وصفه الله بأنه (مبين) وأنه (أحسن الحديث)

فأقول:

لا علاقة بين جريان معنى الكلام على غير ظاهر اللفظ وبين عدم البيان وحسن الحديث.

واعلم أخي الكريم أني أتحدث عن ظاهرة لسانية موجودة بحق في لسان العرب وجرى للصحابة منها شيء.

وانظر إلى قوله تعالى ((الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم)) كيف أخذ الصحابة بظاهر اللفظ، وأرشدهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن المراد هنا بكلمة (ظلمٍ) الكفر و الشرك.

ولم يقدح عدم علم بعض الصحابة بهذا في كون القرآن أحسن الحديث و لا في كونه مبينا.

وبقية الأمثلة التي ذكرت تصلح هاهنا أيضا مما يتعلق بالحديث.

وانظر مثلا إلى كلام السلف في تفسير ((حمالة الحطب)) على أحد القولين بأنها تمشي بالنميمة بين الناس، ولست هاهنا في معرض ترجيح أحد التفسيرين، لكنه منقول عن السلف رضون الله عليهم وهم العرب الفصحاء الذين يفهمون مواقع الكلام!

فأرجو ألا تلزمني شيئا لا يلزمني أخي الكريم.

ولعلي أفصل لك بعض ما يظهر لي بشأن هذا الموضوع بالأدلة، واعذرني لأن الوقت لا يسمح بأكثر من هذا. وأنا بينكم أتعلم و أستفيد ولا أزعم علما، فإنما العلم خشية الله تعالى.

نسأل الله الصدق و الاخلاص.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير