أو تقول: (الظاهر) ما يظهر للرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وإن أخطأ غيره في فهم الكلام.
فقل أنت ما قصدك بـ (الظاهر) و (غير الظاهر) و (المتبادر) و (غير المتبادر)!
وإلا، فلا يصح ادعاء التقسيم ولا تستقيم دعوى الثنائية أبدا.
كما قالوا: أثبت العرش ثم انتقش!
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[04 - 10 - 09, 12:54 م]ـ
وأما قولك أخي الكريم:
أما كون الصحابة أخطأوا الفهم فصحيح بدليل تصويب النبي صلى الله عليه وسلم لهم.
أما كونهم أخطأوا في طريقة الاستدلال فصرفوا اللفظ عن (ظاهره!) الذي زعمته فلا.
فغفر الله لك هذا الظن القبيح،
لست - يا أخي أحسن الله إليك - من أصحاب ثنائية (الظاهر) و (غير الظاهر) - بهذه الألف واللام - حتى أقول إن هذا هو (الظاهر) وهذا هو (الخارج عن الظاهر)!
لست من المخدوعين بهذه الثنائية المعوجة حتى أطبق هذا التقسيم.
ولم أكن أتكلم عن (طريقة الاستدلال) كي ترغم دخوله في هذا الصدد وتنشيء له هذه اللوازم.
و (الظلم) في الآية عام لا خصوص فيه،
وإنما السؤال: هل الظلم هنا شرك فيكون العموم عموم الشرك، أم أنه يشمل ما دونه فيعمه؟
والسياق يوضح ذلك. قال تبارك وتعالى:
{وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82)}
واضح أبيض أن الآية في سياق الحديث عن الشرك وعدم الأمن المتعلق بصاحبه.
فحصول الأمن والاهتداء مخصوص بمن ترك الشرك، ومعدوم ممن يأتيه ويفعله. وهذا بين واضح.
وهذا الشرك المذكور المسمى بالظلم عام لوروده نكرة، فيعم جميع الشرك، كما قال تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا} أي شيئا من الأشياء.
- يتبع بإذن الله -
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[04 - 10 - 09, 01:55 م]ـ
.....................
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[04 - 10 - 09, 01:57 م]ـ
إبطال الشبهات العشر لمدعي التقسيم:
وإبطال هذا القول من وجوه:
منها: ما تقدم من قوله تعالى:
((وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين، قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم، فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات و الأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون))
يذكر المفسرون من السلف أن الله تعالى علم آدم أسماء الأشياء كلها.
ففي مختصر تفسير ابن كثير، الذي التزم فيه الإمام المحدث أحمد شاكر رحمه الله
أصح الأحاديث و الآثار و أقواها إسنادا وأوضحها لفظا كما قال في
مقدمته .... قال ابن عباس:هي هذه الأسماء التي يتعارف بها الناس: إنسان
ودابة وسماء و أرض وسهل و بحر وجمل وحمار وأشباه ذلك من الأمم، وقال
مجاهد نحو ذلك، وكذلك روي عن سعيد بن جبير وقتادة وغيرهم من
السلف: أنه علمه أسماء كل شيء.
وذكر حديثا عند البخاري في اجتماع المومنين يوم القيامة وقولهم لآدم
(أنت أبو الناس و .... و .... وعلمك أسماء كل شيء، فاشفع لنا ... )
قال رحمه الله: (فدلَّ هذا على أنه علمه أسماء جميع المخلوقات، ولهذا قال:
((ثم عرضهم على الملائكة)): يعني: المسميات)
إلى أن قال رحمه الله:
(وقوله تعالى: ((قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم)) قال
مجاهد: اسم الحمامة و الغراب واسم كل شيء، وروي عن سعيد بن جبير
وقتادة نحو ذلك) اه.
فالله سبحانه وتعالى علم آدم أسماء الأشياء كما ترى رأي العين، وهذا يعني أن
الاسم إذا ذكر دونما قرينة ولا تركيب فإنه ينصرف لا شك ينصرف الذهن
إلى المُسمى، وإنكار هذا إنكار لما يعرفه الانسان من نفسه بالبديهة كإنكار ما
تراه العين أو تسمعه الأذن.
قلت:
هذا كلام ليس في محله، فإن نفاة التقسيم لا ينكرون وجود (الأسماء) للمسميات ولا يتصور ذلك عنهم إلا عند من لم يفهم مذهبهم.
¥