تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فأي معنى زاد اذا قلت: كأس.

وإذا قلت لابنك: إيتني بكأس.

فما الذي زاد في معنى (كأس) النكرة حتى تزعم

هذا الزعم؟!

أرجو أن لا تطلق الكلام على عواهنه.

أرجو أن تجيبني عن هذه الأسئلة بارك الله فيك.

.

ـ[نضال مشهود]ــــــــ[04 - 10 - 09, 03:14 م]ـ

تابع لما سبق

الوجه الرابع من الرد: أن يقال إن القائلين بأصل الوضع، أو بالاستعمال

الأول كما تقدم نظروا إلى كثير من المسميات المحدثة في زمنهم، و التي

اخترعها الناس، فشهدوا مخاضها وولادتها وتسميتها مثل ما شهدنا نحن ولادته

في هذا الزمان كالحاسوب و الكهرباء و الصاروخ و الكليك ( click)

فسمعنا الناس يتكلمون بالصاروخ في غير أصله.

كالسرعة مثلا.

ويتكلمون بالحاسوب في غير أصله كالسرعة في الجواب و القدرة على الحفظ و الاستيعاب.

و الكهرباء تكلموا بها ونقلوها عن غير أصلها فاستعملوها وقالوا ظروف مكهربة وأعصابي مكهربة.

ونقلوا الكليك عن أصله إلى وصف من تسأله من الناس عن شيء فيجيب فورا وبلا تردد.

كما نقلوا الفايروس من الطب إلى علوم الحاسوب.

وهكذا.

فلما رأوا الناس ينقلون بعض المسميات عن أصلها التي أحدثوها فيه، ثبت

عندهم أصل الوضع و الاستعمال الأول.

وهذا يقبله العقل بلا مكابرة.

قلت: هذا الأمر لو كان صحيحا لما جاز تعميمه، إذ هناك ألفاظ لا يجوز حصول (الوضع) ولا (التواطؤ) إلا بعد وجودها كالضمائر وأسماء الإشارة وألفاظ الأفعال، فلا يستطيع أحد أن يخترع لفظ (الرمان) مثلا إلا بأن يقول هو أو مثله: (هذا رمان)، أو يقول: (نسميه رمانا). فمتى كان اختراع هذه الضمائر والإشارات والأفعال؟ إن هو إلا دور ممتنع. فالوضع الأول أو المواطأة الأولى أو الاختراع الجديد لو كان واقعا لبعض الأسماء لما جاز أن يقاس عليه إلا بعض ألفاظ اللغة لا كلها.

ثم إن الأسماء قد تدل على معانيها لدلالة المشتق منه كـ (الصاروخ) مثلا يدل على شيء ذو صيحة شديدة، و (الحاسوب) يدل على سرعة الحساب؛ وقد تدل على مسمياتها لمجرد التسمية وقصد المسمَي أو لتعربيها من لسان آخر كـ (الكليك) و (التلفاز). فالأول لا يستحق أن يسمى وضعا جديدا، ولو صح أن يكون وضعا جديدا لصح إطلاق تسمية إنسان بتلك الأسماء أن يسمى (وضعا جديدا). إنما هو اشتقاق من لفظ موجود في اللغة. فإذا ما استخدمت هذه الألفاظ للدلالة ما يدل عليه المشتق منه، فلا يسمى ذلك "خروجا عن الأصل" ولا "نقلا عن الوضع".

وأما تشبيه الشيء بالشيء لاتحاد صفة من صفاته به، كتشبيه الألمعي بـ (الحاسوب)، ثم إضمار أداة التشبيه في الكلام، فهذا مبحث آخر.

فقول القائل: (فلان صاروخ) و (فلان حاسوب) إما أنه من باب استعمال الألفاظ على ما يدل عليه المشتق منه فليس فيه خروج عن أصل الوضع، وإما أنه من باب (الوضع الجديد) فليس أيضا بخروج من وضعه الأول فإن هذا بداية الوضع، وإما أنه من باب (التشبيه المرسل) المحذوف فيه أداء التشبيه فليس خروجا عن الوضع ولا استعمالا للفظ في غير ما وضع له. وهذا واضح.

ثم إن هذه الألفاظ إنما يظهر معناها الكامل عند استخدامنا إياها في جملة تامة، اسمية أو فعلية، سهلة أو معقدة. والاستخدام في الجملة تقييد وتركيب. فمن قولك مثلا: (رأيت حاسوبا جديدا) يظهر لسامعه أنك اشتريت جهازا معروفا يسمى حاسوبا. ومن قولك: (هو والله حاسوب!) يظهر لسامعه أنه وصفت المذكور بالذكاء والحفظ وسرعة الخاطر، لا يظهر له في هذا الكلام ما يظهر في ذاك. فهذا ظاهر، وهذا ظاهر، وهما شيئاء مختلفان. فأيهما (الظاهر) – بالألف واللام – من لفظ (الحاسوب)؟ أهو الجهاز الذكي أم الإنسان الذكي؟ أم أن الظهور والخفاء يختلف باختلاف السياقات والمناسبات، كما أنه تختلف باختلاف الأفهام والاستعدادات؟؟

الوجه الخامس من الرد: أن من ينكر أن يكون للأسماء أصل بالوضع ينكر

شيئا يفعله بنفسه ليل نهار.

فتراه يقول لابنه أو لمن يكلمه:

هات القلم!

إيتني بكأس!

إيتني بوسادة!

فيذكر كثيرا من المسميات دون أن يكون في كلامه إشارة أو قرينة إلى ما أراده

باللفظ، فيأتيه الولد بما يطلبه دونما عناء!!

فمذا يقال بعد كل هذا؟

قلت: كيف يقول هذا الكلام من فهم مذهب المنكرين؟!

(هات القلم): القلم مقيد بلام العهد؛

(إينتي بكأس): الكأس مطلق غير معين مع تقييده بكونه واحد لوروده نكرة؛

ولا وضع هنا ولا تجريد. . وإنما هو استعمال وتقييد.

وليس فسه إلا (ظواهر) و (تبادرات). فأين الحجة لصالح المقسمين؟؟

فالله المستعان.

ـ[نضال مشهود]ــــــــ[04 - 10 - 09, 03:33 م]ـ

وهذه الأجوبة كافية في الإجابة على باقي الوجوه، فكلها دائرة حول إثبات وجود (الأسماء) للمسميات وظهور معانيها للمخاطبين في سياقها الوارد وعند اقترانها بألف ولام العهد أو الجنس أو العموم. وشيء من ذلك لم يرفضه نفاة التقسيم حتى ينكر عليهم. فنرجو تأمل القضية مرة أو مرات.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير