" فيما لا شك فيه أن تفسير القرآن الكريم هو من أجل علوم الدين وأعظمه، كيف لا وهو يُعنى بإيضاح وشرح كلام الباري جل جلاله، سواء كان في حكم أو خبر، وكثير هم الذين فسروا القرآن وما أكثر كتب التفسير في المكاتب الإسلامية، حتى ضاع الناس بين تفسير فلان أو علان، واعتمدوا عليها في رد تفسير المهدي صلى الله عليه وسلم. وما أعظم وأجل أن يرزق الله المؤمنين فهم القرآن كما يحب ربنا ويرضى، والمهدي عليه السلام فسر بعض آيات من كتاب الله في ثنايا كتبه، وقد خالف تفسير بعضها التفاسير المشهورة عند المسلمين، والمهدي هو من رزقه الله علم الكتاب وفهما خاصا في القرآن.
عن أبي جحيفة قال: سألت عليا رضي الله عنه: هل عندكم شيء ما ليس في القرآن؟ ـ وقال مرة: ما ليس عند الناس ـ فقال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما عندنا إلا ما في القرآن إلا فهما يعطى رجلٌ في كتابه. رواه البخاري.وكم أكثر علينا الجهلة بقولهم: وهل قال فلان أو علان بتفسير اللحيدي صلى الله عليه وسلم؟!
نقول لهؤلاء: كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم أو رسولا أرسله الله عز وجل، ولقد خص الله رسول الله المهدي عليه السلام بعلم خاص يكون له في القرآن، كما ذكر علي رضي الله عنه وعلي لا يقول مثل هذا الكلام من رأسه فحكمه حكم المرفوع، وهي من أسباب تسميته بالمهدي، فالهداية تكون هداية خاصة ربانية.
وللمهدي عليه السلام كلام جميل في هذا الخصوص، قال المهدي صلى الله عليه وسلم: هو الذي سيؤتيه الله الهدى الخاص والرشد المبين ـ أي المهدي ـ، ويختصه بعلم عظيم جليل يرفع به شأنه ويعلي به قدره حتى تُعرَف وتظهر عليه عناية الله تعالى وهدايته الخاصة وإيثاره بعلم آيات معينة من كلام الله تعالى لا يعلم تأويلها في عصره إلا هو، فتحا من الله وتحقيقا لتأويل خبره. ومن تلك الآيات قوله تعالى: ? قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ? وهنا اضطربت أقوال المفسرين في معنى هذه الآية، وخير ما يفسر به القرآن القرآن، وهي من آيات المثاني يفسرها قوله تعالى في الآية الأخرى: ? أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ? فالذي على البينة رسول الله ? والذي يتلوه شاهدا على صدق إرساله ما هو إلا المهدي ولهذا نص أنه منه، أي من ذريته. وهذا نص قاطع من القرآن على معرفة المهدي الخاصة بعلم الكتاب، وأي مدخل لأدعياء العلم في هذا الباب حتى يتقدموا بين يدي المهدي فيه، وهو ليس ممن يحتاج لإمام فيما يخالف به معاصريه أو من سبقهم أيا كان ما لم يخالف رسول الله ?، وهيهات أن يأتي أحد عنه بما يخالف ما ذُكِرَ مخالفة صريحة بيّنة، إلا ما يكون فهما واستنتاجا، والفهم يقابله الفهم، أما ما استؤثر به المهدي فمن أين لغيره بما يقابله.
ثم إن هذا لا مدخل للاجتهاد به فضلا عن الرأي، لا من أكابر ولا أصاغر، بل هو فضل الله تعالى يؤتيه من يشاء، فليتنبه لذلك وهي نصيحة للجميع والله ولي التوفيق.
وقد حملوا معنى الحديث على علي رضي الله عنه وأخطأوا في هذا الحمل، والصحيح أنه في المهدي فهو الذي يؤتيه الله فهما في كتابه وهو المعنى المراد في قوله تعالى المذكور سابقا: ? قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ? أي يؤتيه الله علم ذلك بالفهم ".
نماذج من تحريف اللحيدي لمعاني القرآن
لقد تسلط اللحيدي الدجال أخزاه الله على كثير من آيات القرآن فحرف معانيها، وأتى لها بمعان تؤيد مذهبه الباطل على غرار من سبقه من الباطنية. وفيما يلي ذكر بعض نماذج تحريفه.
يدعي اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله أن أكثر مافي القرآن إنما هو خطاب له. قال في موقعه في النت، بعنوان (أقسم بالله العظيم أن المخاطب هنا بالقرآن المهدي ومن أدركهم) (ص 35 من المستندات):
" ماأكثر ما يخاطب الله تعالى المهدي بكتابه الكريم، ويظن الخلق أن الخطاب إنما يوجه للمصطفى صلوات ربي وسلامه عليه، لقد جهلوا ما اودع الله في نصه هذا أو ذاك من قرائن تنتظم بالسياق من كلام الله تعالى فيعرف بإدراك معناها المعني بتلك القرائن وذاك السياق.
¥