تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

"كل الأمة مجمعة على تفسير هذه الآية على معنى يخالفهم في ذلك المهدي عليه الصلاة والسلام من فضل الله تعالى وهدايته الخاصة له، ففسرها لأتباعه وها أنا أعلن ذلك بامر منه، على المعنى الحق والأوفق للنقل والعقل كذلك، ويعد تفسير هذه الآية هام جدا لتعلقه في إثبات صفات الله تعالى، والقول في تفسيرها يعد فرع على ذلك، فمن أصاب الحق في إثبات الصفات اللائقة لله عز وجل ولكمال وجهه الكريم، قال بالتفسير الحق. ومن أخطأ في ذلك لا محالة سيخطئ في تفسير تلك الآيات، ولا موفق إلا الله تبارك وتعالى

فماذا قال بتفسير تلك الآية؟، وماذا قال السلف؟ بكل ايجاز: قالوا بأن ذلك على الحقيقة اللائقة بصفاته تعالى يمررون معنى ذلك كما ورد عنهم: من غير تمثيل ولا تشبيه ولا تعطيل على عادتهم في القول بما لا يعقلون له معنى ولا يدركون له حقيقة ولو تعلق ذلك بمخلوقات الله تعالى معه سبحانه، وهي أكذب وأجهل القواعد على الدين وعلى أشرف أبوابه إثبات صفات الباري عز وجل على وجه الحق والصدق، لا الكذب والجهل. وقال المهدي عليه الصلاة والسلام: بأن ذلك وقع بالمنام لآدم عليه الصلاة والسلام ".

وقال اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله في موقعه في النت بعنوان (رهبانية الرسل عليهم السلام) (ص 44 من المستندات):

قال تعالى: {ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً ورحمة ورهبانية ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ}

" الرهبانية هنا يراد بها البعد عن الناس واعتزالهم حين تكثر شرورهم، وكانت هذه السنة هي المنهج الرئيسي في تعامل المسيح عليه السلام مع المجتمع اليهودي إبان بعثه عليه السلام فيهم، لقد كان منطويا على نفسه هو ومن يتبعه عن ذاك المجتمع اليهودي، لم يكن يخالطهم ويساكنهم، ولم يكن يهتم بأمورهم العامة السياسية والإجتماعية، بل كان همه الأول والأخير الصدع ببطلان ما عليه اليهود في زمنه والبراءة مما انتهجه أحبار اليهود، يعلن دين الله فيهم وكلماته في الليل والنهار لا يبالي في الله لومة لائم، يأمر بالتوحيد ويذب عن أصل النبوءات وأخبار الرسل من قبله التي أفسدها يهود بتأويلات أحبارهم المحرفة وكهنتهم.

تلك هي الرهبانية التي فرضها الله تعالى على عيسى وأتباعه، التي من خلفهم لم يرعوها حق رعايتها، والله ما كتبها عليهم إلا ابتغاء رضوانه بالبراءة من أعدائه المحرفين الملبسين المفسدين لدينه ونبوءات رسله وأنبيائه

ومفسري المسلمين في فهم هذه الآية على شك وجهل في معناها الحقيقي، نافرين من معنى) الرهبانية (الوارد ذكرها في تلك الآية، ولا يتبادر لأذهانهم وهم يفسرون معنى الرهبانية إلا صنيع القسس في النصرانية المحرفة وانقطاع الرهبان الجهال عن كل صلة بالعالم الخارجي، انقطاعا تاما لا يجيزون فيه قول كلمة الحق وبيان العلم الصحيح الشرعي، ومجاهدة المبطلين والمحرفين كما كان يفعل عيسى عليه الصلاة والسلام في دعوته للحق.

قال تعالى: ? ما كتبناها عليهم .. ?. وهذا دليل صريح من منطوق الآية على أن الله تعالى كتب هذه الرهبانية عليهم لكنهم ابتدعوا فيها وزادوا عليها ما زادوا، وهي كما قلت كانت من منهج المسيح عليه السلام في التعايش مع اليهود، وكونهم لم يراعوها وابتدعوها، أي لم يحفظوها كما شرعت بل زادوا عليها ما أفسد حقيقتها وحرفها عن مقاصدها الصحيحة، أفسدوها بإفساد الأصول التي كانت تنبني عليها تلك الرهبانية، وبعض مفسري المسلمين حاروا في فهم هذه الآية والتبس عليهم فهم المعنى المراد منها، والحق إن شاء الله تعالى ما يقرر هنا، ولا مجال للعبث في معنى قوله تعالى: ? ما كتبناها عليهم .. ? ولن يكون هذا إلا من التحريف. فـ (ما) في الآية ليست نافية كما زعم بعضهم بل هي (ما) المصدرية وقد دخلت هنا على الجملة الفعلية وصيرت الفعل بعدها لتأويلها، وهو الكتابة العائدة بضميرها لله تعالى ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير