في رأيي أنه لا يُنكر عليه إلا إذا كان الحديث أما عوام الناس ممن ليس لديه علم شرعي
قصدت "أمام عوام الناس"
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - 05 - 10, 06:40 م]ـ
هل تقصد الإمام أبو سعيد الدارمي رحمه الله؟
نعم. جزاكم الله خيرا.
ـ[ابو ربا]ــــــــ[13 - 05 - 10, 08:18 م]ـ
أصبت و أحسنت.
إن كنت تقرين بأنه لا ينبغي التصريح بهذا اللفظ الا للحاجة لدفع اللجاجة، فلم تريدين استعماله لغير حاجة؟ ألا يسعنا ما وسع خير القرون؟ ورحم الله الذهبي حيث يقول: (فنقول: جاء، وينزل، وننهى عن القول: ينزل بذاته، كما لا نقول: ينزل بعلمه، بل نسكت ولا نتفاصح على الرسول صلى الله عليه وسلم بعبارات مبتدعة،)
لم أقصد نفسي فأنا لا استخدمه إلا لحاجة، أما عند تقرير مسائل العقيدة فلا استخدمه فالمعنى واضح.
ولكن قصدت الآخرين، يعني إذا رأينا أحد إخواننا يستخدمه وليس هناك حاجة فهل نُنكر عليه أم لا؟
في رأيي أنه لا يُنكر عليه إلا إذا كان الحديث أما عوام الناس ممن ليس لديه علم شرعي ولم يطّلع على أقوال أهل البدع، لأنه سيفهم النص والكلام على ظاهرها، فلا حاجة لاستخدام لفظ بـ"ذاته"، واستخدام اللفظ مع وضوح معنى الكلام بدونه قد يؤذي عند بعض العوام إلى التخيل واعتقاد التشبيه، والله أعلم
الذهبي رحمه الله تعالى ينكر قول بذاته ويامر بالقول كما جاء في النص ولا يُزاد
ومثله ابن عبدالبر رحمه الله تعالى فقد ذكر في التمهيد
اقوال السلف في النزول فذكر
قول: ينزل الله تعالى
وقول: ينزل بذاته
وقول: ينزل اي رحمته
وذكر لكل قول من قال به ثم تعقب قول ينزل بذاته
فقال:
(قال وقال نعيم ينزل بذاته وهو على كرسيه
قال أبو عمر (ابن عبدالبر):
ليس هذا بشيء عند أهل الفهم من أهل السنة لأن هذا كيفية وهم يفزعون منها لأنها لا تصلح إلا فيما يحاط به عيانا وقد جل الله وتعالى عن ذلك وما غاب عن العيون فلا يصفه ذوو العقول إلا بخبر ولا خبر في صفات الله إلا ما وصف نفسه به في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فلا نتعدى ذلك إلى تشبيه أو قياس أو تمثيل أو تنظير فإنه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)
قلت: وقوله لان ذلك تكييف مشكل لان القول بلفظ بذاته تاكيد بارادة الحقيقة
لا التكييف ولعل ابن عبدالبر رحمه الله تعالى لما كان مذهبه نفي الجسم عن الله تعالى فهم من هذا العبارة الحركة والزوال والانتقال فقال انها تكييف
او انه رحمه الله تعالى اراد كما قال في التمهيد:
(ولكنا نقول استوى من لا مكان إلى مكان ولا نقول انتقل وإن كان المعنى في ذلك واحدا ألا ترى أنا نقول له عرش ولا نقول له سرير ومعناهما واحد ونقول هو الحكيم ولا نقول هو العاقل ونقول خليل إبراهيم ولا نقول صديق إبراهيم وإن كان المعنى في ذلك كله واحدا لا نسميه ولا نصفه ولا نطلق عليه إلا ما سمى به نفسه على ما تقدم ذكرنا له من وصفه لنفسه لا شريك له ولا ندفع ما وصف به نفسه لأنه دفع للقرآن)
وهذا قد يرده قوله لانه تكييف
واما قول الذهبي رحمه الله تعالى فليس انكاره من هذا الباب وانما انكاره لاجل الزيادة على النصوص وهو انكار صحيح لو ما قال الناس
ولهذا انكر الامام احمد رحمه الله تعالى على من قال لا اقول القران غير مخلوق ولا اقول مخلوق ولكن اقول القران كلام الله واسكت
قال الامام بمعناه: ما يمنعه ان يقول غير مخلوق لو ان الناس سكتوا لكان يسعه ان يسكت ولكن لما قال الناس ما قالوا لم يسعه السكوت
قال ابن رجب رحمه الله تعالى:
(اسماعيل التميمي يقدح بأدنى شيء ينكره من مواضع النزاع كما هجر عبدالجليل اللحافظ كوتاه على قوله (ينزل بذاته) وهو في الحقيقة يوافقه على اعتقاده لكن انكر اطلاق اللفظ لعدم الاثر به) ذيل طبقات الحنابلة 3/ 28
قلت: وهذا الذي ينبغي ان يُقال
ولا يُقال هما قولان بل من قال من السلف ينزل كمن قال ينزل بذاته لان المعنى المراد هو ان النزول حقيقة لا مجاز
ويُقال الخلاف في اطلاق اللفظ وليس في المعنى
¥