تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

سألت عائشة عن صلاة رسول الله ? بالليل،فقالت: سبع، وتسع، وإحدى عشر، سوى ركعتي الفجر. [رواه البخاري الفتح3/ 25 رقم1139]

وقالت عائشة: كان رسول الله ?لايزيد في رمضان ولاغير رمضان عن إحدى عشرة ركعة. رواه البخاري

وهذا الحديث يثبت أنه? كان ينقص من العدد المذكورولم يثبت أنه ثبت على عدد معين، وحينئذٍ يجب متابعة النبي? في الكيفية حتى تقبل العبادة وهذا من شروط متابعة النبي ? في أمور ستة منها الكيفية والقدر. (1)

قال ابن تيمية: ومن ظن أن قيام رمضان فيه عدد موقت عن النبي ?لا يزاد فيه ولا ينقص منه فقد أخطأ. [المجموع22/ 272]

وقال: كما أن نفس قيام رمضان لم يوقت النبى ?فيه عددا معينا بل كان هو? لا يزيد في رمضان ولا غيره على ثلاث عشرة ركعة. [العزوالسابق]

وقد ثبت أيضا أن النبي ? قد صلى في رمضان أربع ركعات فلم يزد عليها.

عَنْ حُذَيْفَة َأَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ? فِي رَمَضَانَ فَرَكَعَ فَقَالَ فِي رُكُوعِهِ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ مِثْلَ مَا كَانَ قَائِمًا ثُمَّ جَلَسَ يَقُولُ رَبِّ اغْفِرْ لِي رَبِّ اغْفِرْ لِي مِثْلَ مَا كَانَ قَائِمًا ثُمَّ سَجَدَ فَقَالَ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى مِثْلَ مَا كَانَ قَائِمًا فَمَا صَلَّى إِلَّا أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ حَتَّى جَاءَ بِلَالٌ إِلَى الْغَدَاة. (2)

وأيضا لو تمعنت في قيام النبي ? في ليالي الأوتار لعرفت أنه قد نوع في قيامه ولم يثبت على إحدى عشرة ركعة.

قال علي ملا قاري: فلما كانت (الرابعة) أي من الباقية وهي السادسة والعشرون. وقال ابن حجر: وهي ليلة السابع والعشرين ولعله سهو قلم وسبق قدم ويدل على صحة ما قلنا أنه رد على الحليمي في قوله استواء مقدارالقيام في جميع ليالي الشهر، وينبغي أن يكون العمل عليه في المساجد،وأما زيادة الحد في العشر الأخير فهو تطوع، وأما الاجتماع عليه فمحدث غيرسنةلأن الحديث يفيد تفاوت القيام بتفاوت الليالي الفاضلة بدليل أن ليلة السابع والعشرين أحياها كلها لأنها عند أكثر العلماء ليلة القدر، ومن ثم جمع لها أهله ونساءه وغيرهما لم يحيها كلها،بل تفاوت بينها وإذا ثبت تفاوت القيام مع الإجتماع عليه،فيما ذكره ثبت رد الحليمي. (3)


1 - انظر رسالة خطر الابتداع لا بن عثيمين. (22 - 23) الشرح الممتع 1/ 410.
2 - أخرجه النسائي وصحح سنده الألباني 3/ 2206 - ومختصر قيام رمضان للمروزي 34 برقم 12.
3 - مرقاة المفاتيح3/ 361 وفي طبعة أخرى 2/ 170 المكتبة الاسلامية لصاحبها رياض.
وبتحقيق جمال عيناتي 3/ 337 الطبعة الأولى منشورات بيضون.
وانظر لكلام الحليمي في كتاب المنهاج في شعب الإيمان ص146 ط0 دار البشائر.

وقال الصنعاني: لكن جعل هذه الكيفية والكمية سنة والمحافظة عليها هو الذي نقول: إنه بدعة. [سبل السلام 1/ 43] ومثله قال نورالدين الطيب في فتح العلام. (1/ 586)

وقال القسطلاني:"سماها بدعة لأن الرسول ? لم يسن لهم الاجتماع ولا سيما في آخر الليل أفضل, ولا كانت في زمن الصديق, ولا أول الليل, ولا هذا العدد". (إرشاد الساري4/ 77)

ونظيرهذه المسألة في المحافظة على عدد معين ومقدر قد حكم عليه بالبدعة.
قال ابن تيمية: وأما الاجتماع في المساجد على صلاة مقدرة كالاجتماع على مائة ركعة بقراءة ألف قل هو الله أحد دائما فهذا بدعة لم يستحبها أحد من الأئمة والله. [المجموع 23/ 131]
وقال أيضا: وَأَمَّا الْجَمَاعَةُ الرَّاتِبَةُ فِي ذَلِكَ فَغَيْرُ مَشْرُوعَةٍ بَلْ بِدْعَةٌ مَكْرُوهَةٌ فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّحَابَةَ وَالتَّابِعِينَ لَمْ يَكُونُوا يَعْتَادُونَ الِاجْتِمَاعَ لِلرَّوَاتِبِ عَلَى مَا دُونَ هَذَا. وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنَّمَا تَطَوَّعَ فِي ذَلِكَ فِي جَمَاعَةٍ قَلِيلَةٍ أَحْيَانًا فَإِنَّهُ كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ وَحْدَهُ؛ لَكِنْ لَمَّا بَاتَ ابْنُ عَبَّاسٍ عِنْدَهُ صَلَّى مَعَهُ وَلَيْلَةً أُخْرَى صَلَّى مَعَهُ حُذَيْفَةُ وَلَيْلَةً أُخْرَى صَلَّى مَعَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ وَكَذَلِكَ صَلَّى عِنْدَ عتبان بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيِّ فِي مَكَانٍ يَتَّخِذُهُ مُصَلًّى صَلَّى مَعَهُ وَكَذَلِكَ صَلَّى بِأَنَسِ وَأُمِّهِ وَالْيَتِيمِ.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير