قد يعتبر بعض الإخوة الأفاضل أن مداخلاتي هذه خروج عن الموضوع (من هم أفضل المحققين) أقول بل على العكس هي من صلبه. فقد رأيت احد الإخوة الأعزاء يضع اسم الحلبي ضمن رواد التحقيق مما أثار دهشتي لما أسجله عندي على الرجل من اخطاء وتناقضات لا يمكن السكوت عليها أعرضها -بالدليل ومن فم الحلبي-على إخوتي هنا في هذا المنتدى السعيد لعلهم يصوبوا لي خطءي فأشكرهم أو يؤازروني فأتقوى بهم. ولا أهدف للتشهير أوالكذب على الأشخاص بل سياستي هي "من فمك أدينك يا حلبي".
أقول إن الحلبي تارة يؤصل الحكم الشرعي في مسألة ما وياتي بأقوال الأئمة والعلماء ثم يهدمه ويأتي بضده ويردم على أقوال هؤلاء الثقات تارة اخرى. قال الحلبي في المجلد الثاني من تحقيق الاغاثة (صـ 1017) في الهامشة: "وللأخ الفاضل أسامة القصاص رحمه الله - شهيد التوحيد - ولانزيكه على الله - كتاب كبير .... الخ" هو يصف هذا الاخ بانه شهيد التوحيد وهي كلمة أبلغ من كلمة شهيد فقط لواحدها ولا شك أن من قتل في سبيل التوحيد أي من اجل لا إله إلا الله فهو شهيد عند الله ... فليكن ذلك منك على ذكر أن الحلبي وصف اخ مقتول رحمه الله بانه شهيد .. بل شهيد التوحيد.
هنا أحيل لكتاب أصدره الحلبي بعنوان "الدرر المتلألئة" وهو مجموعة تعليقات للشيخ الألباني على كتاب "ظاهرة الارجاء" للاستاذ الدكتور سفر الحوالي وهذا الكتاب يقع في 175 صفحة وضع له الحلبي مقدمة في 96 صفحة منه حشر فيها كل انواع التهم الارجاء والخروج والتبديع والجهل ضد رجل لا يمت بصلة للموضوع (تعليقات الألباني على كتاب سفر) .. المهم على مدى 7 صفحات (18 - 24) ينقل الحلبي - من خلال هجومه العنيف على سيد قطب رحمه الله - تأصيل العلماء للحكم الشرعي في من يقول فلان شهيد ولنتأمل كم مخالفة ارتكبها الحلبي لهذا الحكم الشرعي الذي يؤصله هو يخطه بيمينه وانظر إليه ياتي بالحكم الشرعي ليضرب به وجوه المخالفين ثم يضرب الحلبي بهذا الحكم الشرعي عرض الحائط.
قال الحلبي صـ 18 (وبدءا من هنا كل الكلام هو نقل من كتاب الحلبي "الدرر" حتى أكتب "أنتهى النقل عن الحلبي")
"الوصف بالشهيد:
"أما وصفه إياه بـ (الشهيد) فهذا هو باب الارجاء (المعاصر) وظاهرته التي طمت وعمت فكمن فاسق يقال فيه شهيد وكم رأينا من (جورج) و (حنا) و (بطرس) يوصف بانه شهيد بل كم رأينا من (كاتب) و (أديب) يصف الحلاج وأشكاله بأنه شهيد ..
"إلحاق الجزم بالشهادة بـ (الاستثناء) الإرجائي:
والمأخذ العلمي الدقيق الواضحفي الصلة بين الوصف بـ (الشهيد) وبين الإرجاء تلازما وأثرا ان السلف كانوا على قول مؤتلف غير مختلف في مسألة الاستثناء الإيمان. قال ابن بطة العكبري في الإبانة (2/ 872):
فهذه سبيل المؤمنين وطريق العقلاء من العلماء: لزوم الاستثناء والخوف والرجاء لا يدرون كيف أحوالهم عند الله أمقبولة هي ام مردودة ... بهذا مضت سنة المسلمين وعليه جرت عاداتهم وأخذه خلقهم عن سلفهم فليس يخالف الاستثناء في الإيمان ويابى قبولها إلا رجل خبيث مرجىء ضال قد استحوذ الشيطان على قلبه نعوذ بالله منه ... فهذا من السلف ومن اتبعهم ترك لتزكية النفس والشهادة لها بتكميل الأعمال.
"أقول (أي الحلبي) فكيف إذا كان الحال في هذه التزكية أخطر من مجرد عدم الاستثناء وأعظم من محض الثناء؟ إنه الوصف بالشهادة وما يترتب عليها من أحكام دنيوية واخروية.
"لا تقولوا شهيد:
"وقد أخرج الترمذي (1114) وأبو داود (2106) والنسائي (6/ 117) وابن ماجة (1887) وأحمد (285 و 340) عن عمر رضي الله عنه قوله في بعض نهيه: "تقولونها لمن قتل في مغازيكم -أو مات- قتل فلان شهيدا او مات فلان شهيدا ولعله أن يكون قد ...... ذهبا او أوراقا يلتمس التجارة لا تقولوا ذلكم ولكن قولوا قولوا كما قال النبي من قتل او مات مظلوما في سبيل الله فهو في الجنة" وصححه الألباني وحسنه الحافظ ابن حجر في فتح الباري وقال "على هذا فالمراد النهي عن تعيين وصف واحد بعينه بأنه شهيد بل يجوز أن يقال ذلك عن طريق الاجمال"
"وكلام الحافظ -رحمه الله- هذا- تحت باب لا يقول فلان شهيد وصححه الألباني فتأمل.
"كلام محرر للعلامة ابن العثيمين:
¥