تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إلى أن قال: وغير خاف أن مرد ذلك في أغلبه إلى تصور كثير من المشايخ والباحثين سهولة تعاطي نقد السنة، فما هو إلا دراسة كتيب مختصر في المصطلح، ثم العمل بعد ذلك.

ص 18 - وعلى هذا فإنني أقول: إن من أغراض هذه السلسلة – بالإضافة إلى مساعدة الباحثين في السير على المنهج الصحيح للنقد – أن تسهم في كبح جماح هذا الاندفاع المحموم نحو ممارسة النقد.

ص20 - والذي رأيته أن هناك قصوراً واضحاً عند كثير من الباحثين في فهم عبارات الأئمة.

ص22 - وسيرى القارئ أيضاً نماذج من أخطاء الباحثين في فهم كلام الأئمة، سواء في الكلام على حديث معين، أو في تفسير مصطلح، أو في سياق تقرير قاعدة، والغرض منها تنبيه الباحث إلى ضرورة أخذ أهبة الاستعداد حين يقحم نفسه في هذا الأمر، ويراجع النص مرات عديدة قبل أن يجزم بمراد الإمام.

ص22 - قال في فوائد قراءة هذه السلسلة: الثاني: تفهم كلام الأئمة وتفهم كلامهم غير فهمه، فربما يفهم الباحث كلام الناقد، لكن ذهنه لا يستوعبه فهو يبدي استغرابه منه، وربما اعتراضه.

وهذا – بكل أسف – كثر جداً عند الباحثين الذين يتكلمون في التصحيح والتضعيف، وسببه ظاهر، وهو عدم تشبع الباحث بالمنهج الذي ينطلق منه الناقد الأول، وبُعْد الباحث عن ممارسة النقد وفق ذلك المنهج، فهو ينقل عن النقاد الأوائل – إذا نقل – بغرض رفضه ومناقشته.

ص 26 - يغفل كثير من الباحثين الاهتمام بحسن عرض تخريجهم ودراساتهم للقارئ فيجيء العمل مهلهلاً، مطولاً، متداخلاً، كثير التكرار، وهذا يؤدي إلى نقيض مراد الباحثين، فلا يفهم القارئ مراده، ولا يتمكن من متابعة أسانيد الحديث ومخارجه.

3 - قال المؤلف ص13: وقد سمعت – أثناء كتابتي لهذه المقدمة – أحد المشايخ الفضلاء يتحدث في ندوة عن (العين)، فقدَّم لكلامه بمقدمة أوضح فيها أنهم لا يقصدون بسرد النصوص في إثبات العين، وأنها حق؛ تخويف السامع، وإثارة الرعب في نفسه، وهذا كلام جميل، لكن الشيخ الفاضل أورد من ضمن الأحاديث التي فيها إثبات العين حديث جابر: " أكثر من يموت من أمتي – بعد قضاء الله وقدره – من العين "، وأردفه بذكر تصحيح وتحسين بعض الأئمة المتأخرين، وكذا بعض المشايخ المعاصرين.

والسؤال الآن: أي رعب يبث في نفس السامع أعظم مما يبثه هذا الحديث؟ مع أنه حديث باطل المتن، منكر الإسناد، لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

وترى هذا الحديث المنكر يتصدر رسائل عديدة صدرت في هذا الموضوع.

وقد مثَّل المؤلف بهذا على قوله بأن جهود أئمة النقد الأولين في تنقية المرويات وتصفيتها كادت تذهب سدى، فالأحاديث الموضوعة والمنكرة خرجت من الباب الأمامي، ورجع كثير منها من الباب الخلفي، ولكن بثوب جديد ثوب الصحة أو الحسن إلى آخر ما قال ...

وقد أحال النظر في الحكم على هذا الحديث إلى التاريخ الكبير والضعفاء الكبير والكامل والعلل المتناهية، ولم يذكر وجه بطلان متنه ونكارة إسناده رغم أنه المثال الوحيد الذي ضربه لما ذكر هنا.

قال الحافظ أبوبكر البزار في مسنده: حدثنا محمد بن معمر قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا طالب بن حبيب بن عمرو بن سهل الأنصاري، ويقال له ابن الضجيع: ضجيع حمزة رضي الله عنه، قال: حدثني عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكثر من يموت من أمتي – بعد قضاء الله وقدره – بالأنفس " قال البزار: يعني العين. قال: ولا نعلم يروى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد.

قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا الطالب ابن حبيب بن عمرو؛ وهو ثقة.

وقد ذكر البخاري في التاريخ الكبير هذا الحديث في ترجمة الطالب بن حبيب بن عمرو، وقال: فيه نظر.

وذكر ابن عدي في ترجمته في الكامل ثلاثة أحاديث، ومنها هذا الحديث، ثم قال: وطالب هذا لا أعلم له من الحديث غير ما ذكرت وأرجو أنه لا بأس به.

وذكر ابن حبان الطالب بن حبيب بن عمرو في الثقات.

وممن روى هذا الحديث الحافظ ضياء الدين المقدسي في كتاب الأحاديث (الجياد) المختارة مما ليس في الصحيحين أو أحدهما.

وذكره العراقي في طرح التثريب، وقال: رجاله ثقات.

وحسن إسناده الحافظ ابن حجر في فتح الباري.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير