تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

: وجدت أبا علي النيسابوري الحافظ سيئ الرأي في أبى القاسم اللخمي، فسألته عن السبب، فقال: اجتمعنا على باب أبي خليفة فذكرت له طرق حديث " أمرت أن أسجد على سبعة أعضاء "، فقلت له: يحفظ شعبة عن عبد الملك بن ميسرة، عن طاوس، عن ابن عباس؟ قال: بلى، رواه غندر، وابن أبي عدي، قلت: من عنهما؟ قال: حدثناه عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عنهما، فاتهمته إذ ذاك، فإنه ما حدث به غير عثمان بن عمر عن شعبة، قلت: هذا تعنت على حافظ حجته. قال الحافظ ضياء الدين المقدسي: هذا وهم فيه الطبراني في المذاكرة، فأما في جمعه حديث شعبة، فلم يروه إلا من حديث عثمان ابن عمر، ولو كان كل من وهم في حديث واحد اتهم لكان هذا لا يسلم منه أحد. قال الحافظ أبو بكر بن مردويه: دخلت بغداد، وتطلبت حديث / صفحة 21 / إدريس بن جعفر العطار، عن يزيد بن هارون، وروح، فلم أجد إلا أحاديث معدودة، وقد روى الطبراني، عن إدريس، عن يزيد كثيرا. قلت: هذا لا يدل على شئ، فإن البغدادة كاثروا (1) عن إدريس للينه، وظفر به الطبراني فاغتنم علو إسناده، وإكثر عنه، واعتنى بأمره. وقال أحمد الباطرقاني: دخل ابن مردويه بيت الطبراني وأنا معه، وذلك بعد وفاة ابنه أبي ذر لبيع كتب الطبراني، فرأي أجزاء الاول بها فاغتم لذلك، وسب الطبراني، وكان سيئ الرأي فيه. وقال سليمان بن إبراهيم الحافظ: كان ابن مردويه في قلبه شئ على الطبراني، فتلفظ بكلام، فقال له أبو نعم: كم كتبت يا أبا بكر عنه؟ فأشار إلى حزم، فقال: ومن رأيت مثله؟ فلم يقل شيئا. قال الحافظ الضياء: ذكر ابن مردويه في تأريخه لاصبهان جماعة، وضعفهم، وذكر الطبراني فلم يضعفه، فلو كان عنده ضعيفا لضعفه. قال أبو بكر بن أبي علي المعدل: الطبراني أشهر من أن يدل على فضله وعلمه، كان واسع العلم كثير التصانيف، وقيل: ذهبت عيناه في آخر أيامه، فكان يقول: الزنادقة سحرتني، فقال له يوما حسن العطار - تلميذه - يمتحن بصره: كم عدد الجذوع التي في السقف؟ فقال: لا أدري، لكن نقش خاتمي سليمان بن أحمد. قلت: هذا قاله على سبيل الدعابة، قال: وقال له مرة: من هذا الاتي - يعني: ابنه -؟ فقال: أبو ذر، وليس بالغفاري. ولابي القاسم من التصانيف: كتاب " السنة " مجلد، كتاب " الدعاء " مجلد، كتاب " الطوالات " مجيليد، كتاب " مسند شعبة " كبير، " مسند سفيان "، كتاب " مسانيد الشاميين "، كتاب * (هامش) * (1) كذا بالمطبوع، وفي " اللسان ": " لم يكثروا ". (*) / صفحة 22 / " التفسير " كبير جدا، كتاب " الاوئل "، كتاب " الرمي، كتاب " المناسك "، كتاب " " النوادر "، كتاب " دلائل النبوة " مجلد، كتاب " عشرة النساء " وأشياء سوى ذلك لم نقف عليها، منها " مسند عائشة "، " مسند أبي هريرة "، " مسند أبي ذر "، " معرفة الصحابة "، " العلم "، " الرؤية "، " فضل العرب "، " الجود "، " الفرائض "، " مناقب أحمد "، " كتاب الاشربة "، " كتاب الالوية في خلافة أبي بكر وعمر "، وغير ذلك، وقد سماها على الولاء الحافظ يحيى بن مندة، وأكثرها مسانيد حفاظ وأعيان، ولم نرها. ولم يزل حديث الطبراني رائجا، نافقا، مرغوبا فيه، ولا سيما في زمان صاحبه ابن ريذة، فقد سمع منه خلائق، وكتب السلفي عن نحو مئة نفس منهم ومن أصحاب ابن فاذشاه، وكتب أبو موسى المديني، وأبو العلاء الهمذاني عن عدة من بقاياهم، وازدحم الخلق على خاتمتهم فاطمة الجوزدانية الميتة في سنة أربع وعشرين وخمس مئة، وارتحل ابن خليل والضياء، وأولاد الحافظ عبد الغني وعدة من المحدثين في طلب حديث الطبراني، واستجاوزا من بقايا المشيخة لاقاربهم وصغارهم، وجلبوه إلى الشام، ورووه، ونشروه، ثم سمعه بالاجازة العالية ابن جعوان، والحارثي، والمزي، وابن سامة، والبرزالي، وأقرانهم، ورووه في هذا العصر، وأعلى ما بقي من ذلك بالاتصال " معجمه الصغير "، فلا تفوتوه رحمكم الله. وقد عاش الطبراني مئة عام وعشرة أشهر. قال أبو نعيم الحافظ: توفي الطبراني لليلتين بقيتا من ذي القعدة سنة ستين وثلاث مئة بأصبهان، ومات ابنه أبو ذر في سنة تسع وتسعين وثلاث مئة عن نيف وستين سنة. / صفحة 23 / *

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير