تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمد محمود الحنبلي]ــــــــ[04 - 01 - 06, 08:46 م]ـ

تابع نماذج من العلماء المتقدمين (رحمهم الله)

ما بين الإمام مالك و الإمام الشافعي (رحمهما الله)

http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=43637

مرئية صغيرة للشيخ محمد سعيد رسلان

وصدق من قال:-

من يأخذ العلم عن شيخ مشافهةً ... يكن من الزيف والتصحيف في حرمِ

ومن يكن آخذاً للعلم من صحف ... فعلمه عند أهل العلم كالعدم


قال الإمام الشوكاني ـ رحمه الله ـ: (إنَّ إنصاف الرجل لا يتمُّ حتَّى يأخذ كلَّ فنٍّ عن أهله كائناً ما كان؛ فإنَّه لو ذهب العالم الذي تأهَّل للاجتهاد يأخذ مثلاً الحديث عن أهله ثمَّ يريد أن يأخذ ما يتعلَّق بتفسيره في اللغة عنهم، كان مخطئاً في أخذ المدلول اللغوي عنهم، وهكذا المعنى الإعرابي عنهم فإنَّه خطأ) ثمَّ يؤكِّد الإمام الشوكاني هذه المنهجيَّة المتَّزنة بقوله: (فالعالم إذا ظفر بالحق من أبوابه، ودخل إلى الإنصاف بأقوى أسبابه، وأمَّا إذا أخذ العلم عن غير أهله، ورجَّح ما يجده من الكلام لأهل العلم في فنون ليسوا من أهلها، فإنَّه يخبط ويخلط، ويأتي من الأقوال والترجيحات بما هو في أبعد درجات الإتقان وهو حقيق بذاك) ا. هـ[أدب الطلب ومنتهى الأرب/76]

وكم من مدَّعٍ للعلم، متعالم مع جهل، ينظر لنفسه نظر الكبر والغرور، فيظنُّ أنَّ جمع العلم يكون من قراءته للكتب فحسب، فلا حاجة ليقرأ العلم على أهله، ولا ليثني ركبه عند أهل العلم، تلقياً منهم ومذاكرة معهم، ومراجعة عليهم، ليعلو كعبه في العلم، ويعلم أنَّه [من البليَّة تشيُّخ الصحيفة] وقد كان أهل العلم ينهون عن نيل العلم من الكتب فحسب، بل لابد من مقارنة ذلك بالحضور عند أهل العلم، والتلقي من الأشياخ، ليقوى باع الطالب في العلم، ويشتد عوده في الفهم، ويصلب مراسه لمعالجة مشكلات الكتب وما يكتنفها من مسائل غامضة. قال كمال الدين الشمني:

قال الأوزاعي: كان هذا العلم شيئاً شريفاً؛ إذ كان من أفواه الرجال يتلاقونه ويتذاكرونه، فلما صار في الكتب ذهب نوره وصار إلى غير أهله.
وحين يتأمل المرء في بعض الكتب الصادرة، وما يجد فيها من فهم خاطئ لبعض نصوص الكتاب والسنَّة، وأقوال أهل العلم، يتيقن بأنَّ الخطأ ليس في صياغة الشيخ في كتابه بدلالاته اللغوية، ومعانيه الكلاميَّة، وإنَّما من الفهم القاصر لقارئ الكتاب، ممَّا يجعله ينزلق في الفهم القاصر، كما قال ابن القيم: (ما أكثر ما ينقل الناس المذاهب الباطلة عن العلماء بالأفهام القاصرة) [مدارج السالكين2/ 431]. وصدق من قال:

وكم من عائب قولاً صحيحاً ... وآفته من الفهم السقيم

ولا عجبَ أن ترى كثيراً من المسائل التي وقعت بها أخطاء علميَّة، أدَّت فيما بعد لأن تكون أقوالاً تنسب لبعض المنتسبين للعلم، لتكون خلافاً يحكى أمد الدهر، وذلك لقلَّة الفهم، وضعف العلم، ولو سكت هؤلاء القوم ولم ينطقوا لكان ذلك بهم أحرى وأوْلى من أن يتكالبوا على التدريس والتعليم، وبضاعتهم في العلم مزجاة، وممَّا يحسن إيراده في هذا المقام ما قاله كلثوم العتابي حيث قال: (لو سكت من لا يعلم لسقط الاختلاف) معجم الأدباء (5/ 19) وقال أبوحامد الغزالي: (لو سكت من لا يعرف قلَّ الاختلاف، ومن قصر باعه وضاق نظره عن كلام علماء الأمَّة والاطِّلاع عليه فماله وللتكلُّم فيما لا يدريه، والدخول فيما لا يعنيه، وحق مثل هذا أن يلزم السكوت) [الحاوي للفتاوى2/ 116].

ولهذا كان أهل العلم ـ رحمهم الله جميعاً ـ إذا سئلوا عن مسألة ولم يعرفوا لها جواباً قالوا: الله أعلم، ولم يفذلكوا أو يكذلكوا، بل كانوا متَّسمين بالوضوح تجاه مستفتيهم، إن علموا حكم المسألة قالوا بها، وإن جهلوها قالوا لا نعرفها، بل كانوا لا يجزمون في فتاويهم ـ في بعض الأحيان ـ إن شعروا أنَّ المسألة قد تحتمل أوجهاً متعدِّدة، كما نقل عن الإمام مالك أنَّه في بعض الأحيان إن أفتى قال: (إن نظنُّ إلاَّ ظنَّاً وما نحن بمستيقنين) [جامع بيان العلم وفضله2/ 146] وممَّا نقل عن بعض أهل العلم حين كانوا لا يعرفون حكم المسألة أو يجهلونها، ما نُقِلَ عن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ أنَّه قال: (وابردها على الكبد إذا سئل أحدكم عمَّا لا يعلم، أن يقول: الله أعلم) [تعظيم الفتيا لابن
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير