[ترجمة الشيخ العلامة عبد الله بن الحاج مجدد العلم في بلاد الشنقيط (ناظم مراقي السعود)]
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[03 - 01 - 06, 08:21 ص]ـ
بقلم: الهادي بن محمد المختار النحوي
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
مولده ونشأته
ولد سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم سنة 1152هـ في منطقة تجكجة الواقعة في الشمال الشرقي من موريتانيا،في أحضان أسرة شرف وعلم وزهد وصلاح.
فأبوه الحاج إبراهيم ينتمي إلى قبيلة مشهورة في البلاد بالعلم والصلاح، هي قبيلة العلويين ترجع في نسبها إلى السيد الحسن بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.
أما أمه فترجع في نسبها إلى أبي بكر الصديق، رضي الله عنه.
توفي والده الحاج إبراهيم وهو في طريق عودته من الحج ولما يبلغ الفطام فاعتنت والدته بتربيته وتعليمه، بدأ تعليمه على يد خاله، وأظهر نبوغا نادرا وقدرة متميزة على الحفظ.
حفظ القرآن مبكرا وأتقنه وجوده قبل بلوغ الحلم.
رحلته الطويلة في طلب العلم
قضى سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم حوالي أربعين سنة من عمره في بلده وخارجه في طلب العلم.
لازم علامة شنقيط في النحو المختار بن بونا (سبويه شنقيط) عدة سنوات وأخذ عن غيره من العلماء في بلاد شنقيط.
درس خلال هذه الفترة علوما جمة ومتونا متعددة منها الكافية لابن مالك في النحو مع الشروح،وألفية السيوطي في البيان مع شروحها،وكبرى السنوسي في التوحيد،،وغير ذلك من العلوم.
رحلته إلى المغرب
بعد أن استكمل الشيخ العلوم الموجودة في البلد تاقت نفسه للمزيد , فشد الرحال بهمة عالية إلى المغرب راكبا المخاطر وقاطعا للفيافي والصحارى الشاسعة ليروى عطشه ويشبع نهمه للعلم وكأنه يستحضر الحديث الشريف:" منهومان لا يشبعان: طالب مال وطالب علم".
تسلح الشيخ بالعزيمة والصبر قائلا ما قاله الظفراني في لامية العجم:
فيما الإقامة بالزوراء لاسكني *بها ولا ناقتي بها ولا جملي
حب السلامة يثنى هم صاحبه*عن المعالي و يغرى المرء بالكسل
رضى الذليل بخفض العيش مسكنة* والعز تحت رسم الأينق الذلل
اعتمد الشيخ في رحلته على الجمال كوسيلة نقل وتحمل صعابا كثيرة من قلة ماء و كثرة المخاطر في الطريق بين شنقيط والمغرب.
وعندما وصل إلى مراكش ,جنوب المغرب, كتب رسالة إلى أهله في مدينة "تجكجة"أوجز فيها ما تعرض له من مخاطر في الطريق لكنه ضمنها من المعاني ما يدل على علو الهمة وتصميم على طلب المنشود مهما كلفه ذلك.
وأجمل ذلك في الأبيات التالية:
لو هان كسب المعالي لم تجد أحدا * إلا حريصا على العالي من الرتب
لكن رأى الناس في نيل العلا نصبا * فسلموها لأهل الصبر والصب
ذرينى أنال ما ينال من العلا فصعب العلا في الصعب والسهل
تريدين إدراك المعالي رخيصة ولا بد دون الشهد من إبر النحل
"""""""""""""" """""""""""""""""""""
تجلد واصطبر ان نال أمر *بمكروه تضيق له الصدور
فان الدهر عسر ويسر *ومن بعد الدجى صبح ونور
ولولا الداء لم يحمد شفاء *و لولا الحزن لم يحمد سرور
إذا كانت النفوس كبراء تعبت في مرادها الأجساد
مرارة الهجر تحلو أن أعقب الهجر وصل
و كل صعب يرجى *ثوابه فهو سهل
لو أن في شرف المأوى بلوغ منى *لم تبرح الشمس يوما دارها الحمل
كما بين الشيخ فى رسالته أنه لا يتكل على حسب ولا نسب بل يسعى لمنافسة الأوائل والزيادة على ما فعلوا , ومثل لهذا المعنى ببيتين لعبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر:
لسنا وان أحسابنا كرمت *يوما على الأحساب نتكل
نبنى كما كانت أوائلنا تبني *ونفعل فوق ما فعلوا
وبين الشيخ فى رسالته ان الصبر فى البداية ظفر فى النهاية
وقل من جد في أمر يطلبه *فاستصحب الصبر إلا فاز بالظفر
قضى الشيخ عدة سنوات فى المغرب ينهل من العلم و صحب أكابر العلماء فيها مثل الشيخ ابى عبد الله محمد بن الحسن بن مسعود البنانى (ت1224هـ) أحد أئمة المذهب المالكي فى المغرب في ذلك التاريخ.
رحلته إلى الحج
توطدت الصلة بين الشيخ و سلطان المغرب آنذاك محمد بن مولاي عبد الله بن مولاي إسماعيل , وكان عالما يكرم العلماء. و لما أراد الشيخ الحج وزيارة قبر المصطفى صلى الله عليه وسلم جهز له السلطان باخرة تحمله و أرسل معه ابنه اليزيد.
والتقى بأرض الحجاز بكبار العلماء فأفاد منهم واستفاد.
المرور بمصر
¥