تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فأثنى عليهم ببعض الصفات الحميدة

التي كانت فيهم كالمطعم بن عدي وغيره.

يتبع

ـ[أبو نهاد]ــــــــ[05 - 04 - 06, 06:05 م]ـ

تابع

الأدب السادس: عدم التعصب والاحتكار، فلا بد

أن يأتي المتناظران المختلفان منطلقين من مبدأ

طلب الحق وللاستسلام له إذا حصل، والرجوع

إليه إذا استبان، فإذا أتيا وكل واحد منهما يريد

أن يفرض قوله على صاحبه ويحتكر الحق لنفسه

ولا يريد أن يغير موقفه بحال من الأحوال فلا

يمكن أن يتفقا بوجه من الوجوه

والتعصب مقيت مذموم وقد كان مالك رحمه الله تعالى

يقول في المسائل الاجتهادية (إن نظن إلا ظنا

وما نحن بمستيقنين) ويقول: ما منا من أحد

إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر

صلى الله عليه وسلم، واحتكار الحق فيه خطورة

عظيمة لأنه يقتضي أن الإنسان يدعي العصمة

لنفسه، والشافعي رحمه الله كان يقول: رأيي

صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل

الصواب، فأي صواب عندي يحتمل الخطأ لأنه

غير منزل من عند الله إنما هو اجتهاد مني،

ورأي غيري خطأ عندي لأن الحق لا يمكن أن يختلف

اختلاف تضاد يحتمل الصواب لأنه اجتهاد شخص

محترم كذلك،

ومن هنا كنا العلماء يحترم بعضهم

أقوال بعض احتراما عجيبا، فهذا أبو يوسف صاحب

أبي حنيفة مذهبه أن العلة القاصرة لا تصلح للتعليل وأن أي

نجس خرج من البدن إذا تفاحش ناقض الوضوء،

فقرر ذلك يوما في مجلسه فقال له رجل: أرأيت إن كان الإمام

قد جرحت ساقه فخرج منها دم فتفاحش

فصلى بالناس من غير وضوء أأصلي وراءه

قال: سبحان الله ألا تصلي خلف مالك، فمالك

كان يرى أن العلة القاصرة تصلح

للتعليل، وأن الناقض إنما هو الخارج من

أحد السبيلين فقط، وأن ما سواه من الأنجاس

لا ينقض الوضوء.

وكذلك فإن الإمام أحمد رحمه الله تعالى عندما

سئل عن تعليق الطلاق على النكاح ذلك أنه

لا ينفذ قيل: أرأيت إن مررت على حلقة أهل المدينة

فأفتوا بخلاف ما تقول فآخذ بقولهم؟ فقال سبحان الله

ألا تأخذ بقول مالك.

فقد كان جمهور أهل السنة يحترمون أقوال

المجتهدين ويقدرونها، ولهذا قال الشافعي

رحمه الله تعالى: لا أرد شهادة أحد من أهل الأهواء

إلا الخطابية، فإن من مذهبهم أنهم يستبحون الكذب

لنصرة من وافقهم في مذهبهم.

الأدب السابع: الإنصاف، بمعنى أن يكون الإنسان

منصفا لخصمه فإذا وقع هو في خطأ سهل عليه

الاعتراف به، وإذا كان دليله ضعيفا اعترف بذلك

والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل

كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه

في كتابه إلى أبي موسى الأشعري: ولا يمنعك قضاء

قضيته فيه بالأمس فراجعت فيه نفسك فهديت

فيه إلى رشدك أن تراجع إلى الحق فإن الحق قديم

لا ينقضه شيء، وإن الرجوع إلى الحق خير

من التمادي في الباطل.

الأدب الثامن: الأمانة في النقل، فعل كل واحد

من المتخالفين أن يكون أمينا على نقله

وأن لا ينقل على الآخر ما لم يقله حتى ولو

كان لازما لقوله فإن لازم القول لا يعد قولا

ولا ينسب لساكت قول، واللوازم كثير منها

لا يخطر على البال، فلا يمكن أن يلزم به

أصحابه ولا ينسب إليهم، وهذا ما تساهل

فيه كثير من الناس مع الأسف، فيأخذون

بعض اللوازم التي بعضها لا يلزم فينسبونها

إلى صاحب ذلك المذهب ويجعلونها من مذهبه

وهذا هو من التجني والكذب، فيجب على المؤمن

أن يكون أمينا في نقله، والأمانة أخت الدين

ولا إيمان لمن لا أمانة له، فقد كان سلفنا الصالح

رحمهم الله تعالى يحذرون جدا من نسبة

الأقوال ويتأدبون غاية الأدب، فيقول مثلا مسلم

في الصحيح، قال فلان، أخبرنا فلان، حدثنا فلان

حتى لا ينسب إلى أحد قولا لم يقله

ـ[أبو نهاد]ــــــــ[05 - 04 - 06, 06:06 م]ـ

تابع

الأدب التاسع: حسن الظن والتماس أحسن المخارج

فالمختلفان إن كانا من أهل العلم والإيمان والتقوى

فينبغي أن يحسن كل واحد منهما الظن

بصاحبه، وأن الظن به أنه ما قصد به إلا

إعلاء كلمة الله ونصرة دينه وأنه إنما أعمل

اجتهاده، وهذا الذي أداه إليه علمه واجتهاده

وأنه مكلف بمقتضى عقله لا بمقتضى عقول

الآخرين، ويظن به أنه ما أراد إلا الخير، والتماس

أحسن المخارج مطلوب دائما كما التمس أحسن

المخارج لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

وكان بعضهم يلتمس ذلك لبعض

ولهذا قال علي رضي الله عنه في قوله تعالى

(ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا)

قال: نزلت فينا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حين اختلفنا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير