تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

? ويسطو على صفحات كاملة أو فقرات طويلة دون إشارة لصاحبها ومصدرها، إلا أنه قد يضع على معلومة واحدة من المعلومات الواردة بالنص كله رقما يحيل فيه بالهامش على الكتاب المسروق إحالة غامضة مضللة، وكأن الأمر لا يتعلق إلا بتلك المعلومة البسيطة أو الجزئية الصغيرة، مع أنه يتعلق بالنص كله الذي قد يصل إلى صفحات عدة، دون علامة تدل على بدايته ونهايته إلا بالرجوع للأصل وإجراء المقارنة. هذا ما فعله مع بعض المصادر التي سرق منها، ولكنه لم يفعله مع سائر ما أخذه من كتابي: "المعجم العربي في الأندلس" و "أبو علي علي القلالي .. " إذ طمس وجودهما وعفَّى على ذكرهما تماما.

? وقد يفعل ما هو أغرب من ذلك وأخفى، فيأتي بنص من هذا الكتاب أو هذه الدراسة ثم يضع لها هامشا أو هوامش من نص آخر لباحث آخر.

? ويذهب في مخادعة القارئ غير هذه المذاهب، فيمد يده إلى بعض ألفاظ النص المسروق الذي لا تدل على مصدره أو نقله الحرفي أية علامة، فيتصرف فيها بإبدال كلمة وإحلال مرادفها أو ما يفيد معناها محلها، كما نرى في (ص.8) حين جعل مكان عبارة تمام حسان الواردة في الأصول قوله: "صلاحيته للجدولة"، أو قوله في مكان آخر (ص.16): "لعل ما يجب" عوض (لعل ما ينبغي" الواردة بالأصل. أو قوله في ص.25: "ونقصد بالسياق" عوض "وأقصد…" في النص الأصلي. ولك أن تقف –أيها القارئ الكريم- عند هذه النون الجماعية التي أراد صاحبنا أن يوظفها لتضخيم حجمه، وكيف لا وقد أصبح كل الصيد في جوف الفَرَا، وانتفخ الجسم الضئيل وكبرت الصورة وأصبحت كما ترى؟!

? وربما أقحم في النص، بأوله أو وسطه أو آخره، عبارة تشوهه وتفسده كقوله في ص.28: " وللأمانة نقول" على النص الأصلي وهو لتمام حسان. ولا تعجب من غرام صاحبنا الظريف بالأمانة، فنحن في زمن قد اختلت مقاييسه وموازينه، وتغيرت مدلولات ألفاظه ومعاني قواميسه. لعلك لا تدري أن (الأمانة) في قاموس هذا الكتاب إنما تعني كل أضدادها في قواميسنا نحن، تلك القواميس البالية التي أعلن السيد يوسف عيد، في بعض عباراته المقحمة على النصوص الأصلية، أنه حامل لواء الدعوة إلى إحراق ألفاظها والإجهاز على لغتها. وهذا ما لابد أن تعرفه (أيها القارئ الكريم- وتهنئ صاحبنا عليه وعلى شجاعته وجرأته العلمية فيه، فلقد أتى على سرقة صفحات طويلة من الدكتور تمام حسان (من ص.17 إلى ص.28) ثم وجد أن هذا الأخير يختم كلامه بقوله: "فقد رأينا كيف توقعها للمعجم أن يحدد طريقة النطق والتهجية والمبنى الصرفي وضرورة ارتباط شرح المعنى المعجمي بتحديد ضمائم الكلمة…الخ"، فعلق على ذلك صاحبنا بنكتة من نكته التي لا تخلو من معنى طريف، وظل خفيف، فقال: "تلك كانت الرؤية، ويبقى كله في حدود التمني، إن لم نصل بمعجمنا إلى المرتبة الرائدة بعيدا عن أي عمل سريع يبغي المرء من ورائه حفنة قروش وتجارة رخيصة. وحسبي أنني أحاول مع غيري ممن يدعون إلى إيقاظ هذه الفكرة، ونفخ الرماد المتراكم فوق جوها لتشتعل وتحرق يابس اللغة، ثم تتفتق بعد الحريق براعم الكلمة، فيحتضنها صدر المعجم الجديد…" (ص.28 - 29).

ألا ترى كيف أن صاحبنا لا يقنع بالقليل ولا تكفيه النيات والتمنيات وإنما يريد العمل وطمح إلى الفعل، ولا يرضى بالعمل السريع الذي لا يريد به أصحابه إلا حفنة من القروش؟ ألا تراه يحب المجد ويركب الصعب ويعد نفسه في طليعة الباحثين الأكفاء العاملين الكادحين؟ ألا تهش ولا تبش؟ ما هذه العظمة؟ ما هذه العصامية؟ ما هذا المجد؟ وهل فهمت –عافاك الله- قصده النبيل وحكمته البالغة وما يرمي إليه حين أطلق صرخته الكبرى، وجاهر برسالته العظمى فقال: إنه يعمل مع غيره على إضرام النار وإثارة الغبار، والأخذ بالثأر ومحو العار، وإشعال الحريق وفتح الطريق .. ؟؟ ألا تصفق؟ ألا ترقص؟ ألا تطرب؟ ألا تأخذك النخوة العربية والحمية الهاشمية؟ أما أنا فأسأل الله أن يجنبنا لهيب هذه النار ويوقف هذا الزحف الذي ينوي صاحبنا أن يقوم به مع زمرة من أصحابه، لأنه لو فعل ذلك لأتى على الأخضر واليابس مما تبقى من جهودنا وأبحاثنا وعزائمنا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير