تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال العلاونة في ذيله 2/ 233 وفي نظراته ص/34:? ضبط المقري بتشديد القاف ورأى أن ما أورده المقري في بداية أرجوزة (إضاءة الدجنة في عقائد أهل السنة) أولها:

يقول أحمدُ الفقيرُ المقَّري * .... حجة في ضبط القاف مع أن الأصح تخفيف القاف وإن كان تشديد القاف جائزا، فهو من بيت بعرف أهله بأولاد المَقْري ـ بفتح الميم وسكون القاف ـ نسبة إلى قرية بزاب افريقيا تعرف بمقرة، وبهذه الصيغة عرفوا قديمة بتلمسان، ويعرفون حديثا بوجدة وتازة وفاس بعد انقطع نسلهم منها.

وضبط بعضهم أسرة مقرة ـ بفتح الميم وتشديد القاف ـ فصاروا يعرفون بأولاد المقْري تارة،وأولاد المقَّري تارة أخرى. وحكى المترجم الصيغتين معا في كتابه نفح الطيب لما ترجم لجده محمد، وقال: إن على الصيغة الثانية عول أكثر المتأخرين.

يقول مؤرخ المغرب في عصرنا العلامة عبد الوهاب بنمنصور: ?ويغلب على ظني أنه هو لم يعول عليها إلا بعدما هاجر إلى المشرق دفعا لالتباسها بصيغة المقرئ التي قد تنقص بها من قدره وقدر أسرته؛ لأن الإقراء دون ما كان ينتحلون من علم وأدب كثير، وأقل من الخطط التي تولوها بالمغرب كالتدريس! والخطابة والإفتاء والقضاء، وقد بحثت بنفسي عن تلك القرية التي وقعت نسبة أسرته إليها، وسألت عنها سكان الزاب، ومنهم علماء وأدباء ومؤرخون معاصرون كبار ... فأكدوا لي أنها قرية معروفة حتى اليوم هناك، وأنها مخففة القاف ساكنتها".

وكذلك ضبطها جغرافيون ومؤرخون كبار كياقوت الحموي، وابن خلدون وإسماعيل ابن الأحمر، ويؤيدها صيغ أسماء الكتب التي ألفت عن المقريين مثل:

ـ النور البدري في التعريف بالفقيه المقري لابن مرزوق العجيسي التلمساني الحفيد.

ـ العنبر الشحري فيما أنشدنيه صاحبنا أبو العباس المقري لمحمد بن علي الغماد الوجدي

ـ الورد العطري في قرشية بني المقري لمحمد بن رشيد العراقي الحسيني الفاسي. وقد أطلت في النقل لرغبتي في حفظ أصل يوشك أن يجتث ?.

- أقول:

قال الشهاب المقري في النفح في ترجمة جده 5/ 204 ـ 205: " وقد ألف عالم الدنيا ابن مرزوق تأليفا استوفى فيه التعريف بمولاي الجد سماه ?النور البدري في التعريف بالفقيه المقْري? وهذا بناء منه على مذهبه (لاحظ) أنه بفتح الميم وسكون القاف كما صرح بذلك في شرح الألفية عند قوله:

* ووضعوا لبعض الاجناس علم *

وضبطه غيره وهم الأكثرون بفتح الميم وتشديد القاف وعلى ذلك عول أكثر المتأخرين وهما لغتان في البلدة التي نسب إليها، وهي مقرة من قرى زاب إفريقية وانتقل منها جده إلى تلمسان صحبة شيخه ولي الله سيدي أبي مدين رضي الله عنه ". هذا كلام المقري بنفسه عن نسبته، فهل يقال له:أنت تجهل نسبتك، ونحن نعرفها أحسن منك! أو عرفتها ثم قصرت في بيانها?.

وقد تضمن كلامه عدة أمور:

ـ تعريض بابن مرزوق، وأن ذاك مذهبه في ضبط الكلمة، وإلا لو كان ابن مرزوق مشى على الجادة، وما عليه المعول؛ لكان المقري في غنى عن التنبيه.

ـ أن الأكثرين ضبطوه بتشديد القاف ـ كما عند الزركلي ـ ولكن المقري لم يكن يعرف الحيل فيقول بأن فيهم كبار المؤرخين والأدباء والجغرافيين والأطباء كما سطره عبد الوهاب بنمنصور وأجاد فيه.

ـ أن هذا الضبط هو المعول عليه عند أكثر المتأخرين، ولاحظ أن هذا قبل الشهاب المقري، أعني قبل القرن الحادي عشر.

ـ أنهما لغتان في ضبط هذه الكلمة، يعني أن كلاهما جائز لا ضير فيه.

هذا كلام العلماء، أما غيرهم فليس عندهم لغتان ولا وجهان، وإنما الراجح ما عرفوه، والمرجوح ما جهلوه، والحق ما يكتبونه، والباطل ما يكتبه غيرهم .... كما يدل على منهج غريب مجاف لقواعد المؤرخين في الترجيح؛ فإن الأصل أن العالم الثقة هو حجة فيما يخبر به عن نفسه، وقوله مقدم على غيره، والعلاونة يعكس الأمر.

وما ذكره بنمنصور من الكتب معارض بكتب أخرى جاءت على تشديد القاف، و فتحها مثل:

ـ الوشي العبقَري في ضبط لفظة المقَّري لأبي عبد الله محمد الصغير بن محمد الإفراني، أتى فيه على بعض أخبار أبي العباس أحمد المقري صاحب النفح. كما في دليل المؤرخ لابن سودة ص/163 (960) ـ وهو مخطوط ـ

والإفراني مؤرخ معتمد، وكتابه متخصص في ضبط هذه اللفظة، وأنا أتعجب كيف لم يذكره بنمنصور هل لجهله إياه، أم لحاجة في نفسه??

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير