ونقل الحافظ الذهبي نصوصاً من كتاب الاعتقاد ومن ذلك قول أبي نعيم:" طريقنا طريق السلف المتبعين للكتاب والسنة وإجماع الأمة، فيما اعتقدوه أن الأحاديث التي تثبت في العرش واستواء الله عليه يقولون بها ويثبتونها من غير تكييف ولا تمثيل، وأن الله بائن من خلقه والخلق بائنون منه، لا يحل فيهم ولا يمتزج بهم، وهو مستو على عرشه في سمائه من دون أرضه " (العرش ص 143).
وبعد فهذه النقول والنصوص لا تبقي لأحد أي شبهة للطعن في معتقد أبي نعيم رحمه الله وأنه إن شاء الله على منهج السلف في الاعتقاد.
ب -وصفه بأنه شيعي.
نُسبِ أبو نعيم إلى التشيع، فقد نقل محمد باقر الخونساري الأصبهاني ت 1313هـ صاحب كتاب ((روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات)) عن أحد الشيعة قوله:
" وهو – أبو نعيم – من محدثي العامة ظاهراً إلا أنه من خُلّص الشيعة في باطن أمره، والتي يتقي ظاهراً على ما وافق ما اقتضته الحال " (روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات 1/ 173).
وحجتهم أن أبا نعيم رحمه الله قد ذكر في ترجمة علي بن أبي طالب كثيراً من الأحاديث والآثار في مناقبه والتي لا توجد في كثير من الكتب المصنفة، وأن كتابه يعد مرجعاً لعلماء الشيعة في جمع النصوص للرد على المخالفين لهم – يقصد أهل السنة.
ويمكن الرد بما يلي:
1 - إن أبا نعيم قد ترجم في كتاب الحلية قبل علي بن أبي طالب لأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين.
2 - إن أبا نعيم قد صنف كتاباً عنوانه ((تثبيت الإمامة وترتيب الخلافة))
وطبع بعنوان ((تثبيت الإمامة والرد على الرافضة)) صنفه لتثبيت الإمامة والخلافة الأولى لأبي بكر الصديق رضي الله عنه وأنه الرجل الذي أجمعت عليه الأمة، ثم يعرض للشبهات التي يثيرها الروافض ويرد على الأحاديث التي يدعون زوراً وبهتاناً أنها تنص على خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
3 - صنف أبو نعيم كتاباً سماه ((فضائل الخلفاء الأربعة وغيرهم))،بدأه بذكر فضائل أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين؛ فلو كان من أهل التشيع لما فعل هذا.
ونسبته إلى التشيع كذب ظاهر يكفي في رده ما عرف عن الشيعة من الكذب والتزوير.
وإن شاء الله أنه على معتقد أهل السنة والجماعة.
ثانياً:مذهبه الفقهي.
لم أجد له مصنفاً ينصر فيه مذهباً من المذاهب الأربعة أو غيرها، ولم يؤلف في الفقه كتاباً على أي منهج من مناهج التأليف المذهبية، أما كتاب مسند أبي حنيفة فهو في جمع مرويات أبي حنيفة رحمه الله وبيان من وافقه على مروياته تلك، والكتاب ليس في نصرة مذهب أبي حنيفة ولا بتخريج أحاديث مصنف في الفقه الحنفي.
ولكن أصحاب كتب تراجم الشافعية يذكرونه من بين أعيان المذهب الشافعي ومن أولئك،
تاج الدين السبكي في طبقات الشافعية الكبرى (4/ 18)،
وأبو بكر بن هداية الله الحسيني في طبقات الشافعية (ص 141)،
والإسنوي في طبقات الشافعية (2/ 474 - 475)،
وابن قاضي شهبة، في طبقات الشافعية (1/ 201).
المبحث السابع: وفاته.
جمهور من ترجم لأبي نعيم يقولون:
أنه مات يوم الاثنين العشرين من شهر محرم سنة ثلاثين وأربعمائة للهجرة،
وجاءت أقوال أخرى أن وفاته كانت في الثامن والعشرين من شهر محرم،
وقيل: الحادي والعشرين، والثامن والعشرين، والثامن عشر منه.
قال ياقوت الحموي:" ودفن بمردبان " (معجم البلدان 1/ 210)،
وقال الخوانساري الأصبهاني:" وقبره الآن معروف بمحلة درب الشيخ أبي مسعود، من محلات أصبهان "
(روضات الجنات 1/ 275).
ـ[الرايه]ــــــــ[28 - 02 - 08, 03:03 م]ـ
التعريف بكتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء.
وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: اسم الكتاب، ونسبته إلى مؤلفه، وموضوعه.
أولاً: اسم الكتاب، ونسبته إلى مؤلفه:
يظهر على اللوحات الأولى لمخطوطات الكتاب وكذلك المصادر التي ذكرت الكتاب أن اسمه الذي وضعه مصنفه هو: ((حلية الأولياء وطبقات الأصفياء)).
وقد يختصر الاسم إلى: ((حلية الأولياء)).
أويذكر من غير إضافة فيقال: ((الحلية))،
وقد درج اسم الكتاب بهذه الصفة في كثير من المصنفات عند العزو إليه طلباً للاختصار، واستخدم اسمه مختصراً هكذا أبو بكر الهيثمي في كتابه الموسوم بـ: ((تقريب البغية بترتيب أحاديث الحلية)).
¥