و ما عليه خوفا من مباغتة الموت له و مفاجأته فتضيع الحقوق فكم سمعنا و علمنا أن أناسا جمعوا مالا عظيما و لم يطلعوا أحدا على المكان الذي و ضعوه فيه ففاجأهم الموت فلم يستطيعوا أن ينبسوا بنت شقة فضاع المال الذي جمعوه و خاب الأمل الذي أملوه و لم ينتفعوا به في حياتهم بإنفاقه في وجوه الخير و لا إنتفع به ورثتهم من بعدهم و لو أنهم إمتثلوا أمر الرسول صلى الله عليه و سلم بكتابة الوصية و أوضحوا ما لهم و ما عليهم لا ستفادوا و أفادوا في الدنيا و الآخرة. < o:p>
الحديث رقم 43: < o:p>
حَدَّثَناَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: مَرُّروا بِجناَزَةٍ فَأَثْنُوا عَلَيْهاَ خَيْراً فَقاَلَ النَّبِيُّ صَلىَّ الله عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ وَ جَبَتْ ثُمَّ مَرُّوا بِأخْرَى فَأَثْنُوا عَلَيْهاَ شَراًّ فَقالَ وَجَبَتْ فَقاَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَا وَ جَبَتْ< o:p>
قَالَ: هَذَا أَثَنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْراً فَوَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ.< o:p>
وَ هَذَا أثَنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا فَوَجَبَتْ لَهُ النَّارُ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فىِ الارْضِ]. < o:p>
( ج 2 ص 100) < o:p>
إعتاد الناس بعد الصلاة على الجنازة أن يقول أحدهم: ما شهادتكم فيه .. ؟ < o:p>
فيقول السامعون: (ناس ملاح) مع أن أكثرهم لا يعرفون الميت مطلقا و هم يظنون أن هذه الشهادة هي التي توجب للميت الجنة قياسا على ما جاء في هذا الحديث مع أن القياس فاسد لأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا لا يثنون على أحد بالخير و الصلاح أو الشر و الطلاح إلا و هم على يقين تام من ذلك فشهادتهم شهادة حق< o:p>
و صدق لذلك وصفهم النبي صلى الله عليه و سلم بقوله: أنتم شهداء الله في الأرض و في هذا الحديث ترغيب عظيم للمسلمين في التقوى و العمل الصالح و حث لهم على فعل الخير و معاملة الناس بالرفق و الإحسان إليهم فمن فعل ذلك مخلصا لله أحبه الله و أحبه الناس فأثنوا عليه خيرا فوجبت له الجنة.< o:p>
الحديث رقم 44: < o:p>
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: [مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ، حَتَّى < o:p>
ظَنَنْتُ أنَّهُ سَيُوَرَّثُهُ]. (ج 7 ص 78) < o:p>
للجار على جاره حقوق عظيمة، و كان النبي صلى الله عليه و سلم يحسن إلى جاره فيعوده إذا مرض و يساعده إذا إحتاج و يزوره و يهدي إليه من طعامه و كان جبريل يوصيه بالجار و يكرر الوصية حتى ظن عليه الصلاة و السلام أنه سيجعل للجار حقا في أن يرث جاره.< o:p>
الحديث رقم 45: < o:p>
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: [المُسْلِمُ أخُو المُسلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَ لاَ يُسْلِمُهُ< o:p>
وَ مَن كاَن فى حَاَجَةِ أَخِيهِ، كَانَ اللهُ فىِ حَاجَتِهِ]. (ج 8 ص59) < o:p>
المسم أخوك أيها المسلم، فلا يجوز لك أن تظله بقول أو عمل فإن غششته أو هضمت حقه أو اقتطعت شيئا من ماله أو تكلمت بكلمة تسيء بها إليه فقد ظلمته و لا يجوز لك أن تسلمه لأعدائه فيوقعوا به الضرر بل يجب عليك أن تحفظه و تدافع عنه دفاعك عن نفسك ما دمت قارد على ذلك و يجب عليك أن تساعده فيما يحتاج إليه من الأمور المشروعة و تعينه على قضائها فإن فعلت كان الله في حاجتك < o:p>
و أخذ بيدك.< o:p>
الحديث رقم 46: < o:p>
قال النبي صلى الله عليه و سلم: [المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِساَنِهِ وَ يَدِهِ < o:p>
وَ المُهاَجِرُ مَنْ هَجَرَ ماَ نَهَى اللهُ عَنْهُ]. (ج 1 ص 8) < o:p>
المسلم الحق هو الذي سلم المسلمون من شرور لسانه فلم يؤذ أحدا بشتيمة أو غيبة و لم يتفوه بكلمة تؤلمهم كما سلموا من شرور يده فلم يرفعها لضرب أحد منهم و لم يشر بها إشارة تشعر بتحقيرهم و الحط من كرامتهم فليس من شأن المسلم أن يؤذي أخاه بحال من الأحوال، و ليس المهاجر من هجر وطنه إلى غيره بل المهاجر من هجر ما نهى الله عنه من المعاصي والآثام. < o:p>
الحديث رقم 47: < o:p>
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: [مَطْلُ الغَنِيَّ ظُلْمُ]. (ج 3 ص 85) < o:p>
¥