ـ[المسيطير]ــــــــ[25 - 02 - 08, 11:54 م]ـ
المبادرة لفعل الخيرات
بندر عبدالله النذير
من أهم السمات البارزة في شخصية المسلم؛ المبادرة بالعمل الصالح.
فالمسلم لا يؤجل ولا يسوف، وإنما يبادر بالعمل الصالح دون تباطؤ أو تأخير.
والمبادرة بالعمل الصالح لا تتنافى مع ما ينبغي أن يتمثل به المسلم من التؤدة والأناة والروية والتثبت، إذ أن هذه الأمور تطلب في مواطنها، أما حين يجب على الإنسان عمل، أو يناديه واجب، أو يستغيث به ملهوف، أو يلجأ إليه مظلوم؛ ففي مثل هذه المواقف يبادر المسلم بأدائها دون تأخير أو تسويف.
فشخصية المسلم إذاً تتجلى واضحة حين يسمع الأذان فيبادر إلى الصلاة، وحين يحل شهر رمضان فينهض بصومه، وحين تجب عليه الزكاة ويحل وقتها يبادر بإخراجها، وحين تتوفر الاستطاعة يبادر بحج بيت الله ..
وكذلك في سائر العبادات والمعاملات، والأعمال الصالحة، والعلاقات الإنسانية الكريمة.
وحين يسارع إلى الخيرات، ويبادر بتلك الأعمال، يقبل عليها بانشراح نفسي، وسرور وارتياح، يستشعر في أداء الواجب متعة نفسية.
وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده بالمسارعة إلى فعل الخيرات والعمل الصالح، وما يترتب على ذلك من المغفرة بل الحصول على الهدف المنشود وهو جنة الله الغالية، يقول سبحانه وتعالى: " سابقوا إلى" مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم " {الحديد: 21}.
والمبادرة بالخيرات والمسابقة إلى الصالحات تدل على حرص الإنسان المسلم على الطاعة، والإخلاص فيها، ولذا فإن الله تعالى يحقق للمسارعين في الخيرات رجاءهم، ويجيب دعاءهم، ويهبهم من الفضل والخير ما يرجون.
يقول تعالى: " وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين " {الأنبياء: 89، 90}.
ويوجه رسولنا الإنسان المسلم إلى اغتنام الشباب الصحة والغنى والفراغ والحياة قبل فقدان ذلك .. فيقول صلى الله عليه وسلم: "اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك" أخرجه الترمذي كتاب القيامة (1).
وعلى هذا المنهج الواضح المحكم، وبتلك المسارعة في العمل والخيرات، يبني الإسلام شخصية المسلم في جو عملي، يستبق من الخيرات بحيوية ونشاط، وتصميم وإقدام وعزم صادق لا يعرف (سوف).
---
الهوامش:
1 - الحديث لم يذكره الترمذي بهذا النص والحديث، أخرجه الحاكم (306/ 4) وصححه ووافقه الذهبي انظر شرح السنة للبغوي (4021/ 14).
http://jmuslim.naseej.com/Detail.asp?InNewsItemID=160230
ـ[طارق بن إحسان]ــــــــ[26 - 02 - 08, 12:45 ص]ـ
جزاك الله خيرًا أخانا الفاضل المسيطير ..
وأظنك طبقت القاعدة مباشرةً! عندما علمت بالشيخ الذي رُزق بأول حفيدة قبل أسبوع، وأصبح جَدًّا لحفيدين؟!:)
ـ[المسيطير]ــــــــ[04 - 03 - 08, 08:57 م]ـ
وأظنك طبقت القاعدة مباشرةً! عندما علمت بالشيخ الذي رُزق بأول حفيدة قبل أسبوع، وأصبح جَدًّا لحفيدين؟!:)
أخي الحبيب / طارق بن إحسان
جزاك الله خيرا .... من الشيخ الذي أصبح جدا لحفيدين؟!!.
فلعلك تبشرنا به .... فنطبق قاعدة " الآن " .... تعليقا على بشارتك:).
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[04 - 03 - 08, 09:23 م]ـ
شيخنا المسيطير ...
شكر الله لكم هذه الفائدة الجميلة ... وكم لكم مثلها ...
وتطبيقاً للقاعدة فاني اهنئكم على هذا الموضوع الجميل ... لا حرمكم الله الاخلاص
والسلام عليكم
ـ[طارق بن إحسان]ــــــــ[05 - 03 - 08, 01:31 م]ـ
باسم الله الرحمن الرحيم ..
ـ[طارق بن إحسان]ــــــــ[05 - 03 - 08, 01:33 م]ـ
نزولاً عند رغبة أخي المسيطر وفقه الله ورعاه ...
فلقد بُشرتُ قبل إسبوعين أو أكثر بأن فضيلة الشيخ إحسان العتيبي - حفظه الله -: رُزق بالحفيدة الأولى!! - بعد الحفيد الأول -،، فأصبح جدًّا - كما يلقّبه الأخ المسيطير!! - لحفيدين ..
والله الحافظ:)
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 04 - 08, 05:26 م]ـ
الشيخ الحبيب / بلال خنفر
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
الأخ الكريم ابن الكريم / طارق بن إحسان
أسأل الله أن يقر أعينكم بصلاح ابنكم وأخيته، وأن يطيل في أعمار أجداده، وأبنائهم على الطاعة، وأن يرزقك وإخوانك من الأبناء الصالحين ما يسعدكم في الدنيا والآخرة.
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[15 - 04 - 08, 10:07 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم.
المسيطير ..
اسم لامع في عالم ملتقى أهل الحديث:)
يشدني الاسم قبل الموضوع.
و أحببتك و لمّا أرك.
أدخلك الله الفردوس الأعلى من الجنة. آمين.
ـ[عبد الجليل بن سليمان التواتي]ــــــــ[15 - 04 - 08, 11:42 م]ـ
جزاك الله خيراً، إنها لفائدة جليلة
وفقك الله وإيانا لصالح الأعمال
¥