[أنا من المسيلة، و هذه مدينتي ...]
ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[20 - 03 - 08, 01:40 ص]ـ
قال صاحب " الروض المعطار " (1/ 558):
المسيلة:
من بلاد الزاب بالمغرب بقرب قلعة أبي طويل، وهي مدينة جليلة على نهر يسمى نهر سهر في بساط من الأرض. ومنبع نهر سهر من مدينة الغدير، وأسس المسيلة أبو القاسم إسماعيل بن عبيد الله الشيعي سنة ثلاث عشرة وثلثمائة وكان المتولي لبنائها علي بن حمدون بن سماك الجذامي المعروف بابن الأندلسي، فلما أتمها أمره الشيعي عليها، فلم يزل بها أميراً حتى مات في فتنة أبي يزيد، وبقي ابنه جعفر أميراً فيها وولي بلاد الزاب كلها، وجعفر هذا هو ممدوح محمد بن هانئ الأندلسي الشاعر المشهور، له فيه أمداح حسان، وكان من أكثر أهل زمانه إحساناً والمسيلة كثيرة النخل والبساتين تشقها جداول المياه العذبة، وكانت مدينة عظيمة على نظر كبير، وحواليها قبائل كثيرة من البربر من عجيسة وهوارة وبني برزال.
وبها أسواق وحمامات، ويجود عندهم القطن وهي كثيرة اللحم رخيصة السعر، وبها عقارب مهلكة لا يخلص من لدغها والعياذ بالله.
وقيل إن المسيلة المستحدثة أحدثها علي بن الأندلسي في ولاية ادريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي رضي الله عنهم، وهي عامرة في بسيط من الأرض ولها مزارع ممتدة، ولأهلها سوائم وخيل وأغنام وأبقار وجنات وعيون وفواكه وبقول ولحم ومزارع قطن وقمح وشعير، وبها قوم من البربر والتجار، وبها ماء كثير منبسط على وجه الأرض عذب، وفيه سمك وفيه طرق حمر لم ير في الدنيا سمك على صفته، وأهل المسيلة يفتخرون به، قدره من الشبر فما دونه، وربما اصطيد منه الشيء الكثير واحتمل إلى قلعة بني حماد، وبينهما اثنا عشر ميلاً. اهـ
يقول فيها أحد أبنائها (و هو الأستاذ عبد الله جدي):
أرض المسيلة لو عاد الزمان بها
إلى القديم، فَاِنَّ المَجْدَ َبانِيْهَا
من أرضها تصنع الأجيال منهلها
حضارة الأمس .. قاصيها ودانيها
روض ومملكة في الأمس خالدة
إمارة لـ (بني حمدون) راعيها
هنا (ابن هاني) يقول الشعر ممتدحا
(علي) و (جعفر) والأشعار يحكيها
والعالم (ابن رشيق) نحن نعرفه
كذا (أبو الفضل) نحويها و داعيها
ويستحيل علينا ذكر نخبتها
من خلدوا .. شق أن تحصى ونحصيها
هنا بقايا من الأطلال صامدة
تحكي العلوم التي بالمجد تحكيها
في روضة لـ (أبي جملين) سيدها
فأين نحن من الأمس الذي فيها؟
أبكيك يا قلعة ما زلت أقطنها
أبكي ضياعا يلف اليوم أهليها
شاد (ابن بولكين) فيها قلعة بَقِيَّتْ
تصارع الدهر من أيام بانيها
فأنجبت علماء الأمس والتحمت
بالشرق والغرب والآيات ترويها
يا رب هبني أقول الشعر مرتجلا
عن الحضارة في أسمى معانيها
كالطير يشدو على الأغصان نغمته
فيبدع اللحن في شدو يغنيها
كالنحل يلثم من أزهار جنتها
ذاك المصفى لكل الناس شافيها
كالورد يسحر من ألوان بهجته
من هام بالورد في عشق لماضيها
كالنهر يسري مسيلا في جوانبها
يداعب الوصف في إمتاع واديها
كالشعر عن حبها أتلوه ملحمة
وأحسن الشعر حرف من قوافيها
أرض توارثها الأجيال من زمن
فهل سأمدحها، أم هل سأبكيها
لله در الذي بالأمس أسسها
من بعدما دمرت من غزو غازيها
نستلهم اليوم من عمران نهضتها
ما جاد أجدادنا في عز ماضيها
وتطرب الآلة الصماء من نغم
ترتاح من أجله الدنيا وما فيها
...
ـ[السلامي]ــــــــ[20 - 03 - 08, 01:11 م]ـ
بلاد بعيدة ......... سبحان من قرب البعيد حتى كأننا في قرية واحدة ..
ـ[العوضي]ــــــــ[20 - 03 - 08, 01:16 م]ـ
أول مرة اسمع عنها , وشكراً لك أخي الكريم على هذه المعلومات
ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[20 - 03 - 08, 09:07 م]ـ
أشكركما أخويّ الكريمين السلامي و العوضي ..
و أصدقكما أنني قصدتُ بكتابتي هذه شخصا ممن لا خلاق له من الأخلاق حيث غمزني بقوله " يا ابن المسيلة ".
بعض أعلام المسيلة:
أنجبت هذه البلدة الطيبة رجالا كثيرين أضاءوا خوافق الدنيا، و فاح عبيرهم جوانح البلاد غربا و شرقا .. من هؤلاء:
- ابن رشيق المشهور بالقيرواني
390 - 463 هـ / 1000 - 1071 م
الحسن بن رشيق القيرواني أبو علي.
أديب، نقاد، باحث، كان أبوه من موالي الأزد، ولد في المسيلة (بالمغرب) وتعلم الصياغة، ثم مال إلى الأدب وقال الشعر.
رحل إلى القيروان سنة 406هـ "مدح ملكها" واشتهر فيها.
¥