تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[التعاون على البر والتقوى]

ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[25 - 03 - 08, 03:19 ص]ـ

[التعاون على البر والتقوى]

اعداد ايمن دياب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

فما يزال حديثنا- بعون الله تعالى- موصولاً حول التعاون على البر والتقوى، وقد ذكرنا في العدد الماضي أن المعاونة على البر والتقوى تكون بالجاه، والبدن، والنفس، والمال، والرأي، وذكرنا خمس نقاط وهي:

أولاً: التعاون في نصرة الدين.

ثانيًا: التعاون على إقامة العبادات.

ثالثًا: التعاون على بناء المساجد وعمارتها.

رابعًا: التعاون في طلب العلم.

خامسًا: التعاون في الدعوة إلى الله تعالى.

وفي هذا العدد نكمل ما بدأناه، فنقول وبالله تعالى التوفيق:

سادسا: التعاون في إقامة الأعمال الخيرية

بالمشاركة فيها بالنفس والمال، والجود عليها بالوقت، والحثّ على تكثير السّواد فيها، وحسن استقبال روّادها، وإتقان وضع برامجها وترتيب جداولها، وشحذ الهمم لتنفيذ مهامّها، والعمل على تحقيق مقاصدها، ونشر فكرتها، وتصحيح مسيرتها، والذبّ عنها، وحراسة أهلها، ومقاومة محاولات هدمها وإعاقتها.

من ذلك التعاون على القيام بحقوق المسلمين، وباب التعاون على القيام بحقوق المسلمين واسع، ويدخل فيه كثير من الأمور، منها:

إغاثة الملهوف

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ بِالطُّرُقَاتِ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَنَا مِنْ مَجَالِسِنَا بُدٌّ نَتَحَدَّثُ فِيهَا فَقَالَ: إِذْ أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجْلِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: غَضُّ الْبَصَرِ وَكَفُّ الْأَذَى وَرَدُّ السَّلاَمِ وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنْ الْمُنْكَرِ» (1)، وفي رواية أبي داود رحمه الله: (وَتُغِيثُوا الْمَلْهُوفَ وَتَهْدُوا الضَّالَّ) (2). قال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ (وَفِي حَدِيث أَبِي ذَرّ رضي الله عنه عِنْدَ اِبْن حِبَّان «وَتَسْعَى بِشِدَّةِ سَاقَيْك مَعَ اللَّهْفَان الْمُسْتَغِيث» (3)، ومِنْ حَدِيث اِبْن عَبَّاس رضي الله عنهما «وَاَللَّه يُحِبّ إِغَاثَة اللَّهْفَان» (4) (5).

وعنه صلى الله عليه وسلم قال: «عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ، قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَجِدْ. قَالَ: فَيَعْمَلُ بِيَدَيْهِ فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ، قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَوْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قَالَ: فَيُعِينُ ذَا الْحَاجَةِ الْمَلْهُوفَ، قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قَالَ: فَيَأْمُرُ بِالْخَيْرِ أَوْ قَالَ بِالْمَعْرُوفِ، قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قَالَ: فَيُمْسِكُ عَنْ الشَّرِّ فَإِنَّهُ لَهُ صَدَقَةٌ» (6).

وعن يزيد بن الأسود ـ رحمه الله ـ قال: «لقد أدركت أقواما من سلف هذه الأمة قد كان الرجل إذا وقع في هوي أو دجلة نادى يا لعباد الله فيتواثبون إليه فيستخرجونه ودابته مما هو فيه، ولقد وقع رجل ذات يوم في دجلة فنادى يا لعباد الله فتواثب الناس إليه فما أدركت إلا مقاصّه في الطين، فلأن أكون أدركت من متاعه شيئا فأخرجه من تلك الوحلة أحب إلي من دنياكم التي ترغبون فيها» (7).

فانظر أخي المسلم كيف كان هدي السلف الصالح رضوان الله عليهم في إغاثة الملهوف وإعانته على نازلته وضرورته.

ومن صور التعاون العامة؛ ما جاء في آداب الطريق وقد جمعها الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ في قوله:

جَمَعْت آدَاب مَنْ رَامَ الْجُلُوس عَلَى

الطَّرِيق مِنْ قَوْل خَيْر الْخَلْق إِنْسَانَا

أَُفْشِ السَّلام وَأَحْسِنْ فِي الْكَلام

وَشَمِّتْ عَاطِسًا وَسَلامًا رُدَّ إِحْسَانَا

فِي الْحَمْل عَاوِنْ وَمَظْلُومًا أَعِنْ

وَأَغِثْ لَهْفَان اِهْدِ سَبِيلا وَاهْدِ حَيْرَانَا

بِالْعُرْفِ مُرْ وَانْهَ عَنْ نُكُر وَكُفَّ

أَذَى وَغُضَّ طَرْفًا وَأَكْثِرْ ذِكْر مَوْلانَا (8)

إعانة الضعفاء والمظلومين

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير