تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إلا أنه ينقص من درجته في الآخرة بقدر توسّعه في الدنيا ..

قال أحدهم: لا يصيب عبد من الدنيا شيئاً إلا نقص من درجته عند الله وإن كان عليه كريماً.

0000

ترك بعض المباحات خوفًا من الوقوع في المكروهات أو المحرمات:

أوصى النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً لما بعثه إلى اليمن فقال:

يا معاذ اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة

تمحها وخالق الناس بخلق حسن.) " ..

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في حديث ((اتقِ الله حيثما كنت)):

" ما أعلم وصية أنفع من وصية الله ورسوله لمن عقلها واتبعها 0

وروى الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

" لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين

حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما به بأس ".

و قال أبو الدرداء رضي الله عنه:

((تمام التقوى أن يتقي اللهَ العبدُ حتى يتقيه من مثقال ذرة

وحتى يترك ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حراماً)

وقال بعضهم:

"إذا كنت لا تحسن ان تتقي؛ أكلت الربا،

وإذا كنت لا تحسن أن تتقي لقيتك امرأة ولم تغض بصرك،

وإذا كنت لا تحسن تتقي؛ وضعت سيفك على عاتقك"، أي تدخل في الفتن بالجهل.

لذا علينا أن ندع بعض المباحات أو المشتبهات تورعًا لننال منزلة التقوى.

مثلاً: قد يكون وجودك في بعض الأماكن للتنزه والتسوق مباحًا

وشراؤك لبعض الكماليات مباحا،

ولكن تترك فعله أحيانا حذرا من الوقوع في الخطأ. وامتثالا للسنة وتحقيقا لثمرة التقوى.

قال الحسن رحمه الله:

ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيراً من الحلال مخافة الحرام.

وقال الثوري رحمه الله: إنما سمّوا متقين لأنهم اتقوا ما لا يُتقى"

ما لا يُتقى عادة أو ما لا يتقيه أكثر الناس".

إن الدعوة إلى ترك الاسراف بالمباحات لايعنى الإمتناع عن التمتع

بنعم الدنيا ومباهجها ولكن هى دعوة إلى الإقتصاد فى الإنفاق ,

وعدم تعلق القلب بتلك النعم اوانشغاله بها عن الآخرة،

وليست المطالبة بترك المباحات كليا .. فالله سبحانه وتعالى أمر بالتمتع بطيبات الأرض ..

كما أنه صلى الله عليه وسلم وهو أعبد الناس ..

كان يحب الطيب والنساء. ونهى من أراد ترك المباحات كليا ,

فقال صلى الله عليه وسلم لأولئك النفر الثلاثة كما في حديث أنس عند الشيخين ـ: ـ

((أما والله إنّي لأخشاكم لله وأتقاكم له؛ لكنّي أصوم وأُفطر،

وأصلِّي وأرقد، وأتزوّج النساء؛ فمن رغب عن سنّتي فليس منّي)).

تأثير النية في المباحات:

قال النبي صلى الله عليه وسلم:

(إِنَّمَا الأَعْمَالُ ِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى) رواه البخاري ومسلم.

قال السيوطي رحمه الله:

" من أحسن ما استدلوا به على أن العبد ينال أجرًا بالنية الصالحة في المباحات والعادات

قوله صلى الله عليه وسلم: (ولكل امرئ ما نوى)،فالنية تحِّول المباحات إلى طاعات وقربات،

يثاب فاعلها إذا قصد بها التقرب إلى الله، فإن لم يقصد ذلك فلا ثواب له ,,

فلهذا ينبغي العناية والاهتمام بذلك، وجعلها لله تعالى، خالصة من شوائب الرياء والسمعة.

روي عن معاذ ابن جبل رضي الله عنه أنه قال:

(إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

(ينبغي للعبد ألا يفعل من المباحات إلا ما يستعين به على الطاعة)،

فالمسلم التقي يسعى في استحضار نية التقرب لله عز وجل في جميع شؤون حياته،

فإذا نام احتسب نومه لله عز وجل كي يستعين براحة جسمه على العبادة حين يستيقظ،

وإذا أكل أو شرب قصد بذلك التقوي للقيام بحقوق الله،

وإذا تزوج أراد إعفاف نفسه بالحلال عن الحرام،

وإذا طلب الذرية قصد الذرية الصالحة التي تعمر الأرض بمنهج الله،

واذا أنفق يرجو بنفقته على نفسه وأهله الأجر والثواب أيضاً،

وإذا تعلم وقرأ ودرس احتسب ذلك أيضاً ... ،

إذا تكلم فبالخير، وإذا سكت فإمساكاً عن الشر،

وهكذا تكون مقاصده في أعماله كلها خالصة لوجه الكريم سبحانه ,

قال سبحانه وتعالى:

(قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) الأنعام.

اللهم اجعل اعمالنا كلها صالحة واجعلها لوجهك خالصة ولاتجعل لأحد فيها شيئا,

من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو ويقول:

((اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى))

((اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكّاها أنت وليها ومولاها)).

منقول

ـ[المروزية]ــــــــ[16 - 03 - 10, 06:46 م]ـ

السلام عليكم:

هل هناك فرق بين قول القائل "يمكن تحويل الأعمال الدنيوية المباحة إلى عبادات أخروية"

وقوله "يمكن تحويل الأعمال الدنيوية المباحة إلى قربات وطاعات"؟

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير