تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

النُّضَار في المَسْلاةِ عن نُضَار

ـ[توبة]ــــــــ[13 - 11 - 09, 11:21 م]ـ

النُّضَار في المَسْلاةِ عن نُضَار< o:p>

لشيخ النحويين في عصره أبي حيان محمد بن يوسف الغرناطي الأندلسي الجياني< o:p>

(654-745 هـ/1256 - < st1:metricconverter productid="1344 م" w:st="on">1344 م)

د/جمال عزون< o:p>

عرفت مصر في النصف الثاني من القرن السابع و الأول من الثامن عالما أندلسيا جليلا و مفسرا قديرا و نحويا ضليعا،قدم إليها من مدينة غرناطة بديار الأندلس بعد أن أشبع نهمته من شيوخه الأندلسيين و المغاربة و عزم على استكمال معارفه من أعلام الشرق على حد قول القاسم ابن أحمد اللورقي الأندلسي في رحلته المنظومة:< o:p>

فحين ما صحَّ لي أعلام مغربنا ... أحببت رؤية من بالشرق من عَلَم< o:p>

وقد سلك أبو حيان في رحلته من الأندلس إلى الشرق الطريقَ البحريَّ الممتد على ساحل الشمال الإفريقي على ما جرت به عادة المغاربة و الأندلسيين،و التقى في رحلته بعدد من الأعلام نفي الإسكندرية و القاهرة و دمشق و بغداد و غيرها من حواضر العام الإسلامي الحافلة في تلك الفترة بنوابغ العلماء و فطاحل الأعلام،و اتخذ مصر قرارا له،و فقدته بذلك ديار الأندلس التي قرر عدم العودة إليها و لكنه و إن كان قطعها بذلك فقد وصلها مع المشرق بعلومه الباهرة و فنونه الماتعة،و وجد علماء المشرق ضالتهم في شيخهم الأندلسي الذي استفادوا من علومه عموما ومعارفه عن أهل الأندلس خصوصا.< o:p>

ولندع الصَّفَدي –وهو احد تلاميذه المقريين – يعطينا لمحة موجزة عن شيخه أبي حيَّان، تشير إلى مكانته العلمية التي تبوأها بين أعلام عصره،و معارفه في الفنون عامَّة والنَّحو خاصة حيث يقول:< o:p>

< محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الشيخ الإمام الحافظ العلامة فريد العصر،و شيخ الزمان و إمام النُّحاة،اثير الدين أبو حيان الغرناطي، قرأ القرآن بالروايات و سمع الحديث بجزيرة الندلس و بلادة إفريقية و ثغر الاسكندرية و ديار مصر و الحجاز،و حصَّل الإجازات من الشام و العراق و غير ذلكـ، و اجتهد و طلب و حصَّل و كتب و قيَّد، و لم ار في أشياخي أكثر اشتغالا منه لأني لم أره إلا يسمع أو يشتغل او يكتب و لم أره على غير ذلك،و له إقبال على الطلبة الأذكياء،له نثر و نظم و له الموشحات البديعة وهو ثبت فيما ينقله محرر لما يقوله،عارف باللغة ضابط لألفاظها، و أما النحو و التصريف فهو إمام الدنيا فيهما لم يذكر معه في أقطار الأرض غيره في العربية! وله اليد الطولى في التفسير و الحديث و الشروط و الفروع و تراجم الناس و طبقاتهم و تواريخهم و حوادثهم خصوصا المغاربة و تقييد أسمائهم على ما يتلفظون به من إمالة و ترخيم و ترقيق و تفخيم لأنهم مجاورو بلاد الفرنجة و أسماؤهم قريبة و ألقابهم كذلك، كل ذلك قد جوده و قيده و حرره.< o:p>

و الشيخ شمس الدين الذهبي له سؤالات سأله عنها فيما يتعلق بالمغاربة و أجابه عنها،و له التصانيف التي سارت و طارت، و انتشرت و ما انتثرت، وقرئت و دريت، و نسخت و ما فسخت،أخملت كتب الأقدمين و ألهت المقيمين بمصر و القادمين،و قرا الناس عليه و صاروا أئمة و أشياخا في حياته، و هو الذي جسَّر الناس على مصنفات الشيخ جمال الدين بن مالك- رحمه الله –و رغبهم في قراءتها و شرح لهم غامضها،و خاض بهم لججها و فتح لهم مقفلها،وكان يقول عن مقدمة ابن الحاجب – رحمه الله تعالى-:هذه نحو الفقهاء.و التزم أن لا يقرئ أحدا إلا إن كان في سيبويه أو في التسهيل لابن مالك.< o:p>

و الكتاب الذي ألفه أبو حيان جوابا على أسئلة الذهبي اسمه: «قطر الحبِّي في جواب أسئلة الذهبي»، ذكره أبو حيان في إجازته التي أجاز بها الصفدي،كما ذكره ابن حجر العسقلاني،و موضوعه أسئلة في التراجم تتعلق بعدد من الأعلام المغاربة و الأندلسيين تقدم بها الذهبي إلى شيخه أبي حيان ثقة بدرايته التامة بأعلام تلك المنطقة و خبرته بأسمائهم و استيعابه لأخبارهم و معرفته بطريقة ضبط النطق بها عندهم.

< o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير