تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كنت تريدهم في البر سواء فأعدل بينهم وكن منصفاً فيما تسدي اليهم.

كذلك أيضاً من المفاسد التي تترتب على عدم العدل أنها توغر صدور بعضهم على بعض، ولذلك حصل ما حصل بين يوسف وإخوته لأنهم: {قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا}، لذلك لا ينبغي أن يكون الوالد أو الوالدة فى التصرفات والأعمال على تفضيل ولد على ولد وإنما يكون كل منهم على تقوى الله-عز وجل- فيحسنوا إلى الجميع سواء كان ذلك التفضيل من الجانب المعنوى أو الجانب الحسي المادي، فإذا أعطى الابن شيئاً يعطي الأنثى كذلك.

واختلف العلماء في كيفية العدل بين الذكر والأنثى ولهم قولان مشهوران:

القول الأول: قال بعض العلماء: المال الذي يعطيه للذكر يعطي مثله قدراً للأنثى سواء بسواء فإن أعطى هذا ديناراً يعطي هذه ديناراً.

القول الثاني: وقال جمع العلماء: إن العدل بين الأولاد أن يعطي الذكر مثل حظ الأنثثيين وهذا هو الصحيح؛ لأنه قسمة الله-عز وجل- من فوق سبع سموات وقال-تعالى-: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى} فإن الولد تنتابه من المصارف ويحتك بالناس وتكون مصارفه أكثر من الأنثى، ولذلك قالوا: يجعل للذكر مثل حظ الإنثيين وهذا هو مذهب طائفة من أهل العلم وهو الصحيح؛ لأنه قسمة الله-عز وجل- ولا أعدل من الله بين خلقه، الله-عز وجل- عدل بين عباده ففضل الذكر على الأنثى من هذا الوجه وليس في ذلك غضاضه على الأنثى ولا منقصه.

كذلك أيضاً قد تكون هناك موجبات خاصه أستثناها بعض العلماء من العدل فقالوا: إذا كان أحد الأولاد يتعلم أو يقوم على أمر من الأمور المختصه به يختاجها لصلاح دينه أو دنياه فلا بأس أن يخص بالعطيه إذا كان عنده عمل ومحتاج اليه قالوا؛ لأنه من العدل أنه لما تفرغ للعلم أن يعان علىتعلمه، ولذلك يعطى حقه لما تفرغ لهذا العلم الذي فيه نفعه ونفع العباد، وهكذا إذا تفرغ لكي يتعلم حداده أو صناعة أو نحو ذلك فإن والده إذا أراد أن يعطيه من أجل هذا التعلم ينفق عليه على قدر حاجته ولا يلزم بإعطاء الأنثى مثل ما يعطيه أو نصف ما يعطيه؛ لأن الأنثى لا تعمل كعمله فلو أعطى الأنثى مثل ما يعطيه فإنه في هذه الحاله قد ظلم الذكر؛ لأن الأنثى أخذت من دون وجه ومن دون أستحقاق، وعلى هذا فإن من حق الأولاد على الوالدين العدل سواء كان ذلك في الجانب المعنوي أو الجانب المادي وكان بعض العلماء يقول: ينبغي على الوالد أن يرى أحاسيسه ومشاعره، وكذلك على الوالده يرعى كل منهما الأحاسيس والمشاعر خاصة بحضور الأولاد فلا يحاول الوالد أن يميل إلى ولدٍ أكثر من الآخر أثناء الحديث أو يمازحه أو يباسطه أكثر من الأخر؛ وإنما يراعي العدل في جميع ما يكون منه من التصرفات لمكان الغيرة.

- ونسأل الله العظيم، رب العرش الكريم، أن يعصمنا من الزلل، وأن يوفقنا في القول والعمل، أنه المرجو والأمل -، والله - تعالى - أعلم.

وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الحمَْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَميْنَ

وصلَّى اللَّهُ وسلَّم وبارك على عبده ونبيّه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير