تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

على أنه يحصل هناك نور مضاف إلى الله تعالى، ولا يلزم كون ذلك صفة ذات الله تعالى، لأنه يكفي في صدق الإضافة أدنى سبب، فلما كان ذلك النور من خلق الله وشرفه بأن أضافه إلى نفسه كان ذلك النور نور الله، كقوله: بيت الله، وناقة الله وهذا الجواب أقوى من الأول، لأن في هذا الجواب لا يحتاج إلى ترك الحقيقة والذهات إلى المجاز. والوجه الثالث: أنه قد قال فلان رب هذه الأرض ورب هذه الدار ورب هذه الجارية، ولا يبعد أن يكون رب هذه الأرض ملكا من الملوك، وعلى هذا التقدير فلا يمتنع كونه نورا. # المسألة الثالثة: أنه تعالى ذكر في هذه الآية من أحوال ذلك اليوم أشياء: أولها: قوله {وأشرقت الارض بنور ربها} وقد سبق الكلام فيه وثانيها: قوله {ووضع الكتاب} وفي المراد بالكتاب وجوه الأول: أنه اللوح المحفوظ الذي يحصل فيه شرح أحوال عالم الدنيا إلى وقت قيام القيامة الثاني: المراد كتب الأعمال كما قال تعالى في سورة سبحان {وكل إنسان ألزمناه طئره فى عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا} (الإسرار: 13) وقال أيضا في آية أخرى {ما لهاذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها} (الكهف: 49) وثالثها: قوله {وجىء بالنبيين} والمراد أن يكونوا شهداء على الناس، قال تعالى: {كيف * إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} (النساء: 41) وقال تعالى: {يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم} (المائدة: 109) ورابعها: قوله {والشهداء} والمراد ما قاله في {وكذالك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس} (البقرة: 143) أو أراد بالشهداء المؤمنين، وقال مقاتل: يعني الحفظة، ويدل عليه قوله تعالى: {وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد} (ق: 21) وقيل أراد بالشهداء المستشهدين في سبيل الله، ولما بين الله تعالى أنه يحضر في محفل القيامة جميع ما يحتاج إليه في فصل الحكومات وقطع الخصومات، بين تعالى أنه يوصل إلى كل أحد حقه، وعبر تعالى عن هذا المعنى بأربع عبارات أولها: قوله تعالى: {وقضى بينهم بالحق} وثانيها: قوله {وهم لا يظلمون} وثالثها: قوله {ووفيت كل نفس ما عملت} أي وفيت كل نفس جزاء ما علمت، ورابعها: قوله: {وهم * أعلم بما يفعلون} يعني أنه تعالى إذا لم يكن عالما بكيفيات أحوالهم فلعله لا يقضي بالحق لأجل عدم العلم، أما إذا كان عالما بمقادير أفعالهم وبكيفياتها امتنع دخول الخطأ في ذلك الحكم، فثبت أنه تعالى عبر عن هذا المقصود بهذه العبارات المختلفة، والمقصود المبالغة في تقرير أن كل مكلف فإنه يصل إلى حقه. #

@19@ $2 ({وسيق الذين كفرو صلى الله عليه وسلم #1764;ا إلى جهنم زمرا حتى إذا جآءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتهآ ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم ءايات ربكم وينذرونكم لقآء يومكم هاذا قالوا بلى ولاكن حقت كلمة العذاب على الكافرين * قيل ادخلو صلى الله عليه وسلم #1764;ا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين}) 2$ # اعلم أنه تعالى لما شرح أحوال أهل القيامة على سبيل الإجمال فقال: {ووفيت كل نفس ما عملت} (الزمر: 70) بين بعده كيفية أحوال أهل العقاب، ثم كيفية أحوال أهل الثواب وختم السورة. # أما شرح أحوال أهل العقاب فهو المذكور في هذه الآية، وهو قوله {وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا} قال ابن زيدان: سوق الذين كفروا إلى جهنم يكون بالعنف والدفع، والدليل عليه قوله تعالى: {يوم يدعون إلى نار جهنم دعا} (الطور: 13) أي يدفعون دفعا، نظيره قوله تعالى: {فلذلك * الذى يدع اليتيم} (الماعون: 2) أي يدفعه، ويدل عليه قوله تعالى: {ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا} (مريم: 86). # وأما الزمر، فهي الأفواج المتفرقة بعض في أثر بعض، فبين الله تعالى أنهم يساقون إلى جهنم فإذا جاءوها فتحت أبوابها، وهذا يدل على أن أبواب جهنم إنما تفتح عند وصول أولئك إليها، فإذا دخلوا جهنم قال لهم خزنة جهنم {ألم يأتكم رسل منكم} أي من جنسكم {يتلون عليكم ءايات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هاذا} فإن قيل فلم أضيف اليوم إليهم؟ قلنا أراد لقاء وقتكم هذا وهو وقت دخولهم النار، لا يوم القيامة، واستعمال لفظ اليوم والأيام في أوقات الشدة مستفيض، فعند هذا تقول الكفار: بلى قد أتونا وتلوا علينا {ولاكن حقت كلمة العذاب على الكافرين} وفي هذه الآية مسألتان: # المسألة الأولى:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير