تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أخي الكريم: ((لا يحيط بالعربية إلا نبي)) ومهما بلغ صاحبك من العلم ومهما بلغ مجيبوك أيضاً فلم يبغوا الكمال منها , فالعربية بحر يصعب الإحاطة به. وهذا لا يقلل من شأن الأساتذة هنا فأنا أثق بعلمهم. ولكن أردت أن أقول لك ذلك لتأخذ صاحبك بالحلم حتى لا يعند ويكابر. أخي الكريم لا داعي من أن تجعل حوارك معه بحضور غيركم رجاء أن ينصاع للحق. وإن لم تفلح معه فادعُ الله له ((فالكبر والعجب يسلبان من المرء أعظم الفضائل، ويكسبانه الرذائل، ذلك لإن المتكبر لايمكن أن يسمع لنصح ناصح ولا يقبل التأديب والتوجيه لما وقر في نفسه من الكبر والتعالي، فالمتكبر يرفع نفسه عن رتبة المتعلمين. منقول)).

وشكر الله للأساتذة مجهودهم وجزاهم الله خيراً.

ـ[ضاد]ــــــــ[11 - 08 - 2006, 12:33 ص]ـ

أخي الكريم,

أرى المسألة تشعبت وبدأها يدخلها الجدال العقيم من جانب زميلك.

سأحاول أن أعطيك بإذن الله ما تطرحه عليه فإن أبى إلا استكبارا فدعه, وادع لي ولنا وله بالهداية.

1 - القول بأن \جيت\ غير صحيحة لأنها لم تذكر في القرآن بهذه الصفة قول مردود لأن هذه الكلمة وبهذه الصفة وردت في قراءة السوسي عن أبي عمرو, فراجعها سماعا لا قراءة إن شئت في موقع islamweb.net في قسم القراءات. منها: [المائدة: 110] [آل عمران: 50]

2 - إذا خرجنا من باب \جيت\ إلى باب أعم هو تخفيف الهمزة فكثير من القراءات القرآنية تخفف الهمزات, منها رواية ورش عن نافع المعتمدة في مصر وتونس والجزائر والمغرب ومناطق أخرى غير أن هذه الرواية لم تخفف \جئت\ خاصة وخفف الكثير من الهمزات مثل همزة \ذئب\, ولذلك فإن المغاربة (من ليبيا إلى المغرب) يخففون الهمزات ولربما ذلك راجع إلى هذه القراءة ورسوخ ميزاتها في لسان الناس.

3 - إن إنكار القراءات هو إنكار للقرآن بالكلية لأن هذه القراءات صحيحة السند وهي من حفظ الله للقرآن أن يسره على قراءات مختلفة حسب لهجات العرب, وقرأت مرة أن أقوى القراءات سندا قراءة ورش عن نافع المخففة للهمزات. (أن تكون هذه القراءة الأقوى سندا لا يعني أن البواقي ضعائف, حذار!) , ومعلوم أن القرآن نزل بعربية العرب, فلم يأتهم بلغة غريبة عنهم, وبما أن هذه القراءة ثابتة فإن ذلك يدل لزاما أن العرب تكلمت بنظام الحروف هذا, ولولا ذلك لادعت العرب أن القرآن أتاهم بلهجة غير لهجتهم ولغة غير لغتم ونظام غير نظامهم, وهذا لم يحدث, ولله الحمد والمنة والفضل.

4 - قلت لك قبلا أن القول بأن أي كلمة لم ترد في القرآن فهي غير صحيحة قول فاسد جدا, لأن القرآن ليس معجما للألفاظ, وفي العربية ملايين الكلمات, فهل مثلهن في القرآن عددا؟ لا ولا.

5 - أن ترد \جيت\ في الشعر فربما يعاز ذلك إلى الضرورة الشعرية كما ذكرت, والشعر الجاهلي المتوارث قليل مقارنة بشعر ما بعد الإسلام, بعد أن رسخت لهجة قريش وبدأت اللهجات في الاندثار تدرجا, ولذلك لم يرد من النثر قول فيه ذلك,-حسب علمي القليل, وإن لا فليصحح لي أحد الإخوة أو الأخوات- إلا ذكرا في كتب, لأنه حتى لو ورد في الشعر لقيل ربما ضرورة شعرية, ولكن القرآن ثبت لنا ذلك بالقراءات, أن العرب تكلمت بهذا النظام.

6 - إن استعمال \جيت\ اليوم في غير الشعر خطأ والله أعلم لأن العربية ثبت نظامها الصوتي والحرفي, وهي عربية المدارس, أما أهل الاختصاص في علم اللهجات العربية القديمة فلهم حق ذكر ذلك وتدريسه ليعلم لا ليتكلم به. أما إذا استعملت في الشعر فذلك جائز جدا للضرورة الشعرية وهي فصيحة وصحيحة, ولكن يقال أن بها همزة مخففة. فلزميلك الحق في قوله بأنها اندثرت, ولكن من التدريس المدرسي والاستعمال اليومي فقط, وليس من االقرآن ولا من دروس علم اللهجات القديمة والأدب العربي القديم.

7 - هذا والله تعالى أعلم, فإذا اقتنع صاحبك فبها ونعمة, وإن لا, فدعه وشأنه. فرحم الله الشافعي حين قال: ما جادلت عالما إلا غلبته وما جادلت جاهلا إلا غلبني.

ـ[أبو سارة]ــــــــ[11 - 08 - 2006, 09:15 م]ـ

الأساتذة الأكارم

شكر الله لكم على هذه الأجوبة النافعة الماتعة.

كأن لسان حال الأخ ثابت يقول: لا بد أن أقنع صاحبي ولابد أن يُقِر بهذا الاقتناع!

وفي رأيي المتواضع أن هذا غير لازم، لأن تبيين الحجة يكفي، والحجج تقيّم بأقوال العلماء من أهل هذا الفن وقد أشار إليها الأساتذة في عموم مشاركاتهم،وتبقى مسألة الاقتناع نسبية حسب تفاوت العقول والأفهام.

الرسل عليهم السلام، لايلزمهم هذا في رسالاتهم السماوية، أعني إقناع البشر، فكيف بمن هم دونهم من البشر.

والله تعالى أعلم

ـ[ثابت]ــــــــ[12 - 08 - 2006, 06:00 م]ـ

جزاكم الله خيراً ونفع بعلمكم أخواني أبو طارق وضاد قلتم فأحسنتم القول

أما من ناحية أنني أغلقت الحوار في هذه المسأله فأنا أغلقتها بالفعل ولم أعاوده الحديث في هذا الموضوع لإقتناعي أن لديه مشكله في الفهم وتعصب للرأي وربما يكون فيه شيء من كبر وأظنه يأخذ المسأله (أما منتصر أو مهزوم)

ومن ناحية أخي أبو سارة فصحيح ما قلت لأنني غير مجبر في إقناعه ويكفي إقتناع غيره بما ورد في حديثكم الشيق والمفيد

وأنا في هذا المقام أشكر جميع من شاركنا هذا الحوار وأفادنا بمشاركته

وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير