تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[ناصر الكاتب]ــــــــ[26 - 09 - 2006, 07:50 م]ـ

إشارة تعريفية إلى كتاب: (موطئة الفصيح لموطأة الفصيح)

http://www.iu.edu.sa/Arabic/daleel/rasail/Browse/lugah/lughawiyat/Munakash/Doctor/10.Htm

المصدر: موقع الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

ـ[ناصر الكاتب]ــــــــ[26 - 09 - 2006, 07:52 م]ـ

- ج -

إنَّ لغةَ العرب حقيقةٌ بأنْ تشغلَ عقولَ كثير من الدارسين، وتلهب مشاعرَ الحبِّ في صدورهم؛ لما لها من فضائل مشهورة، وأسرار باهرة، وتراث ثر، ولأنها لغة الكتاب العظيم الذي تكفَّل الله بحفظه وأمرنا بتلاوته وتدبر معانيه.

ولقد حظيت هذه اللغة باهتمام العلماء؛ فصنفوا في علومها العديدة التصانيف الكثيرة، وعقدوا المجالسَ لتدريسها وتعليمها، واعتنوا بتحفيظ أبنائهم بعضَ متونها وقواعدها.

وإنَّها مع كلِّ ذلك لتلقى من أبناء جيلنا الكثيرَ من الإهمال والعقوق! حتى أصبح من تذكَّر حالها يقتصر –أو يكاد- على إنشاد مرثيةِ حافظ إبراهيم لها!

والحديثُ في أزمتنا مع لغتنا الأم يأخذ جوانبَ عديدة، وأحب أن أشير إلى جانب واحد، وهو: الضعفُ في إفشاء الدرس اللغوي والأدبي؛ إذ يكاد يُقْصَر على الجامعات والمؤسسات الثقافيَّة والكتب المتخصِّصَة التي تحتاج إلى حل مشكلها وكشف غامضها، والدرس المسموع أقدر على نشر العلم من المكتوب؛ بل لا بدَّ من اجتماع الأمرين، والأول داعٍ إلى الثاني، ونحن إن نظرنا في الدروس والمجالس المسجلة (صوتيا) والموجودة في الأسواق: نجد عنايةً طيبة في علوم الشريعة، وعلم النحو؛ لكنَّ العناية بتعليم اللغة بصرْفِهَا واشتقاقها ومفرداتها قليلٌ جدًا، وكذا في الأدب وفروعه، وإنه ليغيظني –والله- أن أرى الاهتمام بلغة العجم، ثم لا أجد مثله في لغتنا الخالدة! فقد أقيمت للغة العجم الدورات المكثفة والرحلات المخصصة وخرجت في تعليمها (ألبومات) عديدة ... !

ألا إنَّ لغتنا الخالدة هي الأحق في أن توضع لها الدورات المكثفة والمجالس المفتوحة والدروس المسجَّلة؛ لا لغةَ الأعاجم!

فلغتنا قد ارتبطت بتاريخنا، وبديننا، وبإبداعاتنا؛ فكيف نصرف الاهتمام عن تلك الرابطة العظيمة والحصيلة الثمينة إلى لغة غيرِنا؟!

أما عن التعليم الجامعي؛ فهو مع ما له من فضائل غير كافٍ؛ إذ فيه وفي طلابه أشياء!

أما هو: فقد أخذت المواد الثقافية (التي يدرس الطالبُ فيها بعضَ أمور اللغة والأدب وتاريخها درسًا وصفيًّا يتعرف من خلاله على تتطور العلم ومكانته عند الدارسين وما ألف فيه ومناهج المؤلفين ونحو ذلك ... ) نصيبًا من حق الدرس الذي يبني الملكة اللغوية ويذكي أوار الإبداع وهو الدرس الذي يعتني بالنص ولغتِه وفنون بلاغته وأسلوبه.

والحق أنَّ للجامعة اعتناء بهذا الأمر لكن الطلاب في حاجة إلى المزيد.

ولا لوم على الجامعة؛ إذ إنها ترى أن مناهجها تعطي مفاتيح للطالب كي يسلك سبيل العلم وبناء الملكة، وهذا يجعلنا نلتفت إلى الطلاب وحال الطالب:

فالعديد منهم لم يدخل قسم اللغة العربية؛ حبًّا في اللغة العربية وتعلمها؛ بل لأمور أخرى دفعَتْه.

ثم إنَّ الداخل –وإن كان محبًّا للتعلم- قد يقع –وقد وقع بل هو الواقع الآن في الجامعة- في مشكلة وهي صعوبة هضم المعلومات هضما جيدًا؛ لأنه يحتاج قبل ذلك إلى مقدمات، فالتحصيل الضعيف قبل الجامعة أدَّى إلى صعوبة الإتقان في الجامعة. وهذه مشكلة يشترك فيها (البيت) و (المعلم)!

(وللحديث تتمة –إن شاء الله- ... )

ـ[ناصر الكاتب]ــــــــ[26 - 09 - 2006, 07:54 م]ـ

- د -

إنَّ قضيَّةَ ضعفِ التحصيل وركاكة اللغة من القضايا المطروقة في عدد من الندوات والبحوث والمقالات، وأحبُّ أن أشير إلى مظهر أتمنى أن أجده في بلادي، وهو إحياءُ دراسة الكتب التي ألفت لتقويم اللسان وتقوية الملَكَة؛ ككتب التصحيح اللغوي ومنها كتاب «فصيح ثعلب» و «درة الغواص» للحريري، و «أدب الكاتب» لابن قتيبة، وجوامع الأدب؛ ككتاب «الكامل» للمبرد وكتاب «الأمالي» لأبي علي القالي، وكتب البلاغة والنقد؛ كـ «دلائل الإعجاز» و «أسرار البلاغة» لعبد القاهر الجرجاني، وكتاب «المثل السائر» لابن الأثير ... وغيرها من الكتب التي هي أنفع لنا من المجالس التي تحوي تلفيقًا من مشتت الثقافات والآداب أنتج لنا أدبًا هزيلا ضعيف الارتباط بالجذور الأصيلة.

ثم أما بعد؛ فلقد كان لما أتلقاه في الجامعة من عرضٍ وصفي لتلك الكتب ومناهجها، وما طالعته في السير وتراجم العلوم: أثر في القلب جعلني أنجذب إليها، وأقرأ في بعضها وعنها؛ إلا أنَّ ضعفَ التحصيل و «الصدام بين الأماني العذاب» عطَّل المنفعةَ مما أحب، هذا مع أمور أخرى ساهمت في التعطيل ... !

ومن تلك الكتب التي أحببت مطالعتها والاستفادة منها: كتاب «فصيح ثعلب»؛ لكنني لم أجد متنَه حتى هذه الساعة؛ بل وجدت بعضَ شروحه، وحاولت دراسةَ بعضها فوجدتُ أحدَها مختصرًا أحتاج معه إلى مزيد بسط يثبت المعلوم ويوسع المفهوم، ولقيتُ في آخر دقَّةً تناسب المتقدمين في علم اللغة والصرف، ثم حصلت على شرح رأيتُ فيه سهولة الشرح، وحسن الإفهام وهو كتاب «إسفار الفصيح» لأبي سهل الهروي –رحمه الله-، فشرعت في قراءته؛ لكنَّ العزيمة الضعيفة تقطعُها الصوارف الحادة! فطرت على البال فكرة اقتبستها من كلامٍ لأحد العلماء الأفاضل، وهي تلخيص الفوائد من الكتاب المقروء مع إضافة فوائد أخرى عليه، وتدوين ذلك حتى يثبت العلم في الذهن، ورأيت أن أشرِكَ زملائي القراء في هذه (المدارسة) فكان الاختيار أن أجعل «نظم الفصيح» كعناصر الدرس الذي تُجمع فيه الفوائد على كل عنصر.

وعليه؛ فأحب أن يشاركني الأخ القارئ -سواء كان من كتاب المنتدى أم من زواره- في هذه المدارسة، وألا يحرمني من الإضافة والتوجيه والنقد؛ فإنَّ هذه المنتديات قد حلَّت محلَّ المجالس؛ فلتكن مجالس علم وفائدة نجد ثمرتَها -إن شاء الله تعالى- في مستقبل أيامنا.

والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير