ـ[ناصر الكاتب]ــــــــ[26 - 09 - 2006, 07:58 م]ـ
]- 1 -
صدرُ المنظومة
قال الإمام العلامة: مالك بنُ عبد الرحمن بنِ عليّ بنِ عبدِ الرحمن بن المرحَّل المالقيُّ نزيل سبْتَة رحمه الله تعالى:
حَمْدُ الإلهِ واجِبٌ لذاتِهِ=وشكرُهُ على عُلا هِبَاتِهِ
نَحمَدُهُ سُبحانَه ونشكُرُهْ=ومِنْ ذُنُوبٍ سَلَفَتْ نستَغْفِرُهْ
ثمَّ نُوالي أفضَلَ الصَّلاةِ=على الرَّسولِ الطَّاهِرِ الصِّفَاتِ
محمَّدٍ ذي الكلِمِ الفصيحِ=والفضلِ والتقديسِ والتَّسْبيحِ
صلَّى عليهِ رَبُّنَا وسَلَّمَا=كما هدى بنورِهِ وسلَّمَا
وبَعْدَ هذا فَجَرَى في خاطِرِي=مِنْ غَيْرِ رَأيِ نَادِبٍ أَوْ آمِرِ
أنْ أنظِمَ الفَصِيحَ فِي سُلوكِ [1] =مِنْ رَجَزٍ مُهَذَّبٍ مَسْبُوكِ
وبعضَ ما لا بُدَّ مِنْ تفسِيرِهِ=وشَرْحَهُ والقَولَ في تعبيرِهِ
مِنْ غَيْرِ أَنْ أَعْدُوَ ذاك المعنى=واللَّفْظَ إلاَّ لاِضْطِرَارٍ عَنَّا
فالمرْءُ قَدْ تنتَابُهُ الضَّرُورَهْ=فَتُصبِحُ النَّفسُ بها مَقْهُورَهْ
رجَوتُ فيهِ مِنْ إلَهي الأجْرَا=والذِّكرَ [2] في عباده والشكرا
والآن حِين أَبْتَدي بالقولِ=والحمد لله العظيمِ الطَّوْلِ
[ line]
[1]- قال المعلِّق (عبد الله الحكمي): سُلُوك: جمعُ سِلْك، والسِّلْكُ جمع سِلْكَة وهو الخيط. (ص: 1).
[2]- قال المعلِّق: مراد الناظم رحمه الله تعالى بقولِهِ: «والذكر في عباده» أن يذكرَه أهل العلم بالدعاء له، ومراده بقوله و«الشكرا» الشكر لله تعالى، وذلك أنَّ الشكر الصادر منه هو لله تعالى.
ويحتمل أن يكون مراده بالشكر من عباده شكرهم له بعد موته؛ فإنَّ ثناءَ الناس على الميت المسلم شهادة له، والعلم عند الله تعالى.
ـ[د. محمد الرحيلي]ــــــــ[27 - 09 - 2006, 05:14 م]ـ
أخ ناصر:
امضِ على دربك نحن متواصلون معك
لله درك، ودرها من فكرة!
وتقبل خالص تحياتي وأمنياتي بالتوفيق
ـ[ناصر الكاتب]ــــــــ[27 - 09 - 2006, 11:08 م]ـ
حياك الله أخي الكريم.
ـ[ناصر الكاتب]ــــــــ[27 - 09 - 2006, 11:20 م]ـ
- 2 -
[بابُ «فَعَلْتُ» بفتْحِ العَيْنِ]
الفصلُ الأول
قَالَ نَمَى المَالُ بِمَعْنَى كَثُرَا=يَنْمِي نُمِيًّا إِنْ أَردتَ المصْدَرَا
عناصر الدَّرس:
- التفسير اللغوي لجملة: «نمى المال».= - ما مصدر «نمى»؟
- ما الفصيح في مستقبل «نمى»؟ =- ما الرسم الإملائي الصحيح لكلمة «نمى»؟
1 - «نمى المالُ» إذا كثُرَ وزاد لتناسلِهِ [3].
قال ابنُ درستويه [4]: وقد نمى الخِضَابُ في اليد والشَّعْر، إذا اسودَّ جدّا، أو زاد صِبْغه، ونمى الحبر في الكتاب؛ إذا اشتدَّ سوادُه وزادَ بعد ما يكتب، وفي ذلك يقول الراجز:
يا حُبَّ ليلى لا تغَيَّرْ وازْدَدِ=وانْمِ كما ينْمِي الخضَابُ في اليَدِ
وقد نمى الحديثُ أو الخبر؛ إذا فشا وشاع، وقال الشاعر:
أَلَمْ يأتِيكَ والأخبارُ تنمِي=بما لاَقَتْ لَبُونُ بَني زِيَادِ [5]
وقول العرب: نمى المالُ، إنما يعنون به الإبلَ والغنم؛ لأنَّها تتوالد وتنمي، وأمَّا الذهب والفضة فإنَّما يقال فيهما: نمى مالُ فلان على الاستعارة [6]، وليس واحدٌ منهما بنامٍ، وإنَّما ينضم إليهما غيرُهما (أي: ينضم إلى الذهب ذهبٌ آخر، وإلى الفضة فضة أخرى) ولا يربوان في أنفسهما ولا يزيدان، ولكن يُتَّجر بهما، فيُربَح فيهما. اهـ[7].
وكلُّ ما يُقتنَى ويُكتَسَب يسمَّى مالاً أيضًا [8].
2 - مصدر «نمى»:
إنَّ معرفتَنا بمصدر «نمى» قد تدلنا على المضارع الأفصح لهذه الكلمة أهو «ينمُو» أم «ينمِي»؟ فما هو مصدر «نمى»؟
الجواب: لقد جاء من هذه الكلمة ثلاثةُ مصادر:
أحدها: (نماء)، وهذا المصدر لا يدل على أفصح اللغتين.
والثاني: (نُمِيّ)، وهذا قد يدل على أن «ينمي» هي الأفصح.
والثالث: (نموّ)، وهذا قد يدل على أن «ينمو» هي الأفصح.
فأيُّهما أفصح «ينمي» أم «ينمو»؟
[ line]
[3]- تصحيح الفصيح: 39، إسفار الفصيح: (1/ 324).
[4]- تصحيح الفصيح: 39
[5]- تصحيح الفصيح: 40
[6]- الاستعارة: هي استعمال اللفظ في غير ما وُضِعَ له لعلاقة المشابعة، مع قرينة مانعة من إرادة تالمعنى الحقيقي، أو هي تشبيهٌ حُذِفَ أحدُ طرفيْه. وعرَّفَها الجاحظُ بقوله: «هي تسميَةُ الشيء باسمِ غيرِه إذا قامَ مقامَه» [محمد عزَّام: مصطلحات نقديَّة: 36].
[7]- تصحيح الفصيح: 39
[8]- إسفار الفصيح: (1/ 324). وقال ابنُ هشام اللخمي (في: شرح الفصيح: 49): «حكى أبو عمر صاحب الياقوتة: أنَّ المالَ الصامتُ والنَّاطق، فالصامتُ: الدنانير والدَّراهم والجوهر، والناطقُ: البعير والبقرة والشاة، قال ومنه قولهم: (ما لَه صامتٌ ولا ناطقٌ). ومنهم مَنْ أوقعَ المالَ على جميعِ ما يملِكُه الإنسَانُ وهو الصحيح»اهـ.
¥