وقال الرازي في الآيتين: [5، 8] من سورة مريم: العقر في اللغة الجرح، ومنه أخذ العاقر لأنه نقص أصل الخلقة، وعقرت الفرس بالسيف إذا ضربت قوائمه [5]، والعقر أثر كالحز [12، 14]، في قوائم الفرس والإبل [14]، و (عقر) البعير [12، 15]، والفرس بالسيف [12، 13]، عقراً [12]، يعقره وعقره [12، 14]، ضرب به [13، 15]، أي: قطع [12]، قوائمه [12، 13، 15]، فهو (عقير) [13، 15]، أي: المعقور [12، 14]، والجمع عقرى [12، 15]، الذكر والأنثى فيه سواء، وعقر الناقة يعقرها ويعقرها عقراً وعقرها عقها إذا فعل بها ذلك حتى تسقط فنحرها مستمكناً منها [12، 16]، ومنها قوله تعالى: ?فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم .... (77) ? [الأعراف] [16]،
وعقره الكلب: عضه [16]، ويقال: كلب (عقور) [12 ـ 15]، والجمع عقر [12، 14،15]. وعليه فـ (العاقر) من النساء والرجال لا ينجب، شبه بالجريح به جرح يؤلمه ويؤرقه. (جـ) قيل: (العقرة) وتضم العقم [14]، وهذا يتفق مع ما ذهب إليه الباحث من أن (العقر) له مدى من الأقل إلى الأشد بينما مطلق (العقر) وأشده ومنتهاه هو (العقم).
(د) (العقر) كل ما شربه الإنسان فلم يولد له، فهم عقر له [12]، والعقرة: خرزة تحملها المرأة [12، 14]، بشدها أو تعليقها على حوقيها لئلا تحمل [12]، وتلد [14]، إذا وطئت.
وقيل: إنها خرزة تعلق على العاقر لتلد [12]. ويفيد هذا في أن (العقر) يمكن أن يبرأ منه، ولذلك: سميت تلك الخرزة التي كانت تستعمل لمنع الحمل أو الحث عليه باسم (العقرة).
(هـ) (بيضة العقر) بالضم.
قيل: هي أول بيضة تبيضها الدجاجة [12، 14]، لأنها تعقرها [12]، وقيل: هي آخر بيضة [12، 14]، تبيضها إذا هرمت [12]، فأول بيضة تبيضها الدجاجة تخرجها من الوصف بـ (العقر) فإذا لم تبيضها فهي عاقر، بينما آخر بيضة لها إذا هرمت بعقبها مطلق (العقر).
(و) العقر: فرج ما بين شيئين [12]، وهذا يتفق مع ما يذهب إليه الباحث، فما بين عدم حدوث الحمل والحمل لأول مرة (عقر) وما بين حملين (عقر) وما يعقب آخر حمل هو مطلق (العقر).
(ز) يقال: عقر الأمر عقراً لم ينتج عاقبة [14، 12]. وذلك على التشبيه بعدم القدرة على الإنجاب.
(ح) العاقر من الرمل مالا ينبت [12، 14]، يشبه بالمرأة، وفي الحديث: (أنه مر بأرض تسمى عقرة فسماها خضرة).
قيل: كأنه كره لها اسم العقر لأن العاقر المرأة التي لا تحمل، وشجرة عاقر لا تحمل، فسماها خضرة تفاؤلاً بها [12]، وعقر النخلة قطع رأسها فيبست فهي عقيرة [14]، أو عقرة [12]، وطائر عقر [12، 14]، وعاقر [12]، أصاب في ريشه آفة فلم تنبت [12، 14].
فكل هذه الأشياء التي لا تنبت شبهت بالإنسان العاقر الذي لا يلد.
(ط) العقار بالفتح: الدواء [12، 15، 16]، أو ما يتداوى به من النبات [12، 14]، أو أصول الأدوية [12، 14].
والجمع (العقاقير) [12، 13، 15، 16]، فالعقاقير أو الأدوية يشتق اسمها من نفس المادة (عقر) وهذا يتماشى مع ما يذهب إليه الباحث من أن (العقر) يمكن أن يبرأ منه بالتداوي.
(4) (العقر) في الآيات الكريمة:
(أ) سورة آل عمران (38 ـ 40): قيل: المعنى أنه دعا أن يهب الله له ذرية طيبة، والذي بعثه عليه السلام، على الدعاء ما رآه من ولادة حنة لمريم، وقد كانت عاقراً، فحصل له رجاء الولد وإن كان كبيراً وامرأته عاقراً [6]، فإن كانت عاقراً عجوزاً فقد كانت حنة كذلك [8].
وهذا يوضح بجلاء أن العاقر من الممكن أن تلد.
وقوله تعالى على لسان زكريا عليه السلام: ?أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر ?يعني: من بلغ من السن ما بلغت لم يولد له [2].
وقيل: إن زكريا عليه السلام يوم التبشير كان كبيراً.
قيل: كان يوم بشر بالولد ابن عشرين ومئة سنة بينما امرأته كانت بنت ثمان وسبعين سنة [3، 5 ـ 7].
وقيل: كان له من العمر تسع وتسعون.
وقيل: اثنتتان وتسعون [7].
وقيل: تسعون [3، 6].
وقيل: خمس وثمانون، وقي: خمس وسبعون، وقيل: سبعون، وقيل: ستون، [7].
¥